الإعلان عن التشكيلة الجديدة للحكومة خلال ساعات مع احتمال الاحتفاظ بنفس الطاقم عيّن، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، على رأس الجهاز التنفيذي، وذلك خلفا لعبد المجيد تبون الذي أنهيت مهامه، صباح أمس . وحسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية، فإنه وطبقا للمادة 91 الفقرة 5 للدستور، أنهى رئيس الجمهورية مهام الوزير الأول، عبد المجيد تبون، حيث أشار البيان إلى أن ذلك تم بعد استشارة الأغلبية البرلمانية وفق ما تنص عليه أحكام الدستور. أحمد أويحيى الذي كان يشغل منصب مدير الديوان برئاسة الجمهورية، عاد ليشغل منصب الوزير الأوّل، حيث عيّن في منصب رئيس الحكومة في 1995 لمدة سنتين، ليعود ويشغل ذات المنصب خلال الفترة ما بين 1997 إلى غاية 1999، ثم تقلد مناصب أخرى، ويعود مجددا على رأس الحكومة في 2008 خلفا لعبد العزيز بلخادم. وعُيّن أويحيى في منصب الوزير الأول بعد تغيير تسمية المنصب عوضا عن رئيس حكومة في 2012 إلى غاية 2014. وحسب المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، فقد يحافظ أحمد أويحيى على أغلب طاقم الحكومة الحالية، مع توقع إعلان التشكيلة الجديدة، خلال السّاعات القليلة المقبلة. ولم يعمّر تبون في منصب وزير أول طويلا منذ تعيينه نهاية شهر ماي الماضي، حيث تعد عهدته أقصر مدة لوزير أول ورئيس حكومة جزائري في هذا المنصب، إذ قضى شهرين ونصفا فقط، لتكون أقصر مدّة يتولى فيها وزير أول مهام تسيير شؤون الحكومة، حيث تمت إقالته بعد 24 ساعة من عودته إلى أرض الوطن وقضائه لعطلته السنوية. ويأتي الاستغناء عن خدمات، عبد المجيد تبون، بعد الضجة الأخيرة التي أثارها، مؤخرا، عقب اللقاء الذي أجراه مع رئيس الوزراء الفرنسي بطلب منه، زيادة على التقارير التي رفعت إلى رئاسة الجهمورية من قبل ولاة الجهمورية ومتعاملين اقتصاديين، يشتكون من خلالها مضايقات عرقلت نشاطهم، مما دفع بالرئيس إلى التدخل شخصيا من أجل وضع حد للفوضى التي عرفها قطاع الأعمال في الجزائر والتذكير بضرورة الرجوع إلى النصوص القانونية. بالمقابل، يأتي تعيين الوزير الأول، أحمد أويحيى، في ظرف تعرف فيه الجزائر شحّا في الموارد المالية جراء انخفاض الواردات النفطية وتراجع قيمة الدينار، التي استلزمت شد الحزام واعتماد سياسة التقشف منذ سنتين، كما أن الجزائر على أبواب دخول اجتماعي ساخن يرافقه استعداد الحكومة لإعداد قانون المالية لسنة 2018، الذي من المنتظر أن يكون أكثر صرامة بالنظر إلى الظروف التي تطبع المشهد الاقتصادي للبلاد. هذه المناصب التي تقلّدها الوزير الأول أحمد أويحيى عيّن، أمس، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أحمد أويحيى، في منصب وزير أول مكان عبد المجيد تبون، الذي أنهيت مهامهم. ويعتبر أحمد رجلا سياسيا محنّكا، من مواليد الثاني جويلية من سنة 1952، تقلّد منصب رئيس الحكومة ثلاث مرات، وذلك من سنة 1995 إلى غاية 1998 ومن سنة 2003 إلى سنة 2006 والمرة الأخيرة تسلّم رئاسة الوزراء بتاريخ 24 جوان 2008. تقلّد العديد من المناصب أهمها: – 1981 كاتب للشؤون الخارجية. 1981 – 1984: مستشار للشؤون الخارجية بسفارة الجزائر في أبيدجان. 1984 – 1989: مستشار بالبعثة الجزائرية الدائمة لدى الأممالمتحدة (نيويورك). 1988 – 1989: ممثل مساعد في مجلس الأمن. 1989 – 1990: مستشار بديوان وزارة الشؤون الخارجية. 1990 – 1991: مدير عام «إفريقيا» بالإدارة المركزية لوزارة الشؤون الخارجية. 1992 – 1993: سفير الجزائر في مالي. 1993 – 1994: كاتب دولة مكلف بالتعاون والشؤون المغاربية. 1994 – 1995: مدير ديوان رئاسة الجمهورية. مدير ديوان رئاسة الجمهورية من 13 مارس 2014 إلى غاية الأمس. قال إنه لا يمكن الحكم على فترة تبون لأنها وجيزة .. رخيلة: «أويحيى رجل دولة بامتياز وهو الحل الأمثل لهذه الأوضاع» قال المحلل السياسي، عمار رخيلة، إن الوافد الجديد إلى الوزارة الأولى رجل دولة بامتياز باعتراف المؤيدين والمعارضين له، على اعتبار أنه تقلد العديد من المسؤوليات في فترات صعبة اتخذ فيها العديد من القرارات الجريئة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية. وأضاف المتحدث في تصريحه ل«النهار»، أن أحمد أويحيى تجده مستعدا في كل الأوقات ولأي موقف مهما كان صعبا، مشيرا إلى أن الظرف الاقتصادي الراهن يحتاج إلى رجل مثله يعمل بصمت وبجرأة كبيرة بعيدا عن المجاملة. من جهة أخرى، اعتبر رحيلة أن تولي عبد المجيد تبون لشؤون الوزارة الأولى تعتبر الأقصر في تاريخ الجزائر، مكتفيا بالقول إنه ظهر بمظهر ثقة ومنح الكثير من وقته لبرنامج الحكومة، مشيرا إلى أن المشكلة التي وقع فيها هي طريقة التسيير والتسرع في إصدار القرارات والأحكام. كما أكد رحيلة بأنه لا يمكن الحكم لا بالسلب ولا بالإيجاب على فترة تولي تبون منصب الوزير الأول لأن الفترة كانت وجيزة جدا. حميد علوان محلّل سياسي: «أويحيى رجل إجماع وسيفتح باب الحوار أمام الجميع» قال المحلّل الاقتصادي حميد علوان، إنّ الوافد الجديد على رأس الجهاز التنفيدي الوزير الأول أحمد أيحيى، الذي عيّن خلفا لسابقه عبد المجيد تبون، هو رجل إجماع حقيقي، وبإمكانه أن يجمع كل أطياف الشعب الجزائري ويفتح باب الحوار أمام الجميع، خاصة مع رجال الأعمال وممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية، بمختلف توجهاتها ومواقفها، للخروج من الأزمة التي تواجه الاقتصاد الجزائري على وجه الخصوص. وقال علوان، في تصريح أمس، بأنّ المرحلة القادمة تستلزم تعيين رجل على رأس الجهاز التنفيذي من طراز أحمد أويحيى. وأكد ذات المتحدث، أنّ رئيس الجهاز التنفيذي سيتمكن من جمع فئات المجتمع الجزائري، مؤكدا بأنّ أويحيى سيعمل جاهدا على مفاوضة جميع الأطراف، سواء في الشق السياسي والشق الاقتصادي، خاصة من ناحية إقناع الأحزاب المعارضة بالمشاركة في الحكومة المقبلة. وقال حميد علوان، إنّ مهمة أحمد أويحيى ستكون بالأساس الدخول في الحكومة والمساهمة في إيجاد حل للمشكلة الاقتصادية التي تعيشها البلاد والأزمة التي تمر بها، خاصة مع تراجع أسعار المحروقات في الأسواق الدولية، والتحديات التي تواجه الإقتصاد الجزائري، وخطر المديونية والحد من قيمة الواردات وتأثيرها على الخزينة العمومية. الصديق شهاب الناطق الرسمي للأرندي: «نعتز ونفتخر بتعيين أويحيى وزيرا أول» قال الصديق شهاب الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي «الأرندي»، إن الحزب يفتخر ويعتز بالثقة التي أولاها رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لأحمد أويحيى وتعيينه على رأس الوزارة الأولى، مشيرا إلى أن هذه الثقة جاءت بسبب صرامة وتفاني أويحيى في عمله وامتلاكه لإمكانيات كبيرة في تسيير الشأن العام. وقال صديق شهاب إن «أحمد أويحيى» هو رجل واجب لا يتأخر ولو ثانية لتلبية نداء الوطن، موضحا في ذات الوقت بأنه سيسير على خطى رئيس الجمهورية وسيعمل على تجسيد برنامجه بكل تفانٍ. وعن التعديل الحكومي، رفض شهاب الحديث عن هذا الموضوع مكتفيا بالقول إنه ناطق باسم الحزب وليس الحكومة. الخبير الإقتصادي عبد الرحمان مبتول: «أويحيىي سيدعم القطاع الخاص لخلق الثروة وتوفير مناصب الشغل» أكد الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أنّ الوزير الأول أحمد أويحيى، معروف بدعمه الكبير للقطاع الخاص، باعتباره مشجع للثروة وخلق مناصب شغل في القطاع الاقتصادي. وقال مبتول، إنّ الوافد الجديد إلى مقر الدكتور سعدان، ينتظره الكثير من الملفات، والتي من بينها إعداد قانون المالية للسنة القادمة، وكذا دعم القطاع الخاص وعدم التفريق بينه وبين القطاع العام، حسب ما ينص عليه الدستور الجديد، كما يتوقّع مبتول أن يُنهي أويحيى، سياسة الدعم في الأسعار للجميع ومنحها لمستحقيها من الطبقات الهشة في المجتمع. الخبير الإقتصادي فارس مسدور: «أويحيى سيخدم اقتصاد البلاد ولا خوف على الشق الاجتماعي لأنه سيطبّق برنامج الرئيس» قال الخبير الاقتصادي فارس مسدور، إنّ المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي الجديد أحمد أويحيى، مجبّر على تطبيق برنامج الرئيس بوتفليقة الاقتصادي، ومن المنتظرون، أن يعطي إضافة أخرى للاقتصاد الوطني، الذي هو بحاجة في الوقت الحالي لحنكته. كما أكد مسدور في اتصال مع «النهار»، أن أويحيى معروف عليه دعمه لخلق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي من شأنها خلق فرص عمل للشباب، إضافة إلى دعم رجال المال والأعمال لخلق الثروة، كما أنّ الوزير الأول الجديد على دراية بالوضع الإقتصادي للبلاد ويتحكم جيدا في لغة الأرقام. وأضاف مسدور أنّ أويحيى يُعاب عليه أنّه رجل أرقام ولا يعترف بالجانب الاجتماعي، خاصة إذا كان على حساب الاقتصاد، كما أنه ضد سياسية استفادة جميع طبقات المجتمع من الدعم، لكنه سيكون هذه المرة مجبّرا على تطبيق برنامج الرئيس في الشق الاجتماعي. قال أنه على أويحيى الاستعانة بأحزاب الأغلبية وتوسيع الحوار للمعارضة .. غول: «الجزائر بحاجة إلى كفاءة تعمل وليس لمن تثير النعرات» قال الوزير السابق ورئيس حزب «تاج»، عمار غول، إن المرحلة الحالية التي تمر بها الجزائر هي مرحلة حازمة وتستلزم النظر إلى الأمام ورفع التحدي أمام العقبات التي تواجهها، خاصة في الشق الاقتصادي، مؤكدا بأن هذه المرحلة تقتضي كفاءة تعمل بصمت وليس من يثير النعرات والانشقاقات وسط المجتمع المدني ومؤسسات الدولة. وقال عمار غول في تصريح له، أمس، إن قرار رئيس الجمهورية القاضي بتعيين، أحمد أويحيى، وزيرا أولا خلفا للوزير الأول السابق، عبد المجيد تبون، هو قرار حكيم، كما أنه من صلاحيات رئيس الجمهورية، مؤكدا أنه وبحكم عمله سابقا مع أحمد أويحيى لما كان عضوا في الحكومة وكان هذا الأخير وزيرا أولا، أن الوافد الجديد على رأس الجهاز التنفيذي بإمكانه رفع التحدي والخروج بالجزائر من الأزمة الحالية التي تعيشها، خاصة من الجانب الاقتصادي. وأكد عمار غول في حديثه، أن «أحمد أويحيى» بإمكانه العمل مع كافة أطياف التشكيلات السياسية، وعلى رأسها حزب «الأفلان» و«الأرندي» و«تاج»، وهي الأحزاب التي تمثل الأغلبية البرلمانية، بالإضافة إلى توسيع المشاورات والمفاوضات لتشمل حتى أحزاب من خارج الحكومة ومن خارج الموالاة. علي حداد رئيس منتدى المؤسسات في رسالة تهنئة لأحمد أويحيى: «نجدّد التزامنا الثابت والمبدئي للعمل جنبا إلى جنب مع معاليكم» هنأ رئيس منتدى المؤسسات «أفسيو»، علي حداد، أحمد أويحيى بمناسبة تعيينه وزيرا أولا من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة. ونشر حداد منشورا له على «الفايسبوك» جاء فيه: «بمناسبة تعيين أحمد أويحيى وزيرا أولا من طرف فخامة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أتقدم إلى معالي الوزير الأول بأحر التهاني باسمي الشخصي ونيابة عن كافة أعضاء منتدى رؤساء المؤسسات»، وأضاف حداد خلال ذات المنشور: «نجدد التزامنا الثابت والمبدئي للعمل جنبا إلى جنب مع معالي الوزير الأول وكافة مؤسسات الجمهورية في كنف الحوار والتشاور، وسيبقى خدمة الوطن هدفنا الأسمى، وسنعمل سويا من أجل بناء اقتصاد مستدام وتنافسي يضمن للجزائر قوّتها ولمواطنينا العيش في رفاهية»، وختم رسالته: «أتمنى من العليّ القدير أن يمدّكم موفور الصحة والسداد في أداء مهامكم خدمة لوطننا الغالي».