تتواصل اسفزازات المعاهد الأمريكية المتخصصة ضد الجزائر بطريقة مثيرة وغريبة، فبعد استهداف المعهد الديمقراطي الأمريكي عراب الخراب العربي للجزائر، والفيلم السينمائي الذي صور الجزائر كمصدرة للإرهاب، يأتي الدور هذه المرة على معهد الشركات الأمريكية «AEI»، والذي نشر تقريرا يتنبأ فيه بأن الجزائر ستكون ثالث دولة غير مستقرة في القريب العاجل، بعد كل من اليمن وسوريا وليبيا. ويحذّر التقرير الذي كتبه مسؤول كبير سابق في البنتاغون الأمريكي المؤسسات الاقتصادية من الاستثمار في هذه الدول العشر، ويصنف الجزائر الثالثة بعد كل من المالديف وموريتانيا، في حين تليها كل من إثيوبيا ونيجيريا وتركيا وروسيا والعربية السعودية والأردن والصين. ويعتمد صاحب التقرير «ميشال ريبان» المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، المسؤول على تدريب ضباط الجيش قبل إرسالهم إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مؤشرات سياسية واقتصادية، غير أنه يبدو أنه لا يزال يعيش في فترة التسعينات حين يحتج بالوضعية الأمنية خلال تلك الفترة، كما يستشهد بوجود تهديدات إرهابية في الجنوب، وتدفق الأسلحة من ليبيا. ويتزامن توقيت نشر هذا التقرير مع الانتخابات الأمريكية، حيث يوجه المعهد رسالة إلى كل من «هيلاري كلينتون» ومنافسها «ترامب» بضرورة أخذ دراسته على محمل الجد والاهتمام بتطور العالم قبل الخوض في المعركة السياسية الأمريكية. وكان المعهد الديمقراطي الأمريكي قد التقى عددا من الأحزاب في الجزائر، أبرزهما «طلائع الحريات» لصاحبه علي بن فليس، كما يسعى إلى تنصيب مدير مقيم بالجزائر في محاولة لزعزعة استقرار الجزائر عشية الانتخابات التشريعية، إضافة إلى تجسيد السينما الأمريكية لمسلسل تلفزيوني يعلن فيه الحرب على الجزائر انطلاقا من تهديد إرهابي بالجنوب، في نسق زمني غريب يثير العديد من التساؤلات بشأن هذا الحراك الأمريكي ضد الجزائر.