أنا صبرينة من سكيكدة في السادسة والعشرين من العمر، أنهين دراستي الجامعية، لكني لم أهتم بالوظيفة، لأن والدي أطال الله عمره، وفر لي كل شيئ من ملذات الدنيا، بعدما منىّ الله عليه بالمال الوفير في تجارته في الأسماك. منذ أن بلغت العشرين من العمر ربطتني علاقة مع شاب من مدينة أخرى، هذا الأخير كان يعمل في سكيكدة، وقد تطورت علاقتي به، وأصبح حبي له لايضاهيه حب الدنيا، كنت بالنسبة إليه الفتاة المطيعة التي لا ترفض أي شيئ أستجيب لكل رغباته وحتى نزواته، ساعدته كثيرا من الناحية المادية وكنت أدفع له بسخاء كلما أراد ذلك، فهو دائم الشكوى بخصوص العجز المادي، كونه مسؤول على إخوته ووالدته المريضة بعد وفاة والده، هذا ما أخبرني به والله يعلم. لأجله سرقت مال والدي ومجوهرات والدتي عندما كنت أبحث عن المال لكي أرضيه، ولم يكن أبدا يمانع، ولسوء حظي أن عقلي لم يتفطن أبدا، لأن قلبي متيم بحبه، فأنا لم أكن أرى من رجال الدنيا سواه. في الفترة نفسها، كان عددا من الخطاب قد تهافتوا بغية الإرتباط بي، لكني رفضتهم جميعا، فكيف لي أن أرضى بغيره زوجا وقد منحته كل شيئ حتى الأشياء التي لم أكن أملكها، كنت أبحث عنها لكي أقدمها له عن طيب خاطر وطواعية. لقد أشارت علي صديقتي المقربة أن أجعله محل تجربة، فامتنعت عن منحه المال عندما أراد، وأخبرته بأن والدي في ضائقة مالية، ومن غير الممكن أن أوفر المبلغ الذي أخبرته بذلك، فقط لكي أعرف حقيقة نواياه، فكان يتهرب مني لأني يقيت على موقفي فكلما طلب المال قابلته بالرفض وقلة الحيلة، إلا أن جاء اليوم، الذي إتخذ فيه السبب لمقاطعتي، حيث إتصل بي أحدهم عبر الهاتف وكان صاحب المكالمة، قد أخطأ الإتصال، فإتخذها ذريعة وبدأ يحاسبني واتهمني بالخيانة ثم رحل دون عودة. حاولت الإتصال به عبر الهاتف، لكنه طلب مني عدم المحاولة، لأنه تخلى عني إلى الأبد هذه حكايتي أردتها عبرة لكل البنات. الرد: الرجل المحب ياعزيزتي لايفكر أبدا في إستغلال حبيبته بهذه الطريقة، فما كان يقدم عليه من فعل، يدل على حبه لمالك فقط. لقد أخطأت كثيرا بهذه العلاقة، وخسرت أكثر من المال، لذلك يجب أن تفكري في كيفية تجديد حياتك، وأول ما يجب عليك العمل الذي سيفتح لك آفاقا أخرى، ومن خلاله يمكنه تحقيق ذاتك والخروج من هذه الأزمة النفسية والإنتكاسة العاطفية. أنظري إلى الدنيا بالمنظار الواقعي، وإبتعدي قليلا عن هذه الرومانسية التي تضر أكثر مما تنفع، خاصة إذا لم تحسن إستعمالها. ردت نور
