عرفت السهرة الافتتاحية للأيام المسرحية المغاربية في طبعتها الثانية ليلة أمس الأحد بالمسرح الجهوي بمدينة باتنة حضورا مكثفا للجمهور غصت به قاعة العروض بعد سنتين من الغلق بسبب أشغال الترميم . وتميزت السهرة بتكريم أسماء مسرحية تركت بصماتها في الحركة المسرحية المغاربية و الجزائرية متمثلة في المخرج والكاتب المسرحي عبد الكريم بالرشيد من المملكة المغربية والدكتورين نورالدين عمرون وصالح لمباركية من الجزائر . وتمثل العرض الافتتاحي لهذه التظاهرة المغاربية التي استرجعتها مدينة باتنة بعد 21 سنة من الغياب "لاسباب قاهرة" - حسب مدير مسرح باتنة الجهوي-في مسرحية " قاضي الظل" وهي نص مغربي لعبد اللطيف اللعبي وإخراج حسن بوبريوة وتعد واحدة من الأعمال الأربعة لمحترفي باتنة لسنة 2009 . وعلى الرغم من مدة العرض التي قاربت الساعتين إلا أن الجمهور تواصل مع فصول هذه المسرحية التي تروي واقع الناس في العالم العربي من خلال طريقة عيشهم و تفكيرهم وثقافتهم وتسلط الضوء على الفرد العربي "التائه" الذي يعيش خارج كل الحدود ويعتبر كل أرض حل بها وطن له. حكاية هذه المسرحية التي تصور صراع شبكة سلطة السوق تركز على شخصية "قاضي الظل" الذي فضل في عالم مليء بالغش والخداع وتضارب المصالح أن يبيع الضحك للناس وقد أدرك بأنه السلاح الوحيد لتدمير كوابح وقيود عالم السوق المادية والمعنوية. وصفق الجمهور مطولا لأبطال هذه المسرحية التي توجت مؤخرا في المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي احتضنته الجزائر العاصمة بجائزتين الأولى تخص أحسن أداء رجالي ثانوي للممثل جمال طيار والثانية لأحسن موسيقى للفنان سليم سهالي . واعتبر بعض الممثلين بأن نجاح هذه المسرحية التي قدمت ب"احترافية عالية" إثبات آخر على أن اللغة العربية الفصحى لها بريقها الخاص على الخشبة و بإمكان الممثلين والمخرجين في الجزائر اعتمادها لأنها تكسر عقدة اللهجة وعدم الفهم من طرف الآخرين لا سيما بالنسبة لجمهور الدول العربية الأخرى. ويعد منظمو هذه التظاهرة الجمهور على مدار أسبوع بتقديم آخر ما أنتجه المسرح الوطني والمسارح الجهوية من مسرحيات منها "لو كنت فلسطيني" و "النون و الصدمة" و" بزنس إيز بزنيس" و"ترتيف" إلى جانب "بنات لحلايقي" لفرقة محترف البحث المسرحي والموسيقي للدار البيضاء بالمغرب و مسرحية "الحمل وبرج الثور" للمركزالوطني للفنون الدرامية و "الركحية" لمدينة الكاف بتونس . تجدر الإشارة إلى أن مسرح باتنة الجهوي لبس حلة جديدة لاستقبال هذه التظاهرة التي انتظرها طويلا واعتبرها القائمون عليه إيذانا لفتح أبوابه من جديد أمام الجمهور المحب للفن الرابع الذي افتقد كثيرا مشاهدة العروض المسرحية لفترة قاربت السنتين.