أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي اليوم بالدوحة أن المصالحة الوطنية الجزائرية "أصبحت مرجعا واضحا و ثمينا لكل العرب". و شدد الوزير في لقاء مع الصحافة الجزائرية على أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في الدول العربية التي تعرف مشاكل عدم الاستقرار كالعراق و السودان و الصومال كخطوة أساسية لتحقيق المصالحة العربية. و قال السيد مدلسي "هذا المفهوم القاعدي للمصالحة نحن كجزائريين تعاملنا معه بصفة جيدة و أصبحت المصالحة الوطنية الجزائرية مرجعا واضحا و ثمينا لكل العرب و غيرهم من الدول التي تعرف مشاكل و عدم استقرار". و أكد أن مفهوم المصالحة العربية قاعدته الوحدة و التضامن و الحوار بين الدول العربية. و في موضوع أخر قال الوزير أن كلمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في القمة العربية اعتمدت كقاعدة عمل من قبل القمة مشيرا إلى أن الكثير من الأفكار التي جاءت في كلمته كانت موجودة بصفة واضحة في إعلان الدوحة. و بخصوص مبادرة السلام العربية قال أن هذه المسألة "شكلت مجال حوار و تشاور واسع للخروج بموقف عربي موحد" مضيفا أن قمة الدوحة "وضحت الأمور بالنسبة لشروط تفعيل المبادرة" ليشير بعد ذلك أن الدول العربية "متمسكة بخيار السلام كخيار إستراتيجي في حين أن الكيان الصهيوني لا يعترف بالسلام". و بخصوص موقف قمة الدوحة من مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية ضد الرئيس السوداني عمر البشير أبرز السيد مدلسي أن القمة عبرت عن "رفضها القاطع" لهذا القرار مضيفا أن الخطوات القادمة ستتمثل في الضغط على مجلس الأمن و أصحاب القرار و الدول الفاعلة لأخذ بعين الاعتبار الموقف العربي و الإفريقي و الإسلامي و دول عدم الانحياز من مذكرة توقيف الرئيس البشير. و في موضوع مغاير أشاد بحسن التنسيق المغاربي خلال هذه القمة أوضح أن وجود الدول المغاربية كان "فاعلا" من خلال اختيار ليبيا لاستضافة القمة القادمة في 2010. و بخصوص القمة الثانية للدول العربية و دول أمريكا الجنوبية التي ستنطلق أشغالها مساء اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة ذكر الوزير في البداية بترأس السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية مناصفة مع نظيره البرازيلي القمة الأولى التي جرت في ماي 2005 بالبرازيل مضيفا أن تلك القمة "سمحت بتطور العلاقات بين الدول العربية و دول أمريكا الجنوبية في كل المجالات السياسية و الإقتصادية و الثقافية". و ذكر في هذا الشأن بموقف رئيس فنيزويلا هوغو شافاز أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. و شدد الوزير على أهمية التعاون الإقتصادي بين الدول العربية و دول أمريكا الجنوبية مشيرا إلى أن دول كالبرازيل و الأرجنتين لها "وزن ثقيل" على المستوى الإقتصادي و السياسي. كما اشار إلى وجود 20 مليون شخص من أصل عربي في هذه الدول مشددا على ضرورة أخذ هذه المعطيات بعين الإعتبار من اجل إقامة شراكة فعالة تعود بالمصلحة على الجانبين. و ذكر أنه بعد قمة برازيليا و بمبادرة من رئيس الجمهورية إقترحت الجزائر إنشاء مكتبة عربية-جنوب أمريكية مضيفا أن هذه المبادرة تطورت و أصبحت اليوم في مرحلة التصميم الهندسي.