اتصل مواطن من ولاية بجاية، أمس، بهاتف ''النهار'' باحثا عن زوجة، في إطار ركن ''نصفك الآخر'' المخصص من طرف الجريدة لطلبات وعروض الزواج. وكان الطلب عاديا لو لا أن صاحبه الذي قال أن اسمه ''سليمان'' وأنه يعمل شرطيا في سلك الأمن الوطني، لم يكشف وبصريح العبارة عن أنه يبحث عن مسيحية للزواج منها، بحكم أنه تحوّل إلى الديانة النصرانية، مضيفا أنه طلّق زوجته المسلمة وقام بتنصير ابنته. الشرطي سليمان، البالغ من العمر 42 سنة والذي قال أنه يقيم في مدينة أوقاس ببجاية، كشف في حديثه ل''النهار'' عن أنه ارتد عن الدين الإسلامي قبل أكثر من عشر سنوات، وتحديدا في سنة 1998، بعدما اقتنع، على حد قوله، بأن الإسلام ''يقيده من مجمل الحريات التي منحتها له الديانة المسيحية''.ويضيف الشرطي، بالقول أنه عايش جحيم سنوات العشرية السوداء بحكم عمله كرجل أمن، مذكّرا بالعمليات الإرهابية التي كانت وما تزال تطال الأبرياء. وبدا من خلال حديثه ل''النهار'' أنه يخلط بين الإرهاب والإسلام.سليمان قال أنه قرأ القرآن ''ووجد أنه دين يدعو إلى القتال وتعدد الزوجات.. ويحرم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير''، فيما أن هذا الأخير يخلص من الأمراض، على حد زعمه. وحاول الشرطي سليمان تبرير تنصّره وردّته عن الإسلام الاستدلال بآيات قرآنية، بدا جليا أنه لم يفهم معناها الحقيقي، مكتفيا بتفاسير خاطئة لتلك الآيات، ليبين ما بدا له على أنه ''عندما كان مسلما كان يشعر بنفسه مقيدا كالكلب''، على حد قوله، قبل أن يصبح بعدما تحول إلى المسيحية ''بكامل حريته محبا للأب الأبدي ''الرب''، قبل أن يضيف بالقول أنه يزور الكنيسة كل يوم خميس من أجل الدعوة له وللآخرين.من جهتها، قالت ابنة الشرطي سليمان التي تبلغ من العمر 17 سنة، والتي تحدثت ل''النهار'' هي الأخرى، أنها ترى أن المسيحية منحتها حقوقها كامرأة، مضيفة أن الدين الإسلامي يعتبرها مجرد أَمَة للرجل، مبينة في نفس الوقت أنها اعتنقت المسيحية مثل والدها، بناء على اعتقادات ومفاهيم خاطئة، قبل أن تكشف لنا خلال حديثها عن أنها اتخذت من المسيحية ديانة لها بعد متابعتها قناة الحياة الفضائية التي تروج للنصرانية، لتطلب منا في الأخير مشاهدة تلك القناة، لاكتشاف ما اعتبرته ''فرقا بين الإسلام والمسيحية'' على حد قولها.