إليك سيدتي نور أكتب بعدما ضاقت بي الدنيا، فلم أجد أعذارا منها سوى اللوم في أعين الناس الذين أصبحت محط إهتماهم، بعدما اقترفت الذنوب من حيث لا أدري. أنا سليمة من مدينة قصر البخاري في الخامسة والثلاثين من العمر، متزوجة منذ عشر سنوات ولم أرزق بالذرية، رغم أني آخذ بالأسباب، لكن النتيجة المنتظرة لم تحدث حيث أعد لي الطبيب المتابع لحالتي، بعدما عرضت نفسي لمجموعة تحاليل وأشعة وفحوصات دقيقة، أنه لابأس علي بامكاني الحمل متى توفرت الأسباب، وبقيت أنتظر دون جدوى. لا أخفي عليك أن حلم الأمومة وشغف تربية الأبناء أصبح منذ مدة هاجسي الوحيد، فلا شيئ من الدنيا يهمني سوى هذا الأمر الذي أجد نفسي محرجة بل ناقصة كلما سألتني إحداهن عن سبب تأخر الإنجاب. هذا ما جعلني أسعى بشتى الطرق لتحقيق حلمي، إلتجأت إلى الطب البديل وإستعملت الأعشاب والحجامة، وبعد ذلك أردت أن أتردد عند أولئك الشيوخ الذين يعرفون بالحكمة والتجربة فكل منهم كان يأخذ مني المال نظير بعض العقاقير والحروز، لكي يطالبني بحرقهم تارة والتبخر بهم تارة أخرى لقراءة بعض التعاويذ وكتابة طلاسم مبهمة وغيرها، وكنت تلميذة مطيعة تنفذ كل ما يطلب منها دون هوادة، إلى أن تراجعت أحوالي النفسية وأصبح القلق لايفارقني والكوابس تطاردني، وعندما أدركت أن ما كنت أقدم عليه نوع من الشعوذة التي تقود صاحبها إلى الشرك، نعم ياسيدتي فالسعي لتحقيق حلم الأمومة، أوقعني في مهالك الشرك، وأنا اليوم نادمة لا أعرف كيف أكفر عن ذنبي، خاصة أن حالتي النفسية جد متدهورة، فماذ أفعل؟ الرد: عزيزتي لقد دفعك الشيطان لإتباع هذا الطريق في لحظة ضعف، والحمد لله أنك تداركت الموقف قبل فوات الأوان فهؤلاء الشيوخ هم خليفة الجن والعفاريت والأبالسة، ولايملكون النفع للعباد، وكل مايقدمون عليه شر لك توابعه في الدنيا والآخرة، فما كنت تماريسنه شعوذة والعياذ بالله، لذلك عليك التوبة عن طريق تجديد العهد مع المولى عزوجل بالصلاة والأعمال الحسنة، لأن الحسنات تذهب السيئات أما بالنسبة لمشكلتك الخاصة بالأمومة فإنك ياعزيزتي لم تذكر شيئا بخصوص زوجك، فقد يكون العيب منه، مما يستوجب العلاج والمتابعة، وقد يكون لسبب نفسي أو شيئ من هذا القبيل وفي جميع الأحوال أتمنى أن تعاودي مراسلتي بالمزيد من التفاصيل، ليتسنى لي مساعدتك، كان الله في عونك وحقق أمانيك. ردت نور