في المجلس الشعبي الولائي بغرداية انتباه السلطات المحلية إلى ضرورة متابعة المشاريع المنجزة على تراب بلدية غرداية وباقي البلديات الأخرى من الولاية. وسجل النائبان مجموعة من الأخطاء الكبيرة في مجال إنجاز هذه المشاريع التي صرفت الدولة من أجلها مبالغ طائلة كان من الواجب ترشيدها وحسن تسييرها، وأبديا استغرابهما من غياب مخطط توجيهي للشبكات ببلدية غرداية طالب كل من أحمد رسيوي من كتلة الأفلان، وأحمد رجم من حزب العمال في حديثهما ل"النهار"، السلطات المحلية بضرورة متابعة المشاريع التي استفادت منها بلدية غرداية والبلديات الأخرى في إطار محو آثار كارثة الفيضانات وفي نطاق مختلف برامج التنمية البلدية والقطاعية، وذلك حتى يتم إنجاز هذه المشاريع وفق مواصفات تقنية صحيحة تضمن دوامها واستمراريتها، وحتى يتحقق الهدف من إنجازها وهو خدمة المواطنين وتطوير التنمية الشاملة بالولاية. وقصد الوقوف على بعض الأخطاء في مجال الإنجاز والتي سجلها مساعدا رئيس المجلس الشعبي الولائي، قامت "النهار" بجولة ميدانية مع النائبين إلى بعض أحياء بلدية غرداية، وكانت النقطة الأولى حي الزبير الزبيري ثم شارع الشيخ البشير الإبراهيمي بحي الحاج مسعود، حيث يتم تهيئة الطرقات لتزفيتها بعد أن غمرتها مياه الفيضانات. وأبدى العضوان تحفظهما من تلك العملية باعتبار أن عمليات إعادة شبكات التطهير والمياه هي مبرمجة في هذين الحيين مستقبلا، مما يعني حفر الطريق بعد إتمام إنجازه وهو ما يشكل تبذيرا للمال العام. وفي نفس الشارع، لفت النائبان انتباهنا إلى ميلان الجدار المحيط بملعب "ماتيكو" الجواري والخطورة التي يشكلها على المارة، وأوعزا ذلك إلى سوء الإنجاز وعدم المراقبة الصارمة للأشغال. تجولنا عبر شوارع الحاج مسعود، وكانت جميع الطرقات مهترئة ومحفورة رغم تزفيتها في وقت سابق، وهذا بسبب برمجة أشغال متعلقة بإنجاز شبكات الصرف الصحي والماء الشروب بعد تزفيت الطرقات، وأشارا إلى "أن الظاهرة موجودة في معظم أحياء البلدية". وجهتنا الثانية كانت حي المجاهدين، وأوضح نائب حزب العمال أن المشكل الأكبر الذي يعاني منه الحي هو الانسداد المستمر لقنوات صرف المياه المستعملة بسبب قدمها وضيقها، إضافة إلى مشكل كثرة البنايات الهشة وخطر انهيارها في أي وقت على السكان، وقد باتت تهدد حياتهم بخطر الموت، كما هالنا منظر الطرقات والأرصفة المكسرة المهترئة، ويطالب محدثنا من السلطات بضرورة إعداد برنامج خاص لتنمية هذا الحي الذي يعد حيا قديما بوسط مدينة غرداية ويحتاج إلى تهيئة واسعة لإعادة الاعتبار له. وفي طريقنا نحو حي عين لوبو، أشار النائب أحمد رسيوي أن بلدية غرداية تفتقد لمخطط توجيهي للشبكات، وهو ما يفسر جزئيا المشاكل التي تتخبط فيها مدينة غرداية في متابعة وصيانة مختلف الشبكات المتعلقة بالغاز والهاتف والماء الشروب والصرف الصحي والكهرباء، وأفصح عن غياب التنسيق بين مختلف المصالح التقنية، وهذا ما يلاحظه المواطن من خلال تزفيت طرقات ثم إزالتها بدعوى إعادة تهيئة الشبكات. وقد وقفنا على هذا الأمر بحي عين لوبو، فبعد تبليط الأرصفة التي انتظرها المواطنون طويلا، تتدخل مصالح سونلغاز بعد فترة قصيرة من إنجازه بغية تجديد قنوات الغاز الطبيعي، وتم تفكيك بذلك كل البلاط أمام تذمر وحيرة المواطنين. وبداخل الأزقة بحي عين لوبو، لاحظنا كذلك ترامي البلاط في أركان الطريق، وقد تم قلعه لتجديد قنوات المياه الصالحة للشرب، ولم يتم إعادته إلى مكانه، ويتساءل عضوا المجلس الشعبي الولائي: "أين المتابعة والمراقبة ؟ ومن المسؤول عن هذا التسيب والإهمال ؟ ". تابعت "النهار" جولتها إلى أحياء أخرى من البلدية، منها شعبة النيشان الجديدة والقديمة، وإلى أحياء مرماد وبابا سعد وبلغنم وكركورة والقرطي وبين جبلين، وكانت الظاهرة نفسها، طرقات مهترئة ومتصدعة بسبب الحفر الناجمة عن الأشغال التي لا تنتهي سواء من قبل الأفراد أو من طرف مؤسسات الإنجاز. وفي بعض الأحياء، التقينا برؤساء جمعيات نشطين أبدوا قلقهم من هذه الوضعية وناشدوا السلطات المحلية بالتدخل وتسطير برنامج شامل لتهيئة البلدية يتم فيه إشراك كل المصالح التقنية بمشاركة ممثلي لجان الأحياء للتنسيق والتعاون، وقالوا أن المبالغ المرصودة للولاية والتي تقارب 45 مليار دينار، ينبغي أن توضع في موضعها الصحيح ويجب أن تظهر للعيان على شكل مشاريع مدروسة وصحيحة ومنجزة بإتقان. ويبقى الإشكال القائم حسب بعض نواب المجلس الشعبي الولائي، أن المديريات أصبحت تُحاسَب في نهاية السنة بمدى صرفها للإعتمادات المالية المرصودة وليس بمدى جودة إنجاز المشاريع، وهنا يكمن الخلل الذي يجب تصحيحه.