النيابة تلتمس في حقه عقوبة 18 شهرا حبسا مع منعه من استصدار رخصة سياقة كلّف التصرف الطائش الذي بدر من سائق الحافلة «رومبو»، كما أطلق عليه رواد «الفايسبوك»، عند إغلاقه الطريق السريع على مستوى منطقة سعيد حمدين في أول أيام رمضان، متحديا الشرطي الدراج، ثمنا باهضا حرمه من حريته، خاصة بعد تداول صوره عبر نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، مما وضع أيضا عناصر الشرطة في نفس الكفة معه وحمّلوهم جزء من مسؤولية ما وقع، لتتم معاقبتهم .كشفت جلسة محاكمة سائق الحافلة على مستوى الخط الرابط بين منطقة بوسماعيل وتافورة، المتابع بعدة تهم تنوعت بين إهانة هيئة نظامية وإعاقة حركة المرور في الطريق العام ومخالفة الأحكام المتعلقة بالوقوف والتوقف التعسفي لحركة المرور ورفض الخضوع للتحقيقات، عن حقائق مثيرة جعلت من القضية تأخذ منحى خطيرا،بعدما تبين أن مصالح الشرطة تدخلت جوا وبرا لتوقيف ذلك الأول ومحاولة إقناعه عن التنحي من الطريق العام بعد تسببه في زحمة سير شديدة، حيث تم التقاط له صورا عبر طائرة «هليكوبتر»، فيما ظلت بعض العناصر تتفاوض معه بعد إنزال الركاب من على متن الحافلة للهبوط لمدة أربع دقائق بعد سحب رخصة سياقته لتجاوزه مدة المكوث في المحطة المحددة قانونا، مما أدى لانزعاج المارة لتأخرهم عن قضاء مصالحهم، خاصة وأن الساعة كانت تشير للرابعة والنصف مساء، في الوقت الذي راح آخرون يلتقطون له الصور وتم تداولها عبر الفايسبوك، بعدما أطلق عليه تسمية «رومبو» لتحديه الشرطي الدراج، وهي النقطة التي ركز عليها دفاع المتهم خلال مرافعته واعتبرها السبب في تهويل القضية وتضخيمها، رغم أن أفعاله لا ترقى سوى لمخالفات، ومن جهته، أكد المتهم أنه بيوم الوقائع تعرض لضغوطات جعلته يفقد قدراته الإدراكية في لحظة غضب، حيث ذكر أنه فعلا قام بإغلاق الطريق، غير أنه نزل من الحافلة وتركها بعدما طلب منه رجال الشرطة النزول وليس تنحيتها، ولبى طلبهم من دون أن يبدي أي تعنت أو يتلفظ بعبارات مهينة في حقهم، وهو ما ورد في محاضر الضبطية، حسب مرافعة الدفاع، وفيما تغيب الوكيل القضائي الذي تأسس في حق الشرطيين الدراجين، التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا وغرامة بقيمة 100 ألف دج مع عقوبة تكميلية، التمس فيها إلغاء رخصة السياقة ومنعه من استصدار رخصة جديدة.