الانتهازيون وراء ارتفاع ميزانية الهلال في شهر الرحمة وذلك لن يتكرر هذا العام أعطت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، تعليمات صارمة إلى ممثلي الهلال عبر مختلف ولايات الوطن تطالبهم من خلالها بتحديد هوية كل شخص قبل تمكينه من الإفطار في شهر رمضان بمطاعم الرحمة.قالت بن حبيلس، أمس في اتصال مع «النهار»، إن الوضع المالي للبلاد والهلال لا يسمح بالتبذير المالي، «مما جعلنا مضطرين إلى التعامل بحذر شهر رمضان القادم، وذلك من خلال إلزام مسؤولي مطاعم الرحمة بتمكين الفئات الهشة وعمال الورشات فقط من تناول وجبات الفطور، أما أصحاب المركبات الفخمة الذين اعتادوا الإفطار بمطاعم الرحمة والموظفين فلا مكان لهم في مطاعمنا» وأضافت: «طالبت ممثلي الهلال الأحمر بالتعامل بمبدأ تحديد الهوية لكل من يحاول الإفطار في الشهر الفضيل»، لأن الهلال الأحمر ليس لديه ميزانية خاصة بشهر رمضان وإنما يعتمد على مساعدات المحسنين ورجال الأعمال».ومن ضمن الأسباب الأخرى التي كانت وراء اتخاذ هذا النوع من القرارات -تقول بن حبيلس-تلك المتعلقة بنتائج التحقيقات التي فُتِحت حول مطاعم الرحمة السابقة، والتي أثبتت وجود عدد كبير من الانتهازيين ممن يستغلون مطاعم الرحمة خلال شهر رمضان، مما حال دون تمكن الفئة الفقيرة من استغلال هذه المطاعم المخصصة أساسا لخدمتهم. وأشارت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري إلى أن الأولوية من حيث اهتمام الهلال بفئة الفقراء والمعوزين ستكون للبلديات السبعة والأربعين المصنفة في خانة أفقر بلديات الجزائر، وذلك من خلال تسليم قفة رمضان للعائلات الفقيرة في منازلها حفاظا على كرامتها، وأكدت أن ممثلي الهلال الأحمر قد تمكنوا بعد التنسيق مع الأئمة وشيوخ الزوايا من تحديد القوائم الاسمية لهذه العائلات، فيما تمنح قوائم أخرى لبعض رجال الأعمال من أجل التكفل شخصيا بمنحهم القفة. وبالرغم من الوضع المالي للهلال الأحمر، إلا أن ذلك لم يمنع رئيسته سعيدة بن حبيلس من الكشف عن مساعدات ستمنح خلال رمضان للعائلات الجزائرية المعوزة ونظيرتها التونسية القاطنة عبر الشريط الحدودي.