أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، أن «الثورة التحريرية كانت مدرسة حقيقية لتخريج الرجال من ذوي الهمم العالية والعزائم القوية»، كما طالب القوات المسلحة بتعزيز قدراتها وتأمين عوامل الرفع من جاهزيتها بما يضمن الاستمرار العازم في تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لقوام المعركة لدينا بكافة قواته ومكوناته. ولدى ترؤس الفريق ڤايد صالح للقاء توجيهي مع إطارات وأساتذة وطلبة الأكاديمية، أمس الأحد، خلال زيارته إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال، ألقى كلمة توجيهية بالمناسبة تابعها أفراد جميع وحدات الجيش الوطني الشعبي عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، وقال بمناسبة هذه الزيارة التي تأتي عشية حفل التخرج السنوي للدفعات بهذه القلعة التكوينية العريقة، إنه «يتعين عليكم أنتم أجيال الاستقلال رجال الغد إطارات المستقبل، أن تفتخروا بثورة التحرير المظفرة أشد الافتخار»، مشيرا إلى أن هذه الثورة تعد مدرسة حقيقية لتخريج الرجال من ذوي الهمم العالية والعزائم القوية والإرادات الصلبة والإيمان الراسخ، بأن عاقبة ظلم الاستعمار هي الاندحار والهزيمة، وأن الله ناصرهم في آخر المطاف على عدوهم وأن وطنهم هو المنصور والمنتصر. واستطرد قائلا «فتلكم هي روافد نجاح ثورة شعبكم ومنبع قوتها ومصدر نصرها على عدوها الغاشم والعنصري والظالم، ومن ذات الروافد يتزود اليوم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بكل أسباب قوته وعوامل تطوره المرغوب ويعمل بدعم وتوجيه من رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني على توفير كافة عوامل النجاح المتوافقة مع سمو هذه المبادئ الوطنية المجيدة سالفة الذكر». كما أشاد الفريق ڤايد صالح بنوعية ومستوى التعليم والتكوين الرفيع المستوى الذي تمنحه الأكاديمية لمتربصيها وطلبتها، وأكد أنه من بين هذه الروافد الغزيرة التي يعتمد عليها الجيش الوطني الشعبي ويجعل منها عاملا مهما من عوامل اكتساب القوة بمعانيها المتعددة والشاملة الأكاديمية العسكرية لشرشال، الرئيس الراحل هواري بومدين، التي تخطى صيتها حدود الوطن واكتسبت بذلك سمعة طيبة وطنيا وإقليميا وحتى دوليا بفضل المستوى التعليمي الأكاديمي الرفيع الممنوح لطلابها ومتخرجيها الذين بلغت بهم مراتب الصفوة من حيث الكفاءة والمهارة والمؤهلات، وأنزلتهم منازل الأصفياء من حيث التشبع بكل معاني حب الوطن والإخلاص للجزائر والوفاء لعهد الشهداء، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم. وفي هذا الشأن -يضيف الفريق أحمد ڤايد صالح- «فقد حرصت القيادة العليا على أن تواصل بحرص شديد، هذا النهج العملي الواقعي والطموح الذي تم تبنيه في السنوات القليلة الماضية، سواءً فيما يتعلق بالمنظومة التكوينية أو في غيرها من المجالات الأخرى»، مبرزا أن «هذا النهج الذي أردناه بأن يكون مضمونه متسما ليس فقط بالواقعية والعقلانية وطول النفس، بل أيضا بوضوح الرؤية وبعد النظر، وأردناه أيضا بأن يكون العمل المثابر والمخلص، وأشدد هنا على مبدإ الإخلاص في العمل هو الوسيلة المثلى في تجسيده على الميدان»، وتابع قائلا إن «التكيف الدائم مع مقتضيات إنجاح هذا المسار المنتهج يقتضي من دون شك، وبالدرجة الأولى، إيمان الجميع كل في موقع عمله وحدود صلاحياته ونطاق مسؤولياته، بحساسية المهام الموكلة للجيش الوطني الشعبي ووعيهم بحتمية الوفاء بها على الوجه الأكمل وإدراكهم أن ذلك يتطلب بالتأكيد مواصلة تعزيز قدرات قواتنا المسلحة وتأمين عوامل الرفع من جاهزيتها بما يضمن الاستمرار العازم في تحسين وترقية الأداء العملياتي والقتالي لقوام المعركة لدينا بكافة قواته ومكوناته».