أكد الوزير الاول، عبد المالك سلال، اليوم الاثنين بالجلفة، أنه سيتم توسيع انشاء الولايات المنتدبة، من الجنوب الى الهضاب العليا، والتقسيم الاداري لضمان تكفل أمثل بانشغالات المواطنين، وتقريب الادارة منهم. وأوضح سلال، في لقائه مع ممثلين عن المجتمع المدني للجلفة، أنه في اطار جهود الدولة من أجل تقريب الادارة من المواطن سيتم مواصلة تكوين المستخدمين، ورفع كفاءاتهم إلى جانب توسيع عملية إنشاء الولايات المنتدبة من الجنوب إلى الهضاب العليا، ثم التقسيم الإداري الجديد لضمان تكفل أمثل بانشغالات المواطنين . كما سيتم، مواصلة عصرنة الإدارة، من خلال اعتماد أنظمة التسيير الالكتروني ورقمنة السجلات الوطنية، للحالة المدنية، والسكن، والسوابق العدلية، ورخص السياقة، والبطاقات الرمادية، وغيرها من قواعد البيانات. وبعد أن أشار، الى أن جهود الدولة من أجل تجسيد مبدأ العدالة والتساوي، كان يتفوق دائما على الاعتبارات المالية، والصعوبات التقنية، أكد سلال، عزم الدولة على تعزيز الجهود في هذا الاطار في السنوات المقبلة، وهذا بالاستفادة من التجربة السابقة، والتركيز على الاحتياجات الأساسية للمواطنين. وذكر سلال، أيضا أن الدولة أبقت رغم الظرف الاقتصادي الصعب على جهودها في المجال الاجتماعي، و على برامج التنمية المحلية في مختلف القطاعات، مع التركيز على ترشيد الانفاق على الفئات الميسورة، وهو ما تنوي المواصلة فيه بالحفاظ على المكاسب الاجتماعية. وأكد الوزير الاول، بالمناسبة أن مستقبل الجزائر في الجنوب والهضاب العليا، والمساحة الشاسعة لوطننا نعمة من الله، و ليست عائقا، معتبرا أن الإمكانيات الهائلة لتلك المناطق في مجال الفلاحة والصناعة والخدمات، لم تستغل بعد بالصفة الأمثل على الرغم من كونها خزانات حقيقية للثروة و مناصب العمل. وذكر الوزير الاول، أن الدولة عملت في العشرية الفارطة على بناء قاعدة لنهضة الجنوب والهضاب العليا، بتغطيتها بشبكات نقل، وطاقة، ومياه، وكذا هياكل إدارية واقتصادية، واجتماعية، بغرض تجسيد مبدأ التساوي في الوصول للخدمة العمومية، وفك العزلة. وقال في هذا الاطار، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أرسى سياسته التنموية على مبدأ العدالة الاجتماعية، والتقدم المنسجم، لكافة أقاليم البلاد، لأنه كما قال، مقتنع أن الجزائريين لهم الحق في نفس مستوى الخدمات العمومية، من أمن وصحة، وتعليم، وسكن، ونقل وغيرها وذلك، مهما كان مستواهم الاجتماعي، ومكان اقامتهم في التراب الوطني. ولدى تطرقه الى ولاية الجلفة، وصف سلال، هذه المنطقة بقلب الجزائر، باعتبارها جغرافيا جسر بين شرق البلاد الشامخ، وغربها العريق، وبين التل المتنوع، والصحراء الخلابة كما أنها مفترق طرق حقيقي، على الصعيد الثقافي والتاريخي، بين العروبة والأمازيغية، و بين الحضارات القديمة والاسلام . وأثنى سلال، على طباع سكان هذه الولاية التي تجسد فعلا الشخصية الجزائرية الفريدة في تكوينها، والغنية بتنوعها والمتمسكة بهويتها وقيمها، قائلا أنه جاء الى الجلفة حاملا معه سلاما حارا من رئيس الجمهورية إلى كل سكان الولاية، من عين وسارة، إلى قطارة، و من الإدريسية، إلى عمورة، مضيفا أن الرئيس بوتفليقة، يعلم جيدا بطولات هذا القسم من الشعب الجزائري مع الأمير عبد القادر، و إبان الثورة التحريرية وحتى في العشرية السوداء .