انفجر الوضع في تونس، بعد وفاة مواطن من أهالي ولاية تطاوين دهسا بمدرعة تابعة للحرس التونسي، مما استدعى نقله على جناح السرعة إلى مستشفى تطاوين لتلقي الإسعافات الضرورية. ونقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على "الفيسبوك" أن مصطفى السكرافي هو أول مصاب وجاءت إصابته بعملية دهس من قبل قوات الأمن، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها الولاية. كما توفي شخص آخر في تطاوين متأثرا بإصابته بالرصاص الحي اثر اشتباكات المتظاهرين مع قوات الأمن التونسية. وأفاد شهود عيان، أن عدد المصابين في صفوف المحتجين يتزايد وسط هرولة سيارات إسعاف لموقع الصدمات بين الأمن والمحتجين. وذكر رئيس دائرة الاتصال والإعلام بوزارة الداخلية ياسر مصباح في نقطة إعلامية مشتركة بين وزارتي الداخلية والدفاع، تم تنظيمها بعد اجتماع وزاري مضيق ترأسه يوسف الشاهد لبحث اخر التطورات الأمنية في عدد من ولايات الجنوب وخاصة تطاوين، أكد ياسر مصباح أنه لا وجد لفراغ أمني في ولاية، الا أن مصادر اعلامية أكدت أن قوات الأمن انسحبت من مدينة تطاوين، أين قام محتجون باقتحام مقري إقليم الحرس الوطني والأمن الوطني بالحي الإداري في المدينة، ووقع حرق عدد من سيارات الأمن بالمقرين ومحاولة اقتحام مستودع البلدي. وتشهد منطقة الكامور في تطاوين منذ الصباح اشتباكاتبين المعتصمين الذين يحاولون اقتحام محطة الضخّ وقوات الأمن التي اضطرت إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لمنعهم من ذلك، كما قام المحتجون بإضرام النار في الإطارات المطاطية أمام مقر ولاية تطاوين، وأغلقت المحلات التجارية وكل المرافق في المدينة وعدة مدن أخرى. وحاول الجيش منع المحتجين من اقتحام محطة بترولية بإطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء أكثر من مرة، لكنهم أصروا على غلقها، ومنذ 23 أفريل الماضي، يعطل مئات المعتصمين عبور الشاحنات والسيارات إلى حقول النفط في تطاوين، بعدما نصبوا خياما في منطقة الكامور نقطة العبور الرئيسية نحو حقول البترول. ويطالب المحتجون بتخصيص نسبة 70 بالمائة من الوظائف بالشركات النفطية في تطاوين لسكان الولاية، و20 بالمائة من عائدات البترول لتنمية المنطقة. وتصاعدت الاحتجاجات لتمس ولايات ومدن تونسية، حيث تم غلق طرقات بالمتاريس من طرف المحتجين، وإضرام النيران في مؤسسات الدولة ببن قردان، كما تشهد مدن قابس مدنين وتونس العاصمة احتجاجات عارمة وغلق للطرقات، واشتباكات بين المعتصمين وقوات الأمن. كما قام متظاهرون بالاحتجاج أمام مقر السفارة الفرنسية بتونس، رافعين شعارات فرنسا ديقاج، وحاصر آخرون مقر ولاية قابس لتنتقل العدوة الى مدينة الفوار حيث أخرج المتظاهرون عمال شركات بترولية من مواقعهم ويغلقون أنابيب الضخ في المنطقة.