هل ترغب أن تدخل جنة الدنيا، التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة» إننا عندما نقرأ مثل هذه الصور المضيئة ونسمع عن مثل هذه الأحوال الرفيعة، نرجع الفكر في أحوالنا، هل نرى في نفوسنا من الصبر على العبادة والاجتهاد في الطاعة كالذي كان عندهم الأولين؟ span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"إنها حلاوة الإيمان التي تجعل المؤمن يستلذ بطاعته مهما طالت، ويهنأ بعبادته مهما صعبت، ويصبر على مفارقة اللذات الحسية والشهوات الدنيوية مهما قويت وكثرت span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"حلاوة الإيمان، هي مفتاح الثبات على طاعة الله وسر الصمود أمام الفتن والشهوات، وإن القلب متى ما خالطته بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين وتمهدت طبيعته بأنوار الشريعة، كملت له لذته وتناهت فيه سعادته وعن سر اكتساب هذه اللذة ومفاتيح تحصيل هذه الحلاوة، قواعد ذهبية من طبقها بيقين ونفذها بتصديق واستعملها بخضوع، فاز باللذة العظيمة وحاز على الحلاوة التامة span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"أولها محبة الله التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه فقد حلت بقلبه جميع الأسقام، فكلما عظمت محبة الله في قلبك وجدتَ اللذة في طاعته، وشعرت بالحلاوة في مناجاته، وذقت الطمأنينة في الاتصال به، كما أن أعظم لذة في الآخرة، أن تنظر لوجه الكريم، لذا جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه «واسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك»، وحتى تنمي حب الله في قلبك، يجب أن تعلمَ ضعفك وعجزك وقلةَ حيلتك، وأن تتفكر في سعة رحمة الله وإحسانه لك وتوالي نعمه عليك، فمن رضي بالله ربا حاز اللذة، ومن رضي بالله إلها ومعبودا حصل السعادة، من رضي بدينه ونبيه وشرعه فقد تمت له الطمأنينة . span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"المحبة والرضا هما أكمل مراتب الإيمان، وليسا كالخوف والرجاء، فإن الرضا والمحبة حالان من أحوال أهل الجنة لا يفارقان المتلبس بهما في الدنيا ولا في البرزخ ولا في الآخرة، بخلاف الخوف والرجاء، فإنهما يفارقان أهل الجنة لحصول ما كانوا يرجونه وأمنهم مما كانوا يخافونه، وإذا سألتَ كيف أصِلُ لمقام الرضا، فالجواب أن تلزم ما جعل الله فيه رضاه فإنه يوصلك إلى مقام الرضا، فلو أعطيتك إناء متسخا بالقاذورات وصببت لك فيه عسلا صافيا وطعمته فهل ستشعر بحلاوة العسل؟ كذلك القلب الذي امتلأ بقاذورات المعاصي وأدران الخطايا وأوساخ الشهوات، لن يجد حلاوة الإيمان إلا عندما يطهر وينظف. @ span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"ناصح