يشكو سكان قرية تعشاشت، والتي تبعد عن بلدية أعفير شرق ولاية بومرداس بحوالي 3 كلم، من انعدام الغاز الطبيعي الذي أثقل كاهلهم وحول حياتهم إلى جحيم، وكذا نقص في ماء الشروب خاصة في فصل رمضاء، إضافة إلى انعدام قنوات الصرف الصحي، إذ أن نزلائها لم يستبعدوا انتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة، خاصة وأن فصل الصيف على الأبواب، وفي هذا الصدد أضحت هذه المنطقة رمزا للإقصاء والتخلف. السكان وفي تصريحهم ل"النهار" فمشكل انعدام غاز المدينة قائم منذ الاستقلال، إذ طالب سكان القرية من السلطات المعنية تزويدهم بغاز المدينة من أجل وضع حد لمكابدتهم اليومية المتواصلة، حيث أنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات الأساسية رغم غلائها في السوق وولوج المادة المضاربة في موسم تساقط الأمطار، حيث تباع ب 230 دج، وكذا في فصل الصيف الذي يشهد حركة كبيرة في الأعراس حيث يزداد عليها الطلب، والذي أضحى المطلب الأول لهؤلاء، حيث وجدوا أنفسهم بين ضغط العوز وقلة الامكانيات، ومن جهة أخرى أضاف متحدثونا أن مزاد من معاناتهم هو انعدام قنوات الصرف الصحي ما جعل حياتهم تتحول إلى جحيم وقد ظل هذا المشكل مطروحا ولم يعرف له حلا رغم استعانة قاطنيها بالحفر التقليدية والتي تنجر عنها عدة أمراض خطيرة خاصة المتنقلة عبر الماء. السكان أوضحوا ل"النهار" أنهم يستعينون بهذه الحفر من أجل التخلص من مياه الصرف الصحي، وهي غير بعيد عن مقر سكناهم، مما يجعلهم عرضة للبعوض والذباب، وخاصة في فصل الصيف، والتي بدورها تنقل أمراضا خطيرة. مشيرين في نفس السياق أنهم يعانون من نقص التزود بالماء الشروب، والتي تزيد من حدتها في فصل الصيف، حيث يلجأ هؤلاء إلى اقتناء الصهاريج بأسعار جد مرتفعة، إذ يبلغ سعر الصهريج 1000 دج، رغم أن المنطقه تحوي أبارا، لكن معظمها تمر بها قنوات الصرف الصحي التقليدية التي قام السكان بحفرها. ضف إلى ذلك افتقارها الكلي من المرافق الترفيهية والثقافية،كدار الشباب وقاعات الأنترنت، التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة، حيث صرح لنا بعض الشباب أنهم يفتقرون حتى لمساحة للعب، الشيء الذي يؤثر عليهم سلبيا، خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة التي تلقي بضلالها من جهة، ومخافة ولوجهم في عالم المخدرات والانحرافات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه من جهة ثانية. كما تشكو القرية من افتقارها في التي تفي بتزويدهم بالمعلومات العلمية والتربوية والترفيهية. وناشد هؤلاء السكان عبر "النهار"، السلطات المحلية ببذل مجهود من أجل تلبية حاجاتهم وإخراجهم من هذه الدوامة.