شهدت ولاية تيزي وزو، على مدار أربع سنوات الأخيرة، وهي مدة نشأة وظهور عمليات اختطاف المواطنين التي يتبناها التنظيم الإرهابي، 41 حالة اختطاف استهدفت ولا تزال تستهدف أصحاب المال من التجار ومقاولين أصحاب المؤسسات وأبنائهم علما أن الجماعات المسلحة دشنت هذه الظاهرة شتاء سنة 2005بمنطقة بوغني، الواقعة على بعد 40 كلم جنوب عاصمة الولاية، حيث تعرض المدعو موح الصغير محمد في الخمسينيات من العمر وهو مقاول معروف لعملية اختطاف نفذت في حاجز مزيف ليمكث أيام عديدة بمعاقلها قبل أن يطلق سراحه مقابل فدية مغرية يشاع أنها وصلت 800 مليون سنتيم، علما أن هذا الأخير ينحدر من بلدية معاتقة الواقعة على بعد 20 كلم جنوب عاصمة تيزي وزو والتي أصبح يضرب بها المثل في الاختطافات، حيث فاق عدد الحالات بها عشر، والمثير في الأمر أن العائلات المعنية وبدافع الانتقام من بعضها البعض وتصفية الحسابات التي ضلت عالقة بينهم منذ أمد بعيد، أصبحت تتعامل مباشرة مع الجماعات الإرهابية لتسهيل عملها بالتنسيق معا، بسبب حسابات تتمثل في قضايا الشرف الميراث القتل والاعتداءات، كما أن هذه الاختطافات كانت تتم في بقعة واحدة وهي قرية ابرقوقن وبفضل التحقيق الأمني زج بكثير من أفراد هذه العائلات في السجن وهناك من فر ومن التحق بصفوف الجماعات الإرهابية، ولعل القطرة التي أفاضت الكأس في السنة الماضية تحديدا يوم الخميس 13 جوان حادثة اختطاف التاجر المدعو ''ب.مراد''، البالغ من العمر 37 سنة في حاجز مزيف، نصب على بعد أمتار قليلة من منزله لما كان عائدا من منزله في حدود الساعة الثامنة ليلا. وبعد مرور ثمانية أيام منذ اختفائه تنقلت ''النهار'' إلى بيت عائلته أين تحدثنا مع أفراد أسرته الذين أكدوا لنا أنهم ليسو بعائلة ثرية وأن الضحية الملياردير يقيم في بيت به 30 فردا في مجموع ثمانية غرف وأنه يتقاسم غرفته الزوجية رفقة أولاده الستة وبعد حصول الأمن على معلومات مؤكدة تحركوا لفك هذه الشبكة، ومنذ ذلك الحين لم تشهد معاتقة أي حالة اختطاف.ولعل الحالة التي أسالت الكثير من الحبر هي اختفاء رجل الأعمال المشهور، مزيان حداد، المنحدر من منطقة أزفون، حيث كان عائدا إلى منزله على متن سيارة من نوع ''بيجو 406'' ليحتجز أياما قبل أن يطلق سراحه بفدية تعد الأضخم لحد الآن حيث تقدر ب 25 مليار سنتيم. من جهته، قال المقاول المعروف ازرخس حسن، المنحدر من منطقة واضية ل''النهار'' التي تنقلت فور إطلاق سراحه، أن مكان عمله كان سببا في اختطافه بوحدة إنتاج البلاط التي يمتلكها بالشراكة مع اللاعب المعروف موسى صايب، كما كشف لنا عن دفعه مبلغ 500 مليون كفدية للإرهابيين ليطلق سراحه، هذه الحادثة العام المنصرم، ودائما بذات البلدية وبعد أيام قليلة من اختطاف المقاول وبالتحديد في شهر رمضان من السنة الماضية، جاء دور المدعو كريم لويفي، البالغ من العمر 22 سنة طالب في السنة الثالثة ثانوي، من أسرة ثرية تملك عائلته محلا ضخما لبيع مواد البناء، أيضا تم اختطافه. أما في القرية المعروفة اقني فورو، التابعة لبلدية آيت وسيف على بعد 40 كلم جنوب تيزي وزو، فقد شهدت في الأشهر القليلة الماضية استهداف المدعو مولود واليش، البالغ من العمر 22 سنة بصفته ابن مقاول، حيث اختطف أمام أنظار والده المدعو محمد 50 سنة في حاجز مزيف وهما في طريق العودة من الورشة على متن مركبة من نوع ''ميتسوبيشي''، علما أن ''النهار'' قد تطرقت إلى الحادثة بتفاصيلها، أين كشف لنا الضحية أنه دفع فدية تقدر بمليار سنتيم، كما روى لنا تفاصيل الأيام التي قضاها في الجبل مع مختطفيه من الإرهابيين.أما آخر اختطاف، فقد وقع في 23 جوان المنصرم واستهدف التاجر المعروف الوناس سمير، البالغ من العمر 21 سنة، الذي تم توقيفه في حاجز مزيف نصب بضواحي بوغني، أين كان على متن مركبته من نوع ''سولا سونقيون'' عائدا إلى منزله وعند تنقل ''النهار'' عشية الاختطاف أبلغنا من طرف عائلة الضحية أنهم مطالبون بدفع فدية مقدارها مليار لتحرير ابنهم، علما أن الإرهابي المعروف ''يوسف الحراشي'' كان يشرف على مفاوضات تسلم الفدية بالتنسيق مع ابن بوغني المعروف بن ناري عبد الرحمان.