أبدى عناصر من الدفاع الذاتي الباتريوت انشغالهم إلى ''النهار'' بالذرعان ولاية الطارف بسبب المعاناة التي يعيشونها منذ فترة، بعد أن تم تهميشهم وتعرضهم إلى الحڤرة والإذلال وبقاء أسرهم تشكو الحرمان والبؤس، بعد أن أقدمت المصالح الأمنية والعسكرية على تجريدهم من أسلحتهم في ظروف استثنائية، وبالتالي -يقولون- إسقاط حقوقهم القانونية عنهم. يتعلق الآمر أولا بالسيد بشير صغير المدعو العربي، 51 سنة وأب لأربعة أطفال أكبرهم في الجامعة، ابن مجاهد، أول وأصغر من انخرط في صفوف الباتريوت عام 1993 وشارك في العمليات الساخنة التي شهدتها الذرعان التي مثلت مثلث الرعب في العشرية الحمراء بفعل سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة عليها، وتعرض في العديد من المرات إلى التصفية الجسدية، بل كان محل خطب الجمعة أيام حكم الفيس، أين دعوا إلى مقاطعة تجارته التي تخلى عنها وفضل الدفاع عن الوطن من جماعات الدم والنار، مضحيا بكل ما يملك إلى غاية عام 2007، أين شارك في أحد أفراح مجاهد معروف بالمنطقة وذلك باستعمال بندقية الصيد التي يحوزها في إطلاق البارود العراسي، أين تم بعدها مباشرة محاصرته من عناصر أمن دائرة الذرعان واقتياده ثم نزع سلاحه الذي سلم إلى المصالح العسكرية وأصدر في حقه قرارا بعدم إعادة السلاح المستخدم في العرس، وقد حاول جاهدا يقول العربي في لقائه ب''النهار'' مع السلطات العسكرية بفرعها في الذرعان، لكن دون جدوى ورغم الاستقبال الجيد والاهتمام الكبير الذي أبداه قائد الفرع إلا أن الأمر تجاوز مصالحه إلى الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، وقال بأن رفاقه تم استدعاؤهم وإدماجهم في العمل كأعوان حراسة في مختلف المؤسسات والمنشآت إلا أنه حرم من ذلك ولم يجد دخلا لعائلته بعد البطالة الإجبارية التي فرضت عليه مناشدا الحكومة بإنصافه والنظر فيه. القضية الثانية تتعلق بعنصر الدفاع الذاتي محمد بوحريزي الذي اتهم بطلانا في قضية حيازة المخدرات والمتاجرة بها، وقبض عليه في سيارة أحد الأشخاص المعروفين بتجارة المخدرات والتي تعود إليه الكمية المحجوزة واصطحبه في الطريق أثناء عودته إلى بيته بمزرعة فداوي موسى، أين تفاجأ بحاجز أمني وأدخل الحبس الاحتياطي مدة 39 يوما، لكن المحكمة برأته من التهمة واستفاد أيضا من البراءة في حكم نهائي بمجلس قضاء عنابة لكن المصالح الأمنية والعسكرية نزعت منه سلاحه بمجرد اتهامه، لكنه نال البراءة -يقول- ومن حقه استعادة السلاح وقد التحق بصفوف الباتريوت عام 1995 في عز الأزمة الأمنية إيمانا منه بالدفاع عن وطنه وأبلى البلاء الحسن في صد هجومات الإرهابيين والمشاركة في مختلف عمليات المصالح المشتركة للأمن بالذرعان وما جاورها، مع العلم أن له أخ شهيد الواجب اغتالته الجماعات الإرهابية في كمين ببومرداس وأب مجاهد وعنصر من الدفاع الذاتي رغم أنه أرفق مع ملف الشكاوى نسخة من حكم البراءة، لكن مع الأسف -يصرح- لم يتلق أي رد وهو الآن في حالة بطالة يعاني البؤس والحرمان مع زوجته وأولاده في قرية معزولة عناصر الباتريوت يصرخون من شدة الألم والحسرة، في وقت وجدتهم الدولة يقابلون محشاشات المجرمين بصدورهم لتتخلى عنهم عندما احتاجوها في طلب لقمة عيش تضمن كرامة أولادهم أو هكذا عبروا لنا.