نشرت صحيفة " هآرتس" الإسرائيلية أمس اعترافات عدد من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين شاركوا في العدوان الأخير على قطاع غزة بارتكاب جرائم حرب مروعة ضد المدنيين الفلسطينيين بدم بارد فضلا عن هدم المنازل وإتلاف الممتلكات. وأوضحت الصحيفة أن الجنود الذين شاركوا في عملية "الرصاص المسكوب" في قطاع غزة أدلوا بشهادات في اجتماع عقد أخيرا في كلية إسحاق رابين التحضيرية العسكرية في مستوطنة اورنيم "تكشف خللا كبيرا يختلف كلية عن ادعاءات الجيش بأنه يتمتع بأخلاق قتالية عالية وانه تجنب قتل المدنيين الأبرياء". وأعترف أحد الجنود أن وحدته استولت على منزل تعيش فيه عائلة فلسطينية مكونة من ام وطفلين ووضعوا رشاشات ثقيلة فوقه ثم اجبروا العائلة على ترك المنزل ومن ثم قامت وحدة أخرى بإطلاق النار عليهم مباشرة وقتلتهم جميعا. وفي حادثة أخرى اعترف جندي أن قائد سريته اصدر أمرا مباشرا بإطلاق النار على امرأة فلسطينية مسنة عند عبورها الشارع معللا الأمر بأنه يجب قتل كل شخص يتواجد في قلب مدينة غزة باعتباره "إرهابيا". ونقلت الصحيفة عن جندي آخر قوله أن الجنود كانوا يتلفون الممتلكات الفلسطينية ويكتبون على الجدران "الموت للعرب" وكانوا يحرقون كل ما تصل إليه أيديهم من مقتنيات للفلسطينيين بحجة أن حياة الفلسطينيين اقل أهمية من حياة الجنود. وفي هذا الإطار أكد النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية الفلسطينية للسلام والمساواة أن شهادات جنود الاحتلال وحدها التي نشرتها "هآرتس " تكفي لتكون لائحة اتهام لإدانة قادة إسرائيل ووزير الجيش فيها إيهود باراك بجرائم حرب على خلفية حربهم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال بركة إننا اليوم نقرأ القليل من الكثير الذي نعرفه عن جرائم الحرب التي نفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة بأوامر مباشرة من الحكومة الإسرائيلية ووزير الجيش فيها وقيادة الجيش وهي شهادات بدأت تصدر عن جنود شاركوا بشكل فعال في هذه الحرب وهي إثبات من داخل إسرائيل لا يمكن الإفلات منه. وكان قطاع غزة مسرحا لعدوان إسرائيلي همجي في الفترة من 27 ديسمبر الى 17 جانفي الماضيين أسفر عن استشهاد وإصابة قرابة 7 آلاف مواطن فلسطيني في ظرف 22 يوما فضلا عن خسائر مادية معتبرة.