أوقفت مصالح الأمن بالعاصمة، مؤخرا، شابين أحدهما بطل الجزائر في رياضة الجيدو، على خلفية الاشتباه في تورطهما في قضية ترويج أخطر المؤثرات العقلية المسمى «الفلاكا» أو «الزومبي» بنواحي منطقة شوفالي وبوزريعة، بعدما حجزت بحوزتهما كمية قليلة من المهلوسات ومبلغ مالي، ليتم إيداع الأول رهن الحبس، فيما استفاد الرياضي من إجراءات الاستدعاء المباشر. مجريات قضية الحال تعود لتاريخ 4 ماي 2017، في حدود الساعة الحادي عشرة ليلا، حينما تلقت مصالح الأمن معلومات مفادها تواجد شخصين على مستوى حي المجاهدين بنواحي منطقة شوفالي يقومان بترويج المؤثرات العقلية، واستغلالا للمعلومات الواردة، تنقلت ذات المصالح إلى المكان، أين قامت بالترصد للمشتبه فيهما وتوقيفهما، أين ضبطت بحوزتهما قرصين من أخطر المؤثرات العقلية دخل حديثا للجزائر «فلاكا» المعروف وسط المدمنين بتسمية «الزومبي»، فيما عثر على بقايا سجائر ملفوفة قرب ساق أحدهما، بالإضافة إلى مبلغ مالي بقيمة 3500 دينار، ليتم اقتيادهما إلى مركز الشرطة من أجل سماع أقوالهما على محضر رسمي، أين تبين أن أحدهما بطل الجزائر في رياضة الجيدو المدعو «ز.م»، والذي صرح أنه لاعلاقة له بالإدمان كونه رياضي وأن المبلغ المالي المحجوز يخصه، فيما تم تأجيل سماع الثاني إلى غاية حدود الساعة الواحدة صباحا، بعد زوال تأثير المؤثر العقلي، ليؤكد بمحضر أقواله إنه مدمن على تعاطي المؤثرات العقلية، إلا أن هذا النوع جربه منذ فترة وجيزة ويقتنيه مقابل مبلغ 6000 دينار للقرص الواحد من عند شخص يجهل هويته، وعن مفعول «الزومبي» فقد أكد أنه يجعله لا يتذكر أي فعل يقوم به وأنه يجعله يخلد للنوم لمدة لا تقل عن الأربع ساعات، نافيا ترويجه لها على مستوى حيه، وأن تواجده رفقة المتهم الآخر جاء بصفة عرضية، ليتم إحالتهما على نيابة محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أين وجهت للأول وفقا لإجراءات المثول الفوري تهمة حيازة المؤثرات العقلية بغرض الاستهلاك الشخصي وعرضها على الغير، ليصدر في حقه أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش، فيما استفاد الرياضي من إجراءات الاستدعاء المباشر بعدما وجهت له تهمة حيازة المؤثرات العقلية بغرض الاستهلاك الشخصي. المتهمان وبمثولهما للمحاكمة، فندا الجرم المسنوب إليهما وتمسكا بتصريحاتهما الأولى. من جهتها، أكدت هيئة الدفاع أن كمية المضبوطة من المهلوسات لا ترقى لتهمة الترويج، حتى أن المبلغ لا يمثل عائدات البيع لأنه بإمكان أي شخص أن يحوزه بجيبه كمصروف يومه، منوهة إلى أن هذا النوع الجديد من الدواء غير مصنف في اللائحة الخضراء للمؤثرات العقلية، لذلك فهو في نظر القانون ليس بمؤثر عقلي، لتختم مرافعتها في التشكيك بمصدر المعلومة التي لم ترد أمامها عبارة مؤكدة، لتطالب على ذلك الأساس إفادتهم بالبراءة واحتياطيا البراءة لفائدة الشك. وعليه، التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 5 سنوات حبسا نافذا في حق الأول وسنتين حبسا نافذا في حق الثاني. للإشارة، فإن دواء «الفلاكا» أو «الزومبي» يعد من أخطر المؤثرات العقلية في العالم بسبب تأثيراته الجانبية التي تجعل من متعاطيه يفقد السيطرة على تصرفاته التي تضحى شبيهة بتصرفات آكلي لحوم البشر ويدفعه لارتكاب أبشع الجرائم من دون وعي، لذلك سمي ب«الزومبي»، رغم أنه تسميته الطبية هي «ألفا بي في بي»، وهو الدواء الذي ظهر لأول مرة بولاية فلوريداالأمريكية، ليكتسح مؤخرا التراب الوطني، إلا أن المشرع الجزائري لم يصنفه بجدول الأدوية المؤثرة المحظورة.