نجاح بن شيخة شرّفنا كمدربين جزائريين، وسأعمل لأحذو حذوه يتحدث المدرب الجزائري لنادي الصفاقسيالتونسي متصدر البطولة التونسية إلى حد الآن، بعد 3 جولات، عزالدين آيت جودي، عن تجربته الجديدة في هذا النادي الكبير عند الأشقاء "التوانسة"، والتي يراهن فيها كثيرا على النجاح على غرار مواطنه بن شيخة في تجربته السابقة مع الإفريقي، وقال أنه يسعى إلى محو الذكرى السيئة لدى عامة الجزائريين بعد الأحداث المؤسفة التي كانت بصفاقس في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004، إلى جانب نقاط أخرى كانت محور هذا الحوار الذي خصنا به من مكان تواجده بتونس عبر الهاتف. تتواجد في المركز الأول في البطولة التونسية بعد ثلاث جولات، صراحة هل كنت تتوقع هذه الانطلاقة الجيدة للصفاقسي ؟ كما يعلم الجميع، فإن فريق الصفاقسيالتونسي من أعتى النوادي المحلية ومتعود على اللعب في كل موسم على الأدوار الأولى، وبالتالي فإن الانطلاقة المسجلة بعد ثلاث جولات من بداية البطولة هنا في تونس وتربعنا على عرش الريادة حتى وإن لم تكن منتظرة فإنها بمقابل ذلك ليست مفاجئة على الإطلاق، لكن ما أود الإشارة إليه هو أن الحكم على المستوى الحقيقي لأي فريق لا يكون إلا بعد توالي الجولات وليس بعد 3 جولات فقط. لكن بغض النظر عن النتائج المسجلة، هل يمكن القول أن آيت جودي راضٍ على المردود الجماعي للتشكيلة الصفاقسية ؟ بالتأكيد أنا راض عن المردود وعلى النتائج، ما أردت الإشارة إليه حتى أكون منطقيا في طرحي، أن الحكم النهائي على الفريق لا يكون بعد ثلاث جولات فقط، لكن هذا لا يعني تماما أنني لست راضٍ عما تحقق من نتائج مع بداية هذا الموسم وتمكننا من التربع على عرش الريادة إلى حد الآن، غير أنه لا يمكن الإنكار أن المشوار مازال طويلا وجد شاق ويكفي التذكير بأننا على موعد مع منعرج حاسم في مشوار الفريق خلال الجولتين القادمتين أمام كل من النادي الإفريقي والترجي التونسي على التوالي خارج القواعد. بمعنى أن اجتيازكم لعقبة الإفريقي والترجي سيوضحان الرؤية بشأن مستقبل الفريق ؟ هذا صحيح، ففي حال اجتيازنا لعقبة هذين الناديين الكبيرين في الجولتين القادمتين، إن شاء الله، يمكن القول أننا سنذهب إلى أبعد نقطة ممكنة في بطولة هذا الموسم، ولا أخفي عليك أن هذين اللقاءين يعتبران منعرجا حاسما في مشوار الفريق، أين ستتضح الرؤية أكثر. ماهو الهدف المسطر من قبل إدارة الصفاقسي هذا الموسم ؟ كما سبق وأن ذكرته لك آنفا، فإن الصفاقسي من الفرق الأربعة الكبيرة هنا بتونس والتي تعودت على لعب الأدوار الأولى في كل موسم، وبالتالي فإن الهدف الأساسي يبقى واحدا كل موسم ولا يتغير، والهدف الذي تم تسطيره هذا الموسم والذي يبقى الأساسي هو ضمان مشاركة في منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية والتي تكون باحتلال الصف الثاني أو الأول من خلال التتويج بالبطولة وهو الهدف الذي سنعمل جاهدين لبلوغه. هل لديك التشكيلة المثالية القادرة على رفع هذا التحدي ؟ بالتأكيد لدي التشكيلة القادرة على رفع هذا التحدي، وان شاء الله نواصل على نفس النهج من خلال توالي الجولات وتوالي النتائج الايجابية بدءً بمباراة هذا السبت أمام الإفريقي في لقاء واعد وجد صعب. الصفاقس تبقى ذكرى سيئة لدينا كجزائريين بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2004، كيف كان شعورك وأنت تحضر نفسك لتولي العارضة الفنية لهذا النادي ؟ يجب أن نكون منطقيين في طرحنا، تونس بلد شقيق وعلاقات أخوية وتاريخية جد كبيرة تجمعنا به، صحيح أن مدينة صفاقس عرفت أحداثا مؤسفة ومؤلمة بدون الخوض في الدوافع الحقيقية لحدوثها، لكن الحمد لله تجاوزنا ذلك ولن تؤثر بأي حال من الأحوال على العلاقات القوية مع أشقائنا التوانسة هذا من جهة، ومن جهة مقابلة فأنا مدرب محترف، وكمدرب جزائري سأعمل على محو هذه الذكرى السيئة وجعلها طيبة من خلال العمل الكبير الذي أسعى إلى القيام به في تجربتي الجديدة مع هذا النادي، لأننا في البداية والنهاية إخوة وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. ألا يفكر آيت جودي في تدعيم الفريق مستقبلا بلاعب جزائري ؟ لا أخفي عليك، في الوقت الراهن لا أفكر في أي لاعب، لكن قد تتغير النظرة مستقبلا في حال ما بدا لي أن لاعبا ما قد يفيد الفريق. بمعنى أنك لم تجد أي لاعب جزائري قادر على تدعيم الصفاقسي ؟ لم أقصد هذا بالتحديد وإنما ما قصدته بأنه لا يوجد أي لاعب في الوقت الحالي في مفكرتي خاصة وأنه لدي تشكيلة متكاملة هذا الموسم، لكن الأمر يبقى ممكنا مستقبلا، لم لا. المشوار المتميز الذي أداه مواطنك بن شيخة، ألا يشكل لك ضغطا ويجعلك مطالبا بتحقيق ما حققه ؟ لا أحد بإمكانه إنكار المشوار الطيب والمتميز الذي كان لأخي وصديقي بن شيخة في البطولة التونسية وبالتحديد في الإفريقي، والذي فتح الأبواب على مصراعيها للمدرب الجزائري الذي لديه تاريخ كبير هنا في تونس، من خلال الكفاءة الكبيرة التي يتمتع بها والتي جعلته محل اهتمام أغلب النوادي التونسية وأعرقها، وبالتأكيد أتمنى أن أوفق في تجربتي هاته مع النادي الصفاقسي وأن أحقق نفس النتائج التي حققها بن شيخة مع الإفريقي، لكن فيما يتعلق بسؤالك فإن الضغط موجود بغض النظر عما أشرت إليه آنفا، بالنظر لكوني أشرف على فريق كبير تعوّد على اللعب دوما على الأدوار الأولى والبطولة وبالتالي فإن المأمورية ليست سهلة على الإطلاق. هل يمكن القول أن آيت جودي قد بدأ يفرض نفسه عند الجمهورالصفاقسي بعد النتائج الايجابية المحققة إلى حد الآن ؟ مازلت في بداية المشوار وبالتالي فالوقت مازال لم يحن لذلك، لكن الحمد لله منذ أن وطأت قدماي الصفاقس وجدت كل الترحاب سواء من الجمهور أو اللاعبين أو الإدارة وهو ما جعلني مرتاحا. ماهو الفرق بين البطولة التونسية والجزائرية في نظرك ؟ الفرق الوحيد هو في الامكانات فقط والهياكل القاعدية والتنظيم الكبير الموجود في الإدارة، في حين أن المستوى جد متقارب إلى حد بعيد. لنعرج الآن على المنتخب الوطني، ألا ترى بأن لعب مباراة ودية أمام الأورغواي قبل امتحان رسمي أمام فريق إفريقي خطأ من قبل الطاقم الفني ؟ هذه خيارات "الشيخ" سعدان ولا يمكنني التدخل في صلاحياته، كل ما أتمناه أن يكون الخيار صائبا خاصة وأن هذه المواجهة الودية تبقى مفيدة قبل موعد زامبيا. وماذا عن حظوظ المنتخب في الصعود إلى المونديال ؟ الحظوظ جد كبيرة بعد المشوار الطيب المحقق خلال مرحلة الذهاب، الآن تنظرنا مرحلة العودة، وعلى العناصر الوطنية مسايرة هذا التفوق المسجل على المصريين بدرجة خاصة، على اعتبار أن الضغط حاليا يقع على المنتخب المصري وليس علينا.