الإنسان بطبيعته خطّاء وليس من العيب أن يخطئ الإنسان، بل العيب والخطأ أن يكرره ولا يقلع عن فعله، فكيف يمكن للإنسان أن يتوب إلى الله عند ارتكابه لخطأ أو معصية معينة توبة صادقة نصوحا. للتوبة الصادقة شروط يجب اتباعها حتى تقبل توبتك عند الله عز وجل، فتكون التوبة لله بهدف الإخلاص له وليس أطماع الدنيا الزائلة، عدم العودة ثانية لممارسة نفس الخطأ أو المعصية، فالتوبة تكون بالإقلاع التام عن ارتكاب المعصية، فيجب أن تعترف بذنبك فعليا، وتكون مقتنعا بداخلك أنه خطأ كبير لا يجوز فعله، عدم التباهي باقتراف مثل هذه المعصية، بل يجب عليك أن تندم لأنك خالفت أوامر الله تعالى، وأن تكون متأكدا بأنك لن ترجع لفعلها مرة أخرى، فلن تقبل لك توبة ما دمت تنوي الرجوع للخطأ والمعاصي وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، فليس من المعقول أن تقبل توبتك وأنت ظالم لبعض الناس أو حتى لشخص واحد، وكذا الالتزام بالزمن الذي تقبل فيه التوبة أي قبل قدوم الأجل أو ظهور إحدى علامات الساعة. أما العلامات التي تدل على مدى صحة توبتك وقبولها عند الله، فأن تتحسن أخلاقك للأحسن بعد توبتك، وهذا ما يمكن أن تشعر به في نفسك، كقربك من الله أكثر، وأن يبقى الخوف من العودة إلى الذنوب مقرونا بالتوبة، وأن تشعر بعظمة الخطأ الذي اقترفته سابقا، وأن تصبح بعد التوبة أكثر انكسارا ومذلة لله عز وجل. يجب أن تبقى على حذر من جوارحك، فلتحفظ لسانك من النميمة والكذب، وتحفظ بطنك من الأكل الحرام، وتحفظ بصرك من النظر إلى المحرمات، وكذا سمعك كالاستماع إلى ما هو محرم، وتحفظ يديك من أن تُمد على الحرام، وتحفظ رجليك من أن تقودانك إلى فعل المعصية، والأهم هو أن تحفظ قلبك من الحقد، الحسد والبغضاء. أنت لا تدري متى أجلك ومتى ستموت، لذلك أسرع في العودة إلى الله عز وجل مستغفرا إياه، طالبا منه الرحمة والمغفرة، فالدنيا زائلة فاهرب من المعاصي والهوى والذنوب والشهوات واطرق باب التوبة، فالله لن يردكَ خائبا مهما كثرت وعظمت ذنوبك قبل أن يفوتك الأوان وتندم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج». @ ناصح