يعتبر مصطفى دحلب، اللاعب السابق للمنتخب الوطني في الثمانينيات، رمزا من رموز الكرة الجزائرية، ومن خيرة ما أنجبت، ويتحدث أحد قاهري الفريق الألماني في المونديال الأسباني سنة 1982 ل "النهار" عن المنتخب الوطني والمباراة المرتقبة أمام منتخب الفراعنة وعن الكرة الجزائرية. محمد حمادة "النهار": كيف يرى دحلب حظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى المونديال خاصة بعد نتائج الجولة الأولى للتصفيات ؟ م.د: أنا أرى بأن نتائج الجولة الأولى من التصفيات في مجموعة المنتخب الوطني صبت في صالحه رغم أنه خسر نقطتين ثمينتين كان بإمكانه خطفهما من الفريق الرواندي، خاصة وأن المرشح الأول وهو الفريق المصري للظفر بتأشيرة المونديال خسر نقطتين على أرضه أمام الفريق الزامبي الذي قلت قبل بداية التصفيات بأنه يجب أن يقرأ له ألف حساب، وبعد هذه النتائج فالأفضلية الآن في صالح المنتخب الوطني ولا يجب تضييع الفرصة. "النهار": هل يعتقد مصطفى بأن التشكيلة الوطنية قادرة على هزم المنتخب المصري في المباراة المقبلة والتي كثر حولها الحديث وأسالت الكثير من الحبر ؟ م.د : أريد أن أقول شيئا، وهو أن التشكيلة الحالية تتكون من لاعبين شباب ذوو مستوى جيد، سواء المحترفين أو المحليين، ومع أنه ينقصهم الانسجام فيما بينهم إلا أنني متيقن بأنهم قادرين على هزم الفريق المصري سيما وأن هذا الأخير سيلعب مصيره بالنسبة للتأهل للمونديال في هذه المباراة، باعتبار أنه ضيع نقطتين في عقر داره كما قلت سابقا، وسيلعب المباراة بكل ما أوتي من قوة، فهذه المباراة ستكون قوية جدا خاصة لأن كل المباريات التي جرت بين الفريقين كانت تحمل طابع الداربي وهذا النوع من المباريات يصعب التكهن بنتيجتها، خاصة وأن الفائز بهذه المباراة سيخطو خطوة كبيرة إلى الأمام في هذه التصفيات، ولكن يجب أن نعلم بأن الوصول إلى المونديال لا يتحقق بالفوز على مصر فقط فهناك المنتخب الزامبي الذي أبان على إمكانيات كبيرة في لقائه الأول أمام الفريق المصري ولا يجب الاستهانة به، فقد يحدث المفاجأة، والكرة عوّدتنا على المفاجآت، لذلك يجب على منتخبنا أن لا يستهين بأي فريق ولعب هذه التصفيات مباراة بمباراة. "النهار": حسب رأيك، ماهي أسباب تراجع كرتنا حتى أصبحنا اليوم نحلم بالتأهل ل"الكان" في حين كنا في السابق يعتبر الأمر محسوما لصالحنا قبل بداية التصفيات ؟ م.د: ذاك وقت مضى، ولا يجب أن نبقى نندب حظنا على ما مر، بل يجب التفكير في المستقبل، صحيح أن الكرة في بلادنا تراجعت كثيرا وذلك بسبب الأزمات الكثيرة التي واجهتها و لازالت تواجهها، لكن لابد من وضع مخطط مدروس للعود بالكرة الجزائرية إلى سابق عهدها، فالجزائر تتوفر على المادة الخام أي اللاعبين الموهوبين سواء في الداخل أو الخارج ويجب التكفل بهم فقط، وذلك بالتكوين وفتح مراكز في كل أرجاء الوطن لكن يجب أن تطبق فيها أساليب حديثة. "النهار": هذا يجرنا إلى الحديث عن البطولة المحترفة التي ستنطلق في بلادنا بداية من الموسم بعد المقبل، فكيف ينظر دحلب إلى هذه المبادرة ؟ م.د: أنا قلتها وأكررها، أنا مع هذه المبادرة ولكن يجب القيام بدراسة معمقة قبل الانطلاق في تجسيدها على أرض الواقع، ويجب وضع أساليب تتماشى وإمكانيات الأندية والدولة الجزائرية، ومراعاة عقلية المواطن الجزائري من لاعبين ومسيرين وحتى أنصار، ولا يجب نقل أساليب الاحتراف التي تطبقها دول متقدمة لأنني أجزم مسبقا بأنها لن تنجح، وعلى العموم فهذه الخطوة تتطلب إرادة قوية من القائمين على شؤون الكرة ببلادنا وتضافر جهود الجميع. "النهار": هل لمصطفى ما يضيفه في نهاية هذا الحوار؟ م.د: أتمنى الفوز لفريقنا الوطني في المباراة المقبلة أمام الفريق المصري، والتي أتمنى أن تسودها الروح الرياضية العالية، ولم لا التأهل للمونديال، ولجريدتكم كل التوفيق