تخوض منتخبات المجموعة الأولى المشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بأنغولا، والتي تضم الجزائر، مالي، مالاوي وأنغولا البلد المنظم، مبارياتها بأهداف متباينة، وهذا بالنظر إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها وإلى طموح كل فريق في هذه المنافسة القارية الهامة، فكل فريق يسعى إلى تحقيق أفضل النتائج في مشواره بهذه المناسبة وترك بصمته في هذه المنافسة، ويمكن القول أن هذه المجموعة ستكون أكثر المجموعات تعقيدا من بقية المجموعات الأخرى، وهذا لأنها تضم فريق البلد المنظم الذي سيلعب تحت ضغط كبير أمام جمهوره، الذي يطالبه بالفوز بكأس إفريقيا لتغيير صورة البلاد التي عانت كثيرا من الحروب الأهلية، الأمر الذي لن يكون سهلا بتواجد المنتخب المالي بنجومه الكبار الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية من أمثال كانوتي، مامادو ديارا وسيدو كايتا، والذي سيضفي منافسة شديدة أيضا، خاصة وأن المتأهل الوحيد لكأس العالم، المنتخب الجزائري ضمن المجموعة، وهو المنتخب الذي يضم لاعبين ممتازين، سيتسببون حتما في خلط أوراق ال"كان"من أجل تسجيل بصمة العودة بقوة إلى هذه المنافسة القارية الكبيرة، هذا دون نسيان فريق مالاوي الذي قد يكون مفاجأة المجموعة وحتى الدورة. المنتخب الأنغولي يدخل المنافسة تحت ضغط شديد حققت الكرة الأنغولية طفرة هائلة على مدار عقد ونصف عقد من الزمن، شاركت خلالها في أربع من بطولات كأس الأمم الإفريقية ووجدت مكانها في كأس العالم 2006 بألمانيا.. لكن هذه الطفرة ستكون التحدي الأكبر، الذي يواجهه المنتخب الأنغولي عندما يخوض فعاليات بطولة كأس الأمم الإفريقية، التي تستضيفها بلاده، حيث تشكل هذه الطفرة ونتائج الفريق عبر السنوات الأخيرة ضغطا كبيرا على اللاعبين وجهازهم الفني.. ومع وصول المنتخب الأنغولي (الفهود السمراء)، إلى نهائيات كأس العالم 2006 وإلى دور الثمانية في كأس إفريقيا 2008 بغانا، أصبح الفريق مطالبا بالمنافسة القوية على لقب البطولة الإفريقية بملعبه... وتأخر ظهور المنتخب الأنغولي على الساحة الإفريقيةحتى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، بسبب الحروب الأهلية التي عانى منها هذا البلد طويلا، وكان لوصول الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2006 دور كبير في تغيير الكثير من أوجه الحياة في أنغولا، بل وتغيير صورة هذا البلد على الساحة العالمية، لذلك، فإن أنغولا بأكملها تترقب ما سيفعله منتخبها في كأس إفريقيا 2010، ليزيد من تحسين هذه الصورة لدى العالم، وليؤكد تواجده ضمن القوى الكروية الكبيرة في القارة السمراء. شارك الفريق في نهائيات البطولة أعوام 1996 و1998 و2006، لكنه خرج منها جميعا في الدور الأول قبل أن يترك بصمته الحقيقية في البطولة الماضية، التي استضافتها غانا مطلع عام 2008، حيث بلغ الفريق الدور الثاني (دور الثمانية)، لكنه خرج أمام نظيره المصري الذي توج باللقب فيما بعد. وإلى جانب هذه المشاركات في البطولات الإفريقية، أعلن المنتخب الأنغولي عن نفسه بقوة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولات كأس العالم، وحل الفريق ثانيا خلف نظيره الكاميروني في التصفيات المؤهلة لكل من بطولتي كأس العالم 1998 و2002، ولكنه اكتسب الخبرة اللازمة لينجح بعدها في بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا على حساب نظيره النيجيري العملاق، وقد شهدت صفوف هذا الفريق بعض التغييرات أبرزها اعتزال اللاعب الكبير أكوا، الذي يتصدر قائمة أكثر اللاعبين مشاركة وتسجيلا للأهداف مع المنتخب الأنغولي عبر تاريخه. كما أسندت مهمة تدريب المنتخب إلى المدرب مابي دي ألميدا، بدلا من أوليفيرا جونكالفيز، الذي قاد الفريق إلى نهائيات كأس العالم، وذلك قبل إسناد المهمة إلى المدرب البرتغالي الحالي مانويل جوزيه في منتصف عام 2008. ولكن الخروج المبكر من كأس العالم والتغييرات في صفوف الفريق، لم تجهض آمال المنتخب الأنغولي في التواجد ضمن الكبار على الساحة الإفريقية، حيث ظهر بشكل رائع في الفترة التالية لكأس العالم وشق طريقه بنجاح إلى كأس إفريقيا 2008، قبل أن يصل فيها إلى دور الثمانية، لذلك، يواجه الفريق ضغوطا شديدة في الفترة الحالية، حيث تعلق عليه جماهيره آمالا عريضة في البطولة الإفريقية القادمة، خاصة مع فشل الفريق في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ويضاعف من الضغوط الواقعة على الفريق أن مستواه تحسن كثيرا في الآونة الأخيرة منذ تولي جوزيه مسؤولية تدريب الفريق. الهدف.. الفوز بالكأس والجزائر أصعب امتحان وإذا كان تأهل الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2006 من المفاجآت الكبيرة على ساحة كرة القدم الإفريقية، فإن الفريق يسعى بقيادة جوزيه إلى تفجير مفاجأة أكبر من خلال الفوز بلقب كأس إفريقيا 2010 بأنغولا. ويعتمد جوزيه في تشكيل الفريق على مزيج من لاعبي الدوري الأنغولي واللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية والخليجية. ويبرز من نجوم الفريق اللاعب مانوتشو مهاجم فريق بلد الوليد الإسباني الذي كان من أبرز مفاجآت القائمة النهائية التي أعلنها جوزيه قبل أيام قليلة، حيث كان مستبعدا من القائمة الأولية للفريق بسبب خلاف مع جوزيه نفسه، لكنه ضم اللاعب إلى القائمة النهائية بعد اعتذاره رسميا. كما يضم الفريق من النجوم الكبار كلا من المهاجمين مانتوراس (بنفيكا البرتغالي) وفلافيو (الشباب السعودي) وجيلبرتو (الأهلي المصري)، بينما يمثل اللاعبان يامبا آشا وأندري ماكانجا أبرز الغائبين عن صفوف الفريق وذلك للإصابة. أما أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها المنتخب الأنغولي إلى جانب خبرة لاعبيه ومدربه جوزيه، فهي المساندة التي سيجدها الفريق من جمهوره، رغم ما يمكن أن تشكله هذه المساندة من ضغوط على الفريق. ويستهل المنتخب الأنغولي مسيرته في البطولة الإفريقية بلقاء منتخب مالي في المباراة الافتتاحية بالعاصمة لواندا يوم العاشر من جانفي، ثم تعقبها بمبارتيه مع مالاوي والجزائر على الترتيب يومي 14 و18 من الشهر نفسه. وتبدو المباراة مع المنتخب الجزائري المتأهل إلى كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، الاختبار الأصعب للمنتخب الأنغولي في الدور الأول للبطولة، ولذلك يسعى الفريق إلى الفوز في مبارتيه الأوليين لحسم تأهله مبكرا قبل خوض هذه المباراة. المنتخب الجزائري.. لتسجيل عودة قوية في كأس إفريقيا بعد غيابه عن البطولتين السابقتين، يعود المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى المشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، حاملا آمال وطموحات كرة القدم الجزائرية في استعادة بعض بريقها من خلال البطولة الإفريقية التي تستضيفها أنغولا. كانت بداية مشاركات الفريق الوطني في النهائيات، في بطولة عام 1968 وخرج فيها من الدور الأول ثم فشل في بلوغ النهائيات على مدار البطولات الخمس التالية. وعاد الفريق إلى المشاركة في النهائيات مع بطولة عام 1980 ونجح الفريق في التواجد باستمرار منذ ذلك الحين وعلى مدار 13 بطولة متتالية حتى عام 2004 ولكنه غاب عن آخر بطولتين قبل أن يحجز مكانه في بطولة أنغولا. وعلى مدار مسيرته في بطولات كأس الأمم الإفريقية، أحرز الفريق لقب البطولة مرة واحدة عام 1990، بينما فاز بالمركز الثاني في عام 1980 ووصل إلى الدور قبل النهائي أعوام 1982 و1984 و1988 ودور الثمانية أعوام 1996 و2000 و2004، بينما خرج من الدور الأول في باقي البطولات، ليعود أخيرا إلى الانتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية، بتأهله إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين. وقبل بداية التصفيات كانت نسبة محدودة من الترشيحات تصب في مصلحة المنتخب الجزائري (محاربي الصحراء) في ظل المستوى المتردي للكرة الجزائرية على مدار السنوات الماضية، لكن الفريق نجح في عبور الدور الأول للتصفيات من خلال الفوز على ليبيريا وغامبيا والسينغال والتعادل إيابا مع ليبيريا، بينما خسر مبارتين أمام السينغال وغامبيا. وأوقعته قرعة الدور النهائي بالتصفيات في مجموعة تضم منتخبات مصر ورواندا وزامبيا، لتذهب معظم الترشيحات في البداية تجاه المنتخب المصري الفائز بلقب إفريقيا عامي 2006 و2008 وصاحب التاريخ الحافل بالإنجازات. وعلى الرغم من البداية الهزيلة للمنتخب الجزائري في المرحلة النهائية من التصفيات بالتعادل السلبي مع مضيفه الرواندي، جاءت مباراته التالية في التصفيات لتقلب الأوضاع في المجموعة الثالثة رأسا على عقب، بعدما حقق فوزا ثمينا على ضيفه المصري 1/3 في مباراة كبيرة. وكانت هذه المباراة سببا في إنعاش وإحياء الكرة الجزائرية بأكملها، حيث استعاد الفريق ثقة كبيرة غابت عنه لسنوات طويلة وبدأ مرحلة البحث عن بطاقة التأهل في هذه المجموعة. وبالفعل اقترب "محاربو الصحراء" كثيرا من التأهل، خاصة بعد سقوط المنتخب المصري في فخ التعادل على ملعبه أمام زامبيا في بداية التصفيات... ولكن صحوة أحفاد "الفراعنة" أعادتهم إلى المنافسة مع الجزائريين على بطاقة المجموعة حتى جاءت مباراة الفريقين بالقاهرة في ختام التصفيات لتشهد قمة الإثارة بهذه المجموعة، حيث حقق المنتخب المصري الفوز 2/0 الذي كان كفيلا بدفع الصراع بين الفريقين إلى مباراة فاصلة في السودان، التي انتهت بفوز المنتخب الجزائري 1/0 عكس معظم التوقعات ليحجز المنتخب الجزائري المقعد السادس للقارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم التي تقام للمرة الأولى بالقارة السمراء. ويواجه المنتخب الجزائري في مباراته الأولى من الدور الأول للبطولة نظيره المالاوي، ويأمل في استغلال مباراته الأولى الأسهل نسبيا أمام هذا الفريق في المجموعة الأولى لاكتساب الثقة والاقتراب بخطوة ثابتة من حسم التأهل إلى دور الثمانية، قبل مواجهة المنتخب المنتخب المالي في الجولة الثانية والأنغولي في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة، وإذا نجح المنتخب الجزائري في عبور الدور الأول، فإنه قد يصبح الحصان الأسود للبطولة ومن ثم سيحصل على دفعة معنوية هائلة قبل خوض نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. منتخب مالاوي.. سمكة صغيرة تتحدى الكبار عندما أوقعت قرعة نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2010 لكرة القدم، منتخب مالاوي في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات أنغولا صاحب الأرض والجزائر ومالي، اعتبر المتتبعون أن منتخب مالي سيكون السمكة الصغيرة التي ستلتهمها المنتخبات الثلاثة الأخرى في المجموعة، ولكن مع التعادل الثمين 1/1الذي حققه منتخب مالاوي مع نظيره المصري في المباراة الودية مؤخرا، ضمن استعدادات المنتخبين لنهائيات البطولة، تغيرت نظرة الكثيرين عن هذا الفريق الذي أثبت أنه بإمكانه تحقيق المفاجآت. ويملك منتخب مالاوي سجلا ضعيفا للغاية في بطولات كأس الأمم الإفريقية، إلا أنه أثبت خلال التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا، أنه قادر على تحقيق المفاجأة في أنغولا. واقتصر تاريخ مالاوي في هذه النهائيات، على مشاركة واحدة سابقة كانت في بطولة عام 1984 وخرج فيها من الدور الأول، بعد أن حقق تعادلا وحيدا ومني بهزيمتين. وإذا كان منتخب مالاوي من فرق المستوى الرابع في القارة الإفريقية، فإن ما حققه في التصفيات وتأهله إلى النهائيات للمرة الأولى، بعد غياب دام 26 عاما، سيمنحه دفعة قوية لتحقيق أشياء كثيرة في النهائيات. ولم تكن مسيرة منتخب مالاوي سهلة في التصفيات، حيث أوقعته قرعة المرحلة الأولى من التصفيات في مجموعة تضم عملاقين هما المنتخب المصري ومنتخب جمهورية الكونغو وكلاهما سبق له الفوز باللقب الإفريقي، بالإضافة إلى منتخب جيبوتي، ولكن الملاويين شقوا طريقهم بنجاح إلى المرحلة النهائية من التصفيات، بعدما تمكنوا من احتلال المركز الثاني في المجموعة برصيد 12 نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن منتخب مصر ومثلها أمام منتخب جمهورية الكونغو. مشوار إيجابي في التصفيات ومواجهات ساخنة في النهائيات وخلال المرحلة الأولى من التصفيات، حقق الفريق الفوز في أربع مباريات على جيبوتي 1/8 و0/3 وعلى مصر 0/1 وجمهورية الكونغو 1/2، في حين خسر مبارتين أمام جمهورية الكونغو 0/1 وأمام مصر 0/2. وفي المرحلة النهائية من التصفيات نجح منتخب مالاوي في حجز المركز الثالث بمجموعته خلف منتخبي كوت ديفوار وبوركينا فاسو، حيث حقق في هذه المرحلة من التصفيات فوزا وحيدا على غينيا 1/2وتعادل مع كوت ديفوار 1/1 بينما خسر مبارياته الأربع الأخرى أمام كوت ديفوار 5/0 وبوركينا فاسو 1/0 و1/0 وأمام غينيا 2/1. وربما تكون المجموعة الأولى في نهائيات كأس إفريقيا 2010 بأنغولا، هي أسهل المجموعات من حيث المستوى العام، ولكنها لن تكون كذلك لمنتخب مالاوي، الذي أصبح مطالبا بمواجهة ثلاثة فرق أكثر منه خبرة وأفضل منه في الإمكانيات الفنية والبدنية. وسيبدأ منتخب مالاوي مسيرته في البطولة بمواجهة منتخبنا الجزائري، أحد الفرق الإفريقية القوية المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ثم يلتقي في المباراة التالية مع المنتخب الأنغولي صاحب الأرض ويختتم مسيرته في الدور الأول بلقاء منتخب مالي بنجومه الكبار. وإذا كان لدى معظم المنتخبات المشاركة في البطولة، بعض الأسلحة التي تعتمد عليها سواء بخبرة أو مهارة اللاعبين أو المدير الفني أو المساندة الجماهيرية، فإن السلاح الأبرز لمنتخب مالاوي هو طموح الفريق ورغبته في إثبات الذات أمام فرق تفوقه في الإمكانيات والتاريخ والخبرة. ولا يمتلك منتخب مالاوي نجوما كبارا مثل باقي المنتخبات المشاركة في النهائيات، ولكنه يمتلك الدافع على تحسين صورته على مستوى القارة السمراء، ويرغب مع مديره الفني "كينا فيري" في تقديم أفضل العروض وتحقيق أفضل النتائج الممكنة في البطولة الإفريقية، رغم أن الفريق يدرك أن التأهل إلى الدور الثاني من هذه المجموعة سيكون إنجازا أشبه بمعجزة. وسيعتمد "فيري" في كأس إفريقيا بأنغولا، على قائمة تتألف من ثمانية لاعبين من البطولة المحلية في مالاوي و15 لاعبا من المحترفين خارجه، علما أن معظم محترفي مالاوي يلعبون ضمن أندية إفريقية وليست أوروبية. منتخب مالي يريد العودة من الباب الواسع بعد فشل منتخب مالي في عبور الدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2008 بغانا، وفشله في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، لم يعد أمام هذا الفريق سوى تحقيق النجاح في كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا... فالبطولة الجديدة التي تستضيفها أنغولا بين العاشر و31 جانفي 2010، ستكون السادسة للفريق وفرصة بالنسبة له للخروج من عنق الزجاجة، الذي يسعى "نسور" مالي إلى تحقيقه، خاصة وأن الجيل الحالي للفريق يضم عددا من النجوم المتميزين والمحترفين بأكبر الأندية الأوروبية. وتبددت آمال مالي في بلوغ نهائيات كأس العالم بعدما حل الفريق ثانيا في التصفيات المؤهلة خلف منتخب غانا ليعلق نجوم الفريق آمالهم على بطولة كأس الأمم الإفريقية بأنغولا. وبدأت مشاركات منتخب مالي في التصفيات المؤهلة إلى بطولات كأس الأمم الإفريقية بعد انطلاق البطولة بنحو عقد من الزمن وبالتحديد منذ تصفيات بطولة عام 1965، إلا أن الفريق لم يصل إلى النهائيات إلا في بطولة عام 1972 بالكاميرون، ورغم ذلك ترك بصمة رائعة في أول مشاركة له في البطولة الإفريقية، حيث خسر المباراة النهائية في ياوندي أمام نظيره الكونغولي، الذي توج بلقب البطولة. وضم هذا الفريق العديد من النجوم الذين تركوا بصمة واضحة على تاريخ اللعبة في إفريقيا مثل ساليف كيتا وكيديان ديالو وباكو توريه. وعلى عكس المتوقع، غاب الفريق عن البطولة بعد ذلك على مدار 22 عاما فشل خلالها في بلوغ النهائيات، غير أنه عاد إلى تحقيق النجاح مع ظهوره مجددا في النهائيات، فوصل إلى المربع الذهبي في بطولة عام 1994 في تونس ثم كرر الإنجاز نفسه عامي 2002 على أرضه و2004 في تونس. ورغم وجود العديد من المواهب في صفوف المنتخب المالي عبر السنوات الماضية، فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس إفريقيا 2006 بمصر، ثم خرج من الدور الأول لنهائيات البطولة الماضية عام 2008 بغانا. الماليون ينتظرون الكثير من نجومهم ولكن مع اكتساب نجومه الحاليين للخبرة الكبيرة من مشاركتهم مع أنديتهم في أكبر البطولات بأوروبا، أصبحت الآمال معلقة عليهم بشدة في تحقيق النجاح بكأس الأمم الإفريقية 2010 في أنغولا وبلوغ الدور ما قبل النهائي على الأقل. ويعلق منتخب مالي آمالا عريضة على نجمه الكبير فريدريك كانوتي، الذي قضى سنوات طويلة في هجوم إشبيلية الإسباني وكانت له صولات وجولات عديدة في الدوري الإسباني. كما يتألق إلى جوار كانوتي كل من سيدو كيتا لاعب برشلونة الإسباني ومامادو ديارا نجم ريال مدريد الإسباني، ليصبح منتخب مالي فريقا له طريقة لعب ذات نكهة إسبانية. ولم يكن طريق الفريق في التصفيات المؤهلة إلى البطولة مفروشا بالورود، حيث شق طريقه بنجاح بتصدره الترتيب في مجموعته في المرحلة الأولى من التصفيات برصيد 12 نقطة، متفوقا على نظيره السوداني بفارق ثلاث نقاط. وفاز منتخب مالي في هذه المرحلة على الكونغو 2/4 وخسر في العودة 1/0، كما فاز على تشاد 1/2 و1/2 وخسر أمام السودان 2/3 وفاز عليه 0/3. وأوقعته القرعة مجددا مع المنتخب السوداني في المرحلة النهائية من التصفيات ضمن مجموعة صعبة للغاية ضمت معهما منتخبي غانا وبنين، حيث تعادل فيها الفريق مع السودان 1/1 وخسر 1/0وخسر ضد غانا 2/0 وتعادل 2/2 وفاز على بنين 1/3 وتعادل 1/1 . وفشل منتخب مالي في بلوغ نهائيات كأس العالم بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته خلف غانا، لكنه رافق منتخبي غانا والبنين إلى نهائيات كأس إفريقيا. ولم تكن قرعة النهائيات رحيمة مع الفريق، حيث سيجد نفسه في مواجهة صعبة مع بداية مسيرته في البطولة، ليلتقي نظيره الأنغولي صاحب الأرض في المباراة الافتتاحية للبطولة يوم العاشر من جانفي الجاري، وهي المباراة التي يحتاج فيها الفريق إلى تحقيق مفاجأة على حساب أصحاب الأرض من أجل الاقتراب بنسبة كبيرة من دور الثمانية. أما المواجهة الثانية لمنتخب مالي، فيلتقي فيها نظيره الجزائري يوم 14 من نفس الشهر، بينما ستكون مباراته الثالثة في المجموعة هي الأسهل على الإطلاق، حيث يلتقي منتخب مالاوي يوم 18 من الشهر نفسه. وإذا تجاوز منتخب مالي هذه المجموعة بنجاح، سيواجه اختبارا أصعب في دور الثمانية سواء بمواجهة المنتخب الإيفواري أو نظيره الغاني المرشحين لحجز بطاقتي المجموعة الثانية.