تراجعت سوق السيارات في الجزائر خلال الربع الأول من السنة الجارية بكثير، حسب الأرقام الأخيرة التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء والإعلام ''الكنيس'' التابع للجمارك، بانخفاض نسبته 6,23 بالرغم من سلسلة العروض الترقوية التي وقعها أغلب المتعاملون النشطون في السوق الجزائرية ، وهذا مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية 2008 وهذا بالرغم من اعتماد الوكلاء سياسة العروض والتي لم تغير من الواقع شيئا. ووفقا لبيانات تم جمعها من المركز الوطني للإحصاء والإعلام '' الكنيس'' التابع للجمارك الجزائرية، فقد دخلت للجزائر ما يربو عن 72,802 سيارة من مختلف العلامات، بقيمة إجمالية بلغت 71,228 مليار دينار في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، مقابل 77,639 وحدة بمبلغ 68,824 مليون دينار لنفس الفترة من السنة المنقضية 2008، مما يعني أن الوكلاء يتوجهون من الربح إلى الخسارة، في الوقت الذي امتنع فيه المستهلك الجزائري عن اقتناء المركبات كل بحسب حالته، فهناك من ربطها بحالة ضعف القدرة الشرائية للمواطن والتي وضعت غالبية الجزائريين قاب قوسين أو أدنى من المستوى العالمي للفقر، فالجزائري يلهث وراء لقمة العيش في ظل غلاء المعيشة وصرف النظر عن فكرة اقتناء مركبة، مثلما هو الحال مع''مصطفى'' الذي قال :''بالرغم من أنني شاب فقد صرفت النظر عن الفكرة تماما، خصوصا وأن الأسعار ملتهبة والضريبة المفروضة على السيارات زادت الطينة بلة، وطالما أن المواصلات متوفرة فأنا أفضل استثمار مدخولي الشهري في تهيئة عش الزوجية الذي سأدخله عما قريب، فالسيارة كمالية من الكماليات''، أما ''عبد المالك'' فربط عزوفه عن الموضوع بغلاء السيارات المعروضة في السوق الجزائرية بما فيهاالسيارات المستعملة التي التهبت بدورها في الآونة الأخيرة. وبدوره حدثنا الشاب ''محمد'' عن غلاء المركبات، سواء في الأسواق أو لدى الوكلاء وبالأخص عند الوكلاءالذين قال بخصوصهم أنهم يتعمدون رفع الأسعار لتقليص الفارق بعد الضربات الموجعة التي تلقتها مصانعهم الأم في دولها، ''الجميع يشتكي من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، والوكلاء يحاولون تجنيب أنفسهم الخسارة بدورهم من مبدأ أن الجزائري يستهلك كل شيء ومن مبدأ أن السوق الإفريقية خصبة''. ركود في الأسواق الشعبية وطلب على علامات دون غيرها هذه التصريحات قادتنا إلى مختلف الأسواق الأسبوعية للسيارات، والبداية كانت مع سوق الذي كانز بالحراش، هذه الأخيرة التي نالت سيارات ''الكليوجابوناز''،الدبزة''،''البيكانتو'' و''الماروتي'' حصة الأسد في مبيعاتها، ولدى سؤالنا في الموضوع قيل لنا بأنها سيارات جيدة من حيث التركيبة الميكانيكية وحتى لصغر حجمها الذي يتناسب وزحمة العاصمة، مما يعني ضمان مكان وسط الطرقات المزدحمة وضمان مكان للركن، أما في سوق تيجلابين القريب الذي يقع على مشارف ولايات العاصمة، البويرة ، بجاية وتيزي وزو، فيشهد هذه الأيام ركودا بدوره في حركة المبيعات، فالناس هذه الأيام عازفون عن الشراء لغلاء المركبات التي فاقت قيمتها التصورات، بالنظر إلى اقتراب فصل الصيف الذي يحتاج الناس فيه إلى مركبات في تنقلاتهم، وأسر لنا بعض المترددون على هذه السوق بأن ''الماروتي'' و''الآتوس'' هما أكثر السيارات طلبا، تأتي بعدهما السيارات النفعية وفي صدارتها ''الكونغو''و''البارتنار'' و''الكليو'' مابين سنوات 2004 و2006 طالما أن الأسعار في المتناول نوعا ما لمن لديه ''تحويشة''، أما مؤخرا، فالسوق شبه خالٍ على عكس سابق عهده لأن الناس حسب الساهرين على تسيير السوق أصابهم الفقر وأثرت فيهم الأزمة. وهو الحال نفسه بالنسبة لسوق العفرون الذي يعيش حالة سكون تامة، والباعة يخرجون بسياراتهم مثلما دخلوا بها، مما جعلهم يكفون عن دخول السوق ودفع قيمة الدخول التي تفوق 1000 دينار جزائري بكثير، طالما أن العرض فاق الطلب والناس صاروا يترددون على الأسواق للمشاهدة والفسحة لا أكثر. وهي الحالة ذاتها تقريبا التي يعيشها سوق ''سطيف'' للمركبات الخفيفة والثقيلة والذي عرف بدوره تراجعا من حيث الطلب، فالسيارات التي تعود سنة إنتاجها إلى 2002 فما أقل، غير معترف بها في هذه السوق التي تعد محورا هاما على مستوى الشرق الجزائري ككل، وأدنى عمر للمركبة حدد ب 2004 فما فوق، وهو برغم هذا مختلف قليلا عن الأسواق الأخرى كونه سوق رجال المال والأعمال، ومن لا يمتلك ''الشكارة'' لا يفكر في ولوجه، والسيارات الأكثر طلبا فيه هي سيارة ''الڤولف'' الجيل الخامس من فولزفاغن''، والتي حدد سعرها ما بين 1.160.000 دج و2.600.000 دج بحسب سنة الإنتاج، يليها الجيل الرابع من نفس الطراز والذي يعرض مقابل سعر1.450.000 دج ، كما لدينا ''الميغان بيري'' والتي يتراوح سعرها مابين 1000.000 دج و1.800.000 دج إلى غاية إنتاج 2006 ، وبعدها ''الأودي بي5 '' المسوقة ابتداء من 2.500.000 دج ،وهوسعر جد تنافسي حسب العارفين بأمور مثل هذه الأسواق، أما في الوزن الثقيل فشاحنات ''هيونداي'' هي الأكثر طلبا من ضمن جميع العلامات والطرازات.