إن حسن الظن بالله تعالى ركيزة مهمة من ركائز الإيمان، وأصل عظيم من أصول العقيدة الإسلامية، أصل من حققه واعتصم به نال السعادة في الدنيا وكان من أهل النجاة في الآخرة، ومن أخل به أو فقده كان من أهل الشقاء في الدنيا ومن أهل الخسارة في الآخرة، وإن حسن الظن بالله مبدأ كل خير يكسبه العبد، كما أن سوء الظن بالله مبدأ كل شر يكتسبه، وهو أمر أوجبه الله تعالى علينا ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله»، أي وهو يصدق وعد الله تعالى لعباده المؤمنين بالعفو والمغفرة ويرجو أن يكون منهم . span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"من دون حسن الظن بالله تعالى لا يمكن للعبد أن يُحصِل عبادة التوكل عليه، والله تعالى يقول «وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين»، فجعل التوكل شرطا في الإيمان، ولا يمكن لعبد أن يتوكل على من يسيء الظن به، والتوكل يقوم على ركنين أساسيين هما الثقة بالله والاعتماد عليه، والناس في معاملتهم الدنيوية لا يكلِفون بقضاء حوائجهم والقيام على شؤونهم إلا على من عرفوهم بالثقة والأمانة والحرص، فالاعتماد عليهم كان فرع حسن الظن بهم، فكذلك التوكل على الله لا يكون إلا فرعا عن إحسان الظن به، فلابد أن نعتقد أننا أودعنا قضايانا عند من لا يضيعها، ولا يتصور حصول التوبة من العبد المذنب الخطّاء وحسن الظن بالله تعالى غائب غير حاضر، فالعبد الذي يستولي عليه القنوط وييأس من رحمة الله ولا يرجو عفوه، وأن الله يفرح بتوبة عباده، وغير ذلك مما يجعله يطمئن ويدرك أن لا مفر من الله إلا إليه، فيسارع في الفرار إليه. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"من الأمور الناتجة عن حسن الظن بالله تعالى، الاستسلام لأحكامه وشرائع دينه جملة وتفصيلا، وانعدام الاعتراض عليها وعدم الرضا بها، وعلى المسلم أن يتيقن بأن الله أحل لعباده الطيبات التي تنفعهم، وحرم عليهم الخبائث التي تضرهم، ولم يأمرهم بشيء إلا وفيه تحقيق مصلحة لهم عاجلة في الدنيا أو آجلة في الأخرى، فالله تبارك وتعالى غني عنا وعن عبادتنا له، يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الطويل الذي خرجه مسلم : «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يِلومن إلا نفسه». @span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"ناصح