تعهد الملياردير الأمريكي دونالد ترامب، في خطاب قبوله رسميا ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية، الخميس، بمواجهة وصد الأخطار المتعددة التي تواجه الولاياتالمتحدة إذا أصبح رئيسا للبلاد. وقال ترامب إن "العنف والجريمة التي تعاني الأمة منهما اليوم سيقضى عليهما عاجلا". ووضع ترامب حالة الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي في صورة كئيبة، متعهدا بأن يقود البلاد نحو عهد جديد وأن يضع أمريكا وشعبها أولا. وقال ترامب إنه يأمل في أن يقضي خطابه على حالة التوتر داخل الحزب وإنهاء الانقسام. كما تعهد ترامب في خطابه، في كليفلاند، بأن "يقود البلاد إلى الأمان، والازدهار، والسلام، وبأن تصبح الولاياتالمتحدة بلد الكرم والود، وفي الوقت ذاته بلد القانون والنظام". ووصف ترامب نفسه بأنه صوت "الأمريكيين المنسيين" الذين يعملون بكد ولا يسمع لهم صوت. وهاجم ترامب، مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون مرارا قائلا إنه سيهزمها في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل، وحمل ترامب وزيرة الخارجية السابقة مسؤولية "الموت والدمار والضعف" حسب وصفه. وحمّل ترامب كلينتون مسؤولية صعود التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية" ونشر الفوضى في العراق وليبيا وسوريا ومصر، كما هاجم الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران. وقال "بعد 4 سنوات من (سياسات) هيلاري كلينتون، ماذا لدينا؟ انتشر تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة والعالم. ليبيا محطمة، وترك سفيرنا هناك وموظفيه ليموتوا دون عون، هذا هو ارث هيلاري كلينتون: موت ودمار وإرهاب وضعف." يذكر أن عددا من كبار الجمهوريين، ومنهم الرئيسان السابقان جورج بوش الأب والابن، قاطعوا مؤتمر الحزب احتجاجا على ترشيح ترامب الذي يعارضوه بشدة. ولكن ترامب، الذي اعتقد كثيرون أنه لن يفلح في الترشح عندما أطلق حملته العام الماضي، يأمل في أن ينجح خطابه في توحيد الحزب. وقال ملياردير العقارات في خطابه الذي استغرق أكثر من ساعة، إن أمن البلاد يتعرض للتهديد من جانب "المتطرفين الإسلاميين والمهاجرين غير الشرعيين والاتفاقات التجارية التي تعاقب العمال الأمريكيين." وجاء في الكلمة التي ألقاها ترامب، والتي حدد فيها خطته التي يطلق عليها عنوان "أمريكا أولا"، ما يلي: تشييد ما وصفه "بجدار حدودي عظيم" لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين والعصابات والمخدرات من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة. وقال إن كلينتون تقترح إصدار عفو عام عن المهاجرين غير الشرعيين وزيادة عدد المهاجرين وتشجع على انتهاك القانون. واعتبر أن الهجرة غير الشرعية أدت عبر عدة عقود إلى تدهور الأوضاع المعيشية بالنسبة للأمريكيين السود وذوي الأصول اللاتينية. وذكر أن الرئيس أوباما خذل سكان الأحياء الفقيرة في المدن الأمريكية في مجالات التعليم وفرص العمل والجريمة وأن نحو 180 ألفا من المهاجرين غير الشرعيين من ذوي السجلات الجنائية "يتجولون بحرية" ويهددون امن المواطنين الأمريكيين. وتعهد بإنهاء العمل بالاتفاقات التجارية "التي دمرت الطبقة الوسطى في البلاد" وأكّد أن سياسته الخارجية سيقودها مبدأ "الأمركة" وليس العولمة.