الضحية تلقى 12 طعنة على مستوى الرقبة والرأس والبطن وأغرق قبل الموت بالنزيف عاشت مدينة بوسماعيل، ليلة غير عادية أول أمس، حيث أغلقت كل الشوارع وأدخل المواطنون سياراتهم إلى المرائب باكرا ومنهم من حولها إلى بلديات بوهارون وخميستي، خوفا من تعرض المدينة لعمليات شغب عقب بلوغ خبر مقتل الشاب «رشيد حباش» 32 سنة والقاطن بأحد الأحياء الشعبية بأعالي بواسماعيل من طرف 4 أشقاء أحدهم تم العفو عنه في 5 جويلية الماضي. المرحوم «رشيد» قبّل والدته وأخذ حبتي طماطم وقطعة خبز قبل الانطلاق إلى شاطئ لم يكن المرحوم «رشيد حباش» يتوقع أن الزاد الذي أخذه معه لتناوله في الشاطئ بعين تاقورايت لن يتناوله وسيبقى شاهدا على بساطته وتواضعه، حيث يروي شهود عيان كانوا بالقرب من موقع الجريمة بشاطئ السويس في عين تاقورايت، أن حبتي الطماطم وقطعة الخبز التي جلبها الضحية لم يتناولها حيث يروي أحد جيران الضحية أن الشاب رشيد وفي حدود الساعة الثالثة غادر منزله الكائن بأحد الأحياء الشعبية للبلدية بوسماعيل على متن دراجته النارية إلى شاطئ السويس بعين تاقورايت للسباحة، وهذا بعد أن ودع أمه طالبا منها أن تدعو له بالخير وكأنه كان يعلم أنه لن يعود ثانية. أحد الجناة كان يراقبه وأشقاؤه الثلاثة لحقوا به إلى الشاطئ أشارت عدة مصادر متطابقة ل«النهار» أن الضحية «رشيد» كان محل مراقبة من طرف الجناة الأربعة منذ خروج شقيقهم من السجن بعد أن حصل على إعفاء بمناسبة 5 جويلية، وتحدثت ذات المصادر عن خلاف سابق بين الجناة والضحية الذي كان يقف في وجههم كلما حاولوا الاعتداء على الضعفاء، وتفيد ذات المصادر أن الأشقاء الثلاثة لحقوا بالضحية وكانوا يترصدون له عن بعد إلى غاية وصوله إلى شاطئ السويس وفي غفلة منه، وجه له أحدهم طعنتين واحدة نحو البطن والأخرى نحو الصدر، وهو الأمر الذي أرغم الضحية على الفرار ناحية الصخور غير أن المعنيين لحقوا به، الأمر الذي جعله يلقي بنفسه داخل مياه البحر رغم النزيف الذي تعرض له، إلا أن انعدام الرحمة في قلب الجناة جعلهم يلحقون به إلى داخل المياه ويوجهون له 10 طعنات أخرى ناحية الرقبة والرأس، حيث تعرض المعني إلى 12 طعنة إلى جانب إغراقه داخل الماء بعد أن فقد قوته. درك عين تاقورايت يتدخلون والجناة يفرون نحو وجهة مجهولة مباشرة بعد بلوغ معلومات مفادها تعرض أحد الشبان إلى طعنات خنجر من طرف مجموعة من الجناة بشاطئ السويس، تدخلت مصالح الدرك الوطني بسرعة إلى مقر الجريمة، أين استدعت مصالح الحماية المدنية التي تنقلت هي الأخرى على جناح السرعة إلى مسرح الجريمة، أين تم نقل جثة الضحية الذي كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة داخل البحر إلى العيادة متعددة الخدمات ببوسماعيل، ومن ثم إلى مستشفى القليعة، في وقت أمر وكيل الجمهورية بتشريح الجثة وفتح تحقيق معمق في القضية. تضامن واسع مع عائلة الضحية أغلقت مدينة بوسماعيل، مساء أول أمس في حدود الساعة السادسة مساء، أبوابها وبدت أزقة المدينة خالية في مشهد يذكرنا بسنوات الإرهاب، حيث فرضت الأخبار المتداولة حول رغبة عائلة الضحية ورفاقه في الانتقام من الجناة حظر التجوال، وقام أصحاب المحلات التجارية بإغلاق محلاتهم وأدخل من يملك مرآبا سيارته، في حين فضل بعض السكان المجاورون لمنزل الجناة نقل سياراتهم وأهاليهم إلى بلديات أخرى خوفا من حدوث عمليات شغب وانتقام، خاصة وأن الضحية رشيد معروف وسط مدينة بوسماعيل ومحبوب عند أهلها. مصالح الدرك والأمن تجنبان الكارثة منعت مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة بومساعيل، وقوع عمليات شغب ومحاولة انتقام من المتضامنين مع عائلة الضحية سواء أصدقائه أو جيرانه الذين كانوا في حالة غضب كبير، وحاول عدد من الشباب الآخريين استغلال الحادثة، أين كان عدد منهم مدججا بالأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر إحداث عمليات شغب بالواجهة البحرية لبوسماعيل، غير أن مصالح الشرطة القضائية لأمن دائرة بوسماعيل عرفت كيف توقف المحاولة تحت إشراف رئيس أمن ولاية تيبازة الذي ظل يتابع العملية عن كثب بسب حساسيتها وخطورتها، وقامت ذات المصالح بتطويق أمكنة معينة. إيقاف أزيد من 10 مدججين بالأسلحة البيضاء والهروات علمت «النهار» من مصادر موثوقة أن عناصر الشرطة القضائية لأمن دائرة بوسماعيل قد أوقفوا أزيد من عشرة شبان مدججين بالأسلحة البيضاء والهروات كانوا يحالون القيام بعمليات شغب، ولولا تدخل المصالح الأمنية في الوقت المناسب لحدث الكارثة خاصة.