أيام الأسبوع، مما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى مشاكل بين العمال والمواطنين تصل حد الشجار وتبادل الشتائم دون تمييز بين الرجال والنساء والشباب والشيوخ، وبحسب شهادات المواطنين ل "النهار" فإن الطوابير أمام الباب تبدأ حتى قبل بدء ساعات العمل، حيث يلجأ المواطنون للحضور إلى مقر البلدية في ساعات مبكرة من الصباح بغرض استخراج الوثائق تجنبا للطوابير المملة والفوضى. كما استغرب المواطنون من تأخر استخراج شهادات الميلاد باللغة الفرنسية الذي يتطلب عشرة أيام على الأقل، وفي هذا الصدد يقول المواطن (عمي سليمان) قائلا ''لقد طلبت من مصالح الحالة المدنية استخراج شهادة ميلاد رقم 12 من السجل الأصلي باللغة الفرنسية، وكلما أتيت إلى البلدية لجلبها يقولون لي يقصد المسؤولين أنها غير جاهزة بعد''. ويضيف نفس المتحدث وعلامات الأسى بادية في عينيه ''هذه الوثيقة البسيطة التي أنتظرها منذ أسبوع من مصالح الحالة المدنية طلبها مني ابني المقيم بفرنسا لأمر عاجل... لعلمكم حاولت إفهام الأمر للمسؤولين لكنهم لا يبالون ''، والأخطر من ذلك أكد بعض المواطنين الذين صادفناهم في بلدية المسيلة، أن هناك بعض الأشخاص ممن لهم النفوذ والمعارف في البلدية يستغلون هذه الوضعية لاستخراج الوثائق من مصالح الحالة المدنية لبعض المواطنين في أسرع وقت ممكن وبحسبهم دون الانتظار في الطوابير المملة وهذا مقابل مبلغ مالي، وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين ''الحقيقة أنني لا أستطيع الانتظار لثلاث أوأربع ساعات لاستخراج وثيقة بسيطة من البلدية''، ويضيف '' كلما أردت استخراج نسخة ما من هذه المصلحة أطلب من بعض المعارف في هذه البلدية أن يقدم لي خدمة استخراجها في ظرف لا يتجاوز العشرين دقيقة مقابل 200 دج''، وهوالأمر الذي استاء منه المواطنون ويتساءلون عن الوظيفة الحقيقية للبلدية (هل هي في خدمة المواطن أم أنها فضاء للبزنسة وكسب المال؟). وبالمقابل أكد بعض الموظفين في هذه البلدية ل "النهار" أنهم عاجزون عن تقديم خدمات سريعة للعدد الهائل من المواطنين الذين يتوافدون بكثرة إلى هذه المصلحة يوميا، ورغم وجود فروع أخرى في كل من "جعافرة" و"إشبيليا" إلا أن هذه الأخيرة - بحسب ما أكده المواطنون - تعيش نفس الوضعية، وأن مقر البلدية الأم يتوافد عليه مئات المواطنين يوميا، وفي نفس السياق يفسر لنا أحد المسؤولين الأمر، أن هذه المصلحة متمركزة في قلب عاصمة الولاية، وهوما يجعل المواطنين يتوافدون إليها بغرض استخراج مختلف الوثائق التي يطالبون بها من قبل بقية المصالح الأخرى، وما يزيد الطين بلة تواجد مختلف المؤسسات وهيئات إدارية كبيرة في عاصمة الولاية ''، ويفسر مسؤول آخر في البلدية هذه الوضعية كون مستشفى ''سليمان عميرات" يستقبل العديد من النساء في مصلحة الأمومة من كامل تراب الولاية وكذا من بعض الولايات المجاورة، وهوما يحتم على المواليد الجدد لاستخراج شهادات ميلادهم من البلدية المذكورة خصوصا الوثائق الأصلية كشهادات الميلاد رقم 12 من السجل الأصلي. وما يثير تذمر واستياء المواطنين الذين صادفناهم بحسب ما صرحوا به ل "النهار" أن كل الشبابيك تظل مكتظة طوال النهار، وكذا عدم تدخل المسؤولين لفتح المزيد من الشبابيك وفروع أخرى لمصالح الحالة المدنية، كما يطالبون كذلك من المجلس البلدي باتخاذ اجراءات فعالة وإستراتيجية مدروسة لتحسين الوضع، وذلك بحسبهم للتقليل من معاناتهم وكذا تسهيل المهمة للموظفين لتقدم خدمات سريعة للمئات من المواطنين يوميا.