في الوقت الذي ينادي العالم بحماية حقوق الطفل وإبرام اتفاقيات دولية في هذا الشأن، ومنحه حقوقا وأولويات في صورة عقد إجراءات ردعية لمن يستغل الأطفال أو من يقوم بالاعتداء عليهم، هناك أولياء يقومون بتعذيب أبنائهم ومعاقبتهم بتكبيلهم بالسلاسل الحديدية، وهذا ماجرى بأولاد سلامة في البليدة، أين تعرضت طفلة لا يتعدى عمرها 12 سنة للتعذيب وتكبيلها بالسلاسل الحديدية من الرقبة بواسطة قفلين، ومنعها من الحركة وسجنها بالمطبخ، لمدة أسبوع، عقابا على قيامها بسرقة المأكولات من بعض المحلات التجارية بالتواطؤ مع زوجته، التي لم تتدخل لإنقاذ الفتاة اليتيمة من مخالب والدها. الحادثة عالجتها عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لمدينة بوڤرة بتاريخ 15 جانفي 2016، عقب تقدم أحد المواطنين لمقر الفرقة رفقته الطفلة «ب.ص» البالغة من العمر 12 سنة، لتقديم شكوى ضد والدها لقيامه بتعذيبها، أين كانت أثار التعذيب بادية على أنحاء جسمها وتورم بإحدى العينين، مع وجود سلسلة حديدية على مستوى رقبتها، ليتم تحويلها إلى مستشفى فرانتز فانون لمعاينتها، أين منحها الطبيب الشرعي عجزا عن العمل لمدة 21 يوما، حيث صرحت الضحية أنه منذ وفاة والدتها في سن 4 سنوات وقدوم زوجة أبيها وهي تعاني من الحرمان العاطفي وسوء المعاملة من قبل والدها، الذي قام بضربها وربطها داخل المطبخ ومنعها من الخروج، وقد توسلت زوجة أبيها لفك رباطها إلا أنها لم تتدخل وكانت تقدم لها بعض المأكولات وتجبرها على قضاء حاجياتها بمكانها داخل دلو. وبناء على هذه المعلومات، تم تشكيل دورية لمنزل والد الضحية لإيقافه، إلا أنه تقدم لمصالح الدرك للتبليغ عن اختفاء إبنته القاصر من البيت العائلي، من دون علمه أن ابنته فرت من المنزل وهي متواجدة بمركز فرقة الدرك الوطني، ليتم مواجهته بجريمة التعذيب، أين حاول المتهم «ب.م» إنكار التهمة، إلا أنه سرعان ما اعترف بفعلته، وأنه بعد وفاة زوجته الأولى التي تركت له الضحية وشقيقها الأكبر أعاد الزواج من إمراة ثانية أنجبت منه 3 أولاد، حيث تغير سلوك ابنته وأصبحت تغيب عن المنزل لأكثر من أسبوع، وقيامها بسرقة الجيران وأصحاب المحلات التجارية للمواد الغذائية، فقرر تكبيلها بالسلاسل الحديدية من عنقها داخل المطبخ لمنعها من الخروج من المنزل، فيما نبّه زوجته»ح.ب» التي توبعت بجنحة عدم الإبلاغ عن جناية، بعدم فك وثاقها وإغلاق باب المطبخ عليها، وهو ما قامت بفعله وعدم مساعدتها بالرغم من معاناتها وصراخها اليومي لطلب النجدة، إلا أنها لم تساعدها ولم تبلغ عن الجريمة كونها تجهل أن هذا التصرف يعاقب عليه القانون. المتهمان أثناء مثولهما بجلسة المحاكمة المنعقدة بمحكمة جنايات البليدة، اعترفا بالأفعال المنسوبة إليها، فيما تغيبت الضحية التي تم وضعها بمركز الطفولة المسعفة في سطيف، ومعاقبة والدها «ب.م» بعام حبسا نافذا مع تبرئة زوجته من الجنحة المنسوبة إليها.