على مدار أكثر من عام شهدت التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين 2008 العديد من الاحداث والوقائع المثيرة داخل الملاعب وخارجها ولم تخل التصفيات من المفاجآت سواء كان ذلك مع الفرق الكبيرة صاحبة التاريخ العريق أو مع المنتخبات الصغيرة التي ما زالت تبحث عن المجد. ولكن أهم الأحداث التي شهدتها التصفيات بالفعل كانت التأهل الصعب لمنتخب جنوب أفريقيا إلى النهائيات وكذلك تأهل المنتخب الناميبي متواضع التاريخ على حساب منتخب الكونغو الديمقراطية كما أنهى المنتخب السوداني مسيرته في التصفيات متقدما على شقيقه التونسي الذي احتل المركز الثاني في المجموعة وتأهلا سويا. وأنهى منتخب جنوب أفريقيا الذي تستضيف بلاده نهائيات كأس العالم 2010 مسيرته في التصفيات في المركز الثاني بالمجموعة الحادية عشر وبرصيد 11 نقطة وبفارق نتيجة المواجهة المباشرة مع المنتخب الزامبي الذي تصدر المجموعة بنفس الرصيد بعد أن حقق كلا منهما ثلاثة انتصارات وتعادلين ومني بهزيمة واحدة. وكانت الهزيمة التي مني بها كلا منهما في هذه المجموعة على أرضه وأمام بعضهما البعض فتغلب منتخب جنوب أفريقيا على نظيره الزامبي في عقر داره 1/0 ذهابا ثم ثأر المنتخب الزامبي لهزيمته. وعلى مدار المباريات الست التي خاضها منتخب جنوب أفريقيا "بافانا بافانا" في التصفيات لم يسجل الفريق سوى عشرة أهداف. وما ضاعف من قلق المشجعين على فريقهم "البافانا بافانا" أن مسيرة الفريق المتأزمة في التصفيات جاءت بعد خروج الفريق صفر اليدين من الدور الاول في بطولتي كأس الامم الافريقية الماضيتين بل إن الفريق خرج من البطولة الماضية 2006 في مصر دون أن يحقق أي فوز أو يسجل أي هدف. ومع تعادل الفريق في مباراتيه أمام الكونغو وهزيمته أمام زامبيا 1/3 في نهاية مشواره بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الامم الافريقية 2008 التي تنطلق فعالياتها غدا في غانا لم يكن غريبا أن يتأهل الفريق كأحد أفضل ثلاثة منتخبات احتلت المركز الثاني في مجموعاتها بالتصفيات. بينما أنهى المنتخب الزامبي مشواره في التصفيات على قمة المجموعة بفضل مجموع نتيجتي المواجهتين المباشرتين مع البافانا بافانا في التصفيات. كما كان من بين المفاجآت التي شهدتها التصفيات تأهل المنتخب الناميبي على حساب منتخب الكونغو الديمقراطية ليشارك المنتخب الناميبي في النهائيات للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد مشاركته للمرة الاولى في بطولة عام 1998 ببوركينا فاسو. وأسفرت هذه المفاجأة الناميبية عن موجة أكبر من الجدل أكثر مما أسفر عنه تراجع منتخب جنوب أفريقيا للمركز الثاني في مجموعته. وسجل اللاعب مانو كابوتوز هدف الفوز للمنتخب الناميبي على مضيفه الاثيوبي 3/2 قبل عشر دقائق فقط من نهاية مباراتهما في أديس أبابا في الجولة الاخيرة من التصفيات. وفي نفس الوقت تعادل منتخب الكونغو الديمقراطية مع نظيره الليبي ليغيب الفريق عن النهائيات في غانا بعد أن نجح في التأهل لاخر ثماني بطولات سابقة لكأس الامم الافريقية. ولكن إنجاز المنتخب الناميبي المعروف بلقب "المحاربون الشجعان" توارى خلف أحزان الفريق على وفاة مديره الفني الزامبي بن بامفوشيل الذي قاد الفريق للنهائيات. وتوفي بامفوشيل في ديسمبر الماضي عن عمر يناهز 47 عاما وحل مكانه المدير الفني الهولندي آري تشانز الذي سبق له تدريب منتخب بوتان كما عمل بالتدريب في كل من موزمبيق والصين واليابان. ومثلما كان الحال بالنسبة لجنوب أفريقيا تأهل المنتخب التونسي الفائز بلقب البطولة عام 2004 إلى النهائيات في غانا كأحد أفضل ثلاثة منتخبات احتلت المركز الثاني في مجموعاتها بالتصفيات وذلك بعد الهزيمة التي مني بها الفريق 2/3 أمام مضيفه السوداني في الخرطوم بالجولة الاخيرة من التصفيات. ولم يتعرض المنتخب الايفواري لمثل هذه المشاكل حيث تأهل بسهولة إلى النهائيات دون أن يتلق أي هزيمة في مجموعته بالتصفيات والتي ضمت معه منتخبي الجابون ومدغشقر. وحسم المنتخب المصري حامل اللقب بطاقة تأهله للنهائيات بعدما تصدر مجموعته في التصفيات بفارق خمس نقاط أمام نظيره الموريتاني في مجموعة ضمت معهما منتخبي بوروندي وبوتسوانا. بينما تأهلت نيجيريا إلى النهائيات بعدما تفوقت في مجموعتها على منتخبات أوغندا والنيجر وليسوتو. وتأهل المنتخب الكاميروني للنهائيات دون عناء حيث حقق الفوز في مبارياته الخمس الاولى بالتصفيات لكنه سيخسر جهود بعض نجومه في بداية مشاركته بالنهائيات بسبب المباراة التي خسرها الفريق 0/1 أمام منتخب غينيا الاستوائية في ختام مبارياته بالتصفيات في سبتمبر الماضي. ويأتي على رأس النجوم الذين تعرضوا للايقاف في نهاية مشوار الكاميرون بالتصفيات اللاعبان دانيال نوجما كومي وألبرت ميونج. ويشارك منتخب غانا في النهائيات مباشرة دون خوض التصفيات نظرا لاقامة البطولة على أرضها بينما يشارك المنتخب السنغالي على أمل إحراز اللقب الاول له في البطولة.