كشفت تحقيقات أمنية عن فضيحة من العيارالثقيل بالوسط التربوي، وتحديدا بثانويات ومتوسطات شرق العاصمة، حيث تم الكشف عن شبكة مختصة في تزوير كشوف نقاط التلاميذ، تورط فيها مديرو ثانويات ومستشارون تربويون. وحسب ما توصلت إليه "النهار أونلاين" من تفاصيل حول الفضيحة التي هزت الوسط التربوي ووصل صداها حتى الى مبنى وزارة التربية، فإن القضية تورط فيها إطارات ومسؤولون بأكثر من 10 ثانويات بشرق العاصمة، ومن بين المتورطين مديرو ثانويات ومدير متوسطة، مستشارون تربويون، الى جانب مراقبين عامين. وفي التقاصيل، تقول المعطيات التي تحوزها "النهار أونلاين"، إن المتورطين قاموا بمنح شهادات انتقال وكشوفات نقاط مزورة، للعام الدراسي 2014-2015، بعد التلاعب بالنقاط، لفائدة بعض التلاميذ الراسبين، وذلك بتواطؤ من أوليائهم، مقابل رشاوى قدمها هؤلاء تمثلت في مبالغ مالية وهدايا، استفاد منها إطارات قطاع التربية المتورطين. وكانت الغاية من عمليات التوزير والتلاعب المنظمة تلك، هي تمكين العديد من التلاميذ الذين لم يجتازوا بعد مستوى النهائي بالثانويات، من المشاركة في امتحانات شهادة البكالوريا، قبل أن يتم كشفهم. وكشفت التحقيقات التي أجريت حول الفضيحة، أن جميع التلاميذ المعنيين بعمليات التزوير والتلاعب تمكنوا من التسجيل بثانوية ثانوية قاسم نايت بلقاسم بالدار البيضاء بالعاصمة، وهذا بتواطؤ من مدير هذه الأخيرة، الى جانب مديري ثانويات آخرين ومستشار تربوي، ومراقبين عامين بأكثر من 10 ثانويات ومتوسطات. وتثبت أوراق القضية التي تحصلت النهار أونلاين على نسخة منها، أن وقائع القضية تعود إلى تاريخ 03/01/2016 ،إثر شكوى تقدم بها مدير التربية للجزائر المدعو" اليمين، أ" أمام مصالح الفرقة الاقتصادية والمالية الثانية لأمن ولاية الجزائر، ضد مدير ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم بالدار البيضاء بالعاصمة المدعو " ح، عبد الحميد"، للتبيلغ عن وقائع التزوير واستعمال المزور في محررات إدارية، مفيدا أنه وبعد تفحصه للملفات الواردة في مديرية التربية، اكتشف تزويرا في وثائق وشهادات مدرسية، مكنت تلاميذ راسبيين في مؤسساتهم الأصلية من إعادة تسجليهم في مؤسسات تربوية أخرى، مستعملين ثانوية قاسم نايت بلقاسم كمركز عبور لتبييض المستويات. واستغلالا لتلك المعلومات توصلت تحريات الأمن أنه خلال السنة الدراسية 2014/ 2015، تم إدماج 37 تلميذا عن طريق التزوير، كما تم اكتشاف تسجيل بعض التلاميذ في قوائم المترشحين لإجتياز شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2014/2015، بينما مستواهم الدراسي لا يتعدى الرابعة متوسط. وفي إطار التحقيقات، تم استدعاء مدراء الثانويات المعنيين والمتوزعين بكل من الكاليتوس، الرغاية، الدار البيضاء، المحمدية، باب الزوار، عبان رمضان، ومدير متوسطة واحدة بسيدي موسى، الى جانب مدير متوسطة بولاية عين الدفلى، فيما تنقل الشرطة القضائية إلى المؤسسات التربوية التي درس بها التلاميذ 37، لإحظار الملفات المدرسية لللإطلاع على مستوى كل تلميذ وكيفية تحويله إلى ثانوية قاسم نايت بلقاسم بالدار البيضاء، ومنحهم الصبغة الرسمية لملفاتهم وكشوفاتهم المزورة. وبعد بسماع المتهم مدير ثانوية " محمد هجرس بالمحمدية المدعو خ، محمد عبد الهادي، صرح الأخير أن التلميذ "ل، محمد الأمين" كان يدرس فس السنة الثانية شعبة ىتسيير واقتصاد خلال العام 2013-2014، غير أنه رسب ولم ينتقل فطلب تحويله إلى ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم بالدار البيضاء، وهناك سلم له شهادة الإنتقال مباشرة إلى السنة الثالثة ثانوي لأجتياز شهادة الباكلوريا. كما صرحت المتهمة مديرة ثانوية امحمد مرزوقي بالرويبة المسماة" ح، ربيعة" أن التلميذ "و، شمس الدين" درس بثانويتها خلال 2013/2014، السنة الثانية لغات أجنبية، وبعد رسوبه فصله مجلس الأساتذة نهائيا وحوله إلى الحياة العملية، غير أن التلميذ تقدم بطلب تحويل إلى ثانوية مولود قاسم نايت بلقاسم التي وافقت على استقباله، فوافقت على تمكينه من شهادة إنتقال إلى تلك الثانوية، وذلك لأعطائه فرصة أخرى، فيما قدات التحقيقات الى اكتشاف وجود تلاميذ آخرين تمكنوا من الانتقال مباشرة من المتوسط الى السنة الثالثة ثانوي، بعد التزوير. ويذكر أن القضية التي حقق فيها بمحكمة الحراش، توبع باٌلإضافة إلى مدراء ومستشارين تربويين بالثانويات المذكورة ،عدد معتبر من أولياء التلاميذ المذكورين، بتهم ثقيلة تعلقت بعرض مزية غير مستحقة، لأداء عمل، والتزوير في وثائق إدارية وشهادات مدرسية، والحصول على وثائق إدارية وشهادات بدون وجه حق واستعمالها.