الحكومة ترفض الابتزاز والعنف والتهرب الضريبي وإخفاء عوائد الإشهار قنوات تنتهك الحياة الخاصة وتمس بالشرف وتزرع الجهوية والفتنة تنظيم قطاع السمعي-البصري لا يعني التراجع عن فتحه حان الوقت ليعرف المواطنون الحقيقة.. و55 قناة تنشط في إطار غير رسمي كلّفت الحكومة وزير الاتصال حميد ڤرين بتنظيم أوضاع القطاع السمعي-البصري في أقرب الآجال، ومنع القنوات التي تخالف دفتر الشروط من النشاط نهائيا في الجزائر، في انتظار تنصيب سلطة الضبط، فيما تعهّد الوزير الأول عبد المالك سلال بأن كل القنوات التي ستلتزم ببنود دفتر الشروط ستُعتمد كقنوات جزائرية تستفيد من الدعم والتشجيع الذي ينص عليه القانون، أما تلك التي ستخالفه فستمنع من النشاط في الجزائر . توعّد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس خلال إشرافه على مراسم تدمير مليوني دعامة مقلدة نظمها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بتطبيق القانون بكل صرامة وفي جميع الظروف، قائلا: «من اليوم فصاعدا لن يسمح بأي تجاوز»، في إشارة منه إلى من يقومون باستغلال مهنة الإعلام لمصالح شخصية. وأوضح المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بأنه تم وضع آلية للمتعاملين الراغبين في تقديم خدمات سمعية-بصرية على أساس دفتر شروط يحدد بوضوح الحقوق والواجبات. وأقر سلال بأن الدولة سمحت منذ صدور قانون السمعي-البصري ببداية غير منظمة، وذلك في انتظار ضبط ذاتي لم يحدث للأسف، غير أنه اعتبر بأن الوقت قد حان اليوم ليعرف المواطنون الحقيقة، ولتطبيق القانون على الجميع بشفافية وإنصاف. كما أشار إلى أنه ومن بين ستين قناة تنشط في هذا المجال، لا يتعدى عدد تلك المعتمدة بصفة نظامية الخمسة فقط، فيما تنشط البقية في إطار غير رسمي. وفي هذا الصدد، حرص الوزير الأول على التأكيد بأن إرادة الحكومة في تطوير هذا القطاع كانت صادقة وكاملة في محيط نظيف، في ظل احترام القانون وأخلاقيات المهنة، متأسفا لعدم تجسيد هذه المعايير اليوم. قنوات تمارس الإشهار الكاذب وانتهاك الحياة الخاصة والمساس بالشرف باستعمال الكراهية والجهوية والفتنة وقال بهذا الخصوص، «علينا الاعتراف أن بعض القنوات تمارس الإشهار الكاذب وانتهاك الحياة الخاصة والمساس بالشرف والتضليل، وما هو أخطر هو ضرب توازن المجتمع باستعمال الكراهية والجهوية والفتنة». كما تأسف سلال لما وصفه ب«تلوث الجهود التي بذلها أغلبية الفاعلين من أجل تلفزيون جزائري متعدد ومتنوع ومبدع من طرف قلة لا يحرّكها إلا الجشع، «نعم لقد تم المساس بالأسس الأخلاقية للجزائريين بإشاعة السب والقدح والدفع إلى التخلي عن الأخلاق التي تجعل منا بشرا مكرمين ومسؤولين». مبادئ المجتمع الجزائر خط أحمر.. ولا لتحويل العملة الصعبة لتمويل البث الفضائي وشدد، مجددا، على أن احترام مبادئ المجتمع الجزائري هو خط أحمر، منبها إلى أنه من اليوم فصاعدا لن يسمح بأي تجاوز قد يحدث في هذا الاتجاه، غير أنه طمأن بالمقابل بأن إصرار الحكومة على تنظيم القطاع السمعي-البصري لا يعني التراجع عن فتحه، بل هو تنظيم نشاط، على غرار ما يتم في كل دول العالم، وهو المسعى الذي يرمي إلى الحفاظ على الأخلاق ببلادنا. كما تطرق سلال إلى العديد من الجوانب غير القانونية المرتبطة بتسيير هذا القطاع، حيث واصل يقول: «نعم لحرية الصحافة لكن لا لتحويل العملة الصعبة قصد تمويل البث الفضائي، نعم للتعددية الإعلامية ولكن لا لعمل الصحافيين الشباب من دون تغطية إجتماعية أو حقوق التقاعد»، مشيرا إلى أن الدولة ملتزمة بالحفاظ على مستقبل هذه الفئة. الحكومة ترفض الابتزاز والقذف وإفشاء أسرار التحقيق القضائي والضغط على إطارات الدولة كما أبرز رفض الحكومة القاطع لبعض الممارسات التي يقوم بها البعض تحت غطاء النشاط الإعلامي والتعددية الإعلامية والبحث عن المعلومة على غرار «الابتزاز والقذف وإفشاء أسرار التحقيق القضائي والضغط على إطارات الدولة»، وكذا خطابات الفتنة والعنف والتهرب الضريبي وإخفاء عوائد الإشهار في شركات الاتصال». وتوجه الوزير الأول إلى من يريدون استغلال هذه المهنة النبيلة من أجل تحقيق مصالح شخصية والمساس بالجزائر، قائلا: «إن خصمكم ليس فقط الحكومة بل الشعب الجزائري أيضا الذي يرفض مغامراتكم، ويعلن بكل قوة تمسكه بالأمن والاستقرار ومشروع التجديد الوطني لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة». وخلص سلال إلى التذكير بأن الالتزامات بقطع الطريق أمام أي تجاوز في قطاع السمعي-البصري هي نفسها التي تقع على أعوان الدولة مهما كان مستواهم، والذين لا يمكنهم في نشاطهم العام اتخاذ مواقف غامضة حين يتعلق الأمر بأسس الأمة، ليشدد على أنه سيتم معاقبة كل تقصير في هذا الجانب. الحكومة ستواصل مكافحة الغش في كل المجالات رغم الأطماع من جهة أخرى، أكد سلال أن الحكومة ستواصل عملية مكافحة الغش في كل المجالات، معتبرا أن العملية هامة جدا خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط. وذكر الوزير الأول أنه بعد سنتين من تراجع أسعار النفط، إلا أن الاقتصاد الوطني لا يزال واقفا بشهادة العديد من المؤسسات الدولية، لكن مواصلة مكافحة الغش أمر ضروري في جميع المجالات لبناء مجتمع متطور. وشدد سلال مرة أخرى على أن الحكومة ستدافع عن كرامة الفنانين وحقوقهم، وستعمل دوما على تشجيع الابتكار ومكافحة كل أشكال الغش والقرصنة والإساءة لحقوق الغير، مضيفا أنه «على الجزائر أن تكون مثالية في هذا المجال المنظم دولياو إذا ما أردنا التحاق بلادنا بركب التنمية والازدهار، والسماح لثقافتنا واقتصادنا بالتبادل مع العالم».