أول وسيلة إعلامية جزائرية تقتحم مخيّم اللاجئين «كوتو فالو» في بنغلاديش تمكنت «كاميرا» قناة «النهار» من دخول مخيّمات مسلمي «الروهينغا» في بنغلاديش، بعد هروبهم من آلة القمع والتقتيل والتنكيل في «ميانمار»، حيث استطاع الإعلامي الزميل وليد مهاجري، إدخال «كاميرا» و«ميكروفون» تلفزيون «النهار»، بعد تهريب العتاد داخل كيس مساعدات، تكفلت بحمله على ظهرها إحدى النساء من «الروهينغا» رغم الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة على محيط المخيّمات، لمنع تسريب أيّ صورة تظهر إلى العالم حجم ما يعانيه مسلمو «ميانمار». تعدّ قناة «النهار» أول قناة جزائرية تدخل مخيّم «بالو خالي» في إقليم «كوكس بزار» على الحدود البورمية البنغالية، أين يتواجد أكثر من 200 ألف لاجئ «روهينغي»، رغم أن مخيّم «بالو خالي» معروف بصعوبة الوصول إليه ودخوله بالنسبة لممثلي وسائل الإعلام. وقد نقل الإعلامي في قناة «النهار»، الزميل وليد مهاجري، معاناة مسلمي «الروهينغا» داخل هذه المخيّمات بدقة، بعد فرارهم من آلة القتل، مثل غياب العلاج والتعليم وانتشار الأمراض، وغيرها. وقال الزميل وليد إن السلطات البنغالية منعت كل آلات التصوير والتسجيل بمناسبة الزيارة التي قام رئيس بنغلاديش من أجل دراسة وضع ترحيل «الروهينغا» إلى بلدهم «بورما»، ورغم ذلك، استطاعت «النهار» أن تكسّر الحاجز بالدخول إلى مخيّمات مسلمي «الروهينغا» المتواجدين في بنغلاديش بعد هروبهم من القمع في «ميانمار»، وذلك بمرافقة هيئة الإغاثة الجزائرية التابعة لجمعية «الإرشاد والإصلاح» الجزائرية في قافلة للإغاثة. وليد مهاجري: «أدخلت الكاميرا داخل كيس مساعدات حملته إحدى النساء على ظهرها» وكشف الزميل وليد مهاجري في تصريح له من ملاجئ «الروهينغا» لصفحة «تيلي دي زاد»، بأنه وقف عند مأساة كبيرة يعيشها مسلمو «الروهينغا» منذ سنوات عديدة، بعدما أحرق «البورميون» منازلهم ومساجدهم وكل شيء يتعلق بهم، وهم يعيشون في مخيّمات شبيهة بالعدم، ولا يوجد أي شيء يوحي بالحياة داخلها، حيث لا تعليم ولا صحة ولا مرافق ولا حتى بنايات. وأضاف الصحافي في قناة «النهار» قائلا:«هنا يوجد فقط الموت في صمت.. حاولنا محاورة البعض، لكن للأسف لا يتقنون اللغة الإنجليزية، وحتى العربية فهم لا يعرفون منها غير كلمة السلام عليكم، والوسيلة الوحيدة للحديث إليهم هي بالإشارات، لذلك لجأت إلى استعمال بطاقة عضوية هيئة الإغاثة الجزائرية، كنت قد قمت باستخراجها قبل السفر، فقد حضّرت كل شيء في حالة ما حاولوا منعي من التصوير.. لذلك اتخذت كل احتياطاتي». وتابع الزميل مهاجري يقول:«أما الدخول إلى الملاجئ فهو يتم بعد إجراءات تفتيش مشددة، لكنني تمكنت من إدخال الكاميرا والميكروفون داخل كيس المساعدات، حملته إحدى النساء على ظهرها، ودخلت المخيّم الأول وهو كوتو فالوو، وفيه أكثر من 200 ألف لاجئ روهينغي، أين اكتشفت أن الحياة هناك شبيهة بلا شيء، بصراحة.. لقد أبكتني تلك المشاهد، لكنني تمكنت من التصوير داخل المخيّم في سرية تامة وبسرعة كبيرة». سمعت قصصا يعجز عن تأليفها أبرع كتّاب «سيناريوهات» أفلام الرعب! كما سرد الزميل مهاجري بعض ما سمعه من موظفين ومتطوّعين في مخيّمات اللاجئين، من مجازر ومذابح نجا منها لاجئو «الروهينغا»، فمنهم من فقد جميع أفراد عائلته، ومنهم من لم يتبقَ من عشيرته فرد واحد، ومنهم من شاهد بطن والدته تُبقر أمامه، فيما هناك من ذاق ويلات التعذيب والتنكيل، وبات بينه وبين الموت خطوة واحدة، لكن مشيئة الله كانت ألطف به. هذا ولخصّ الزميل وليد مهاجري كل تلك القصص والروايات بالقول إنها لم ترد حتى في مخيّلة أبرع وأشهر كتّاب «سيناريوهات» أفلام الرعب، لهول ما تلقاه من مشاهد صوّرتها شهادات الناجين وتواترتها ألسنة كل من التقاهم.