زوجته عادت إلى أهلها ولم تتمكن من تسوية وضعيتها لعدم إثبات الوفاة والمطروحة شيّعته إلى مثواه وقد اهتز سكان المطروحة الواقعة على بعدخمسة كيلومترات عن عاصمة ولاية الطارف منذ يومين، على وقع ظهور الشاب دحدوح توفيق حيا يرزق يجوب المنطقةويلتقي بعض معارفه وسط دهشة فاقت كل تصور، بعد أن شيع الجميع منذ سنتين جنازته وتلقوا التعازي لثلاثة أيام... ''النهار'' انتقلت إلى قلب الحي تسأل عن حيثيات اللغز الذي تحول إلى قصة غريبة لا تحدث إلا في أفلام الخيال والرعب، حيث لا حديثهناك إلا عن ظهور توفيق أو كما قيل البعض أنه شبح توفيق عاد من جديد، وبين هذا و ذاك لازالت الحقيقة غامضة بحاجة إلىإجابات لم يجرؤ أحد على الكشف عنها رغم محاولاتنا الملحة. القصة بدأت منذ سنتين عندما أبلغت عائلة دحدوح بنبأ وفاة ابنهاالمجند في مؤسسة الجيش والعامل بإحدى الثكنات العسكرية ببشار في رتبة عريف، إثر تعرضه إلى سكتة قلبية كما جاء فيتقارير المؤسسة، لكن الغريب في القضية أن مثل هذه الوفاة الطبيعية والعادية جدا استدعت تنقل كبار الضباط في الجيش الذينحضروا تشييع الجنازة وهي سابقة لم تحدث من قبل بحكم رتبة الفقيد. وحسب شهود عيان من أقرباء الفقيد ومعارفه الذينصرحوا لنا بتحفظ شديد أن المصالح العسكرية آنذاك أمرت بدفن الجثمان دون أن يتمكن ولا شخص واحد من العائلة من إلقاءآخر نظرة عليه، وتم دفنه في جو مهيب. وتشير معلومات تحصلنا عليها أن يكون الضباط قد منحوا مبلغا كبيرا للعائلة آنذاكوقالوا لها أنه يكفيكم مدى الحياة وتم طي الملف بشكل عادي... المثير في القضية حدث منذ ستة أشهر، أين تلقت أخت الفقيدمكالمة هاتفية من صديق له في بشار يعلمها بأن أخاها حي يرزق وسيكلمها بعد أيام، الأمر الذي اضطرت فيه إلى التنقل علىحسابها إلى ولاية بشار لكنها عادت دون جدوى ودون أن تتمكن من فك رمز اللغز الذي أعاد أمل عودة الميت إلى أهله فيالدنيا.. بعدها أشيع في قرية المطروحة أن الشاب توفيق دحدوح لم يمت وأن العديد رأوه يجوب القرية يبحث عن زوجته وابنته،أحد الشهود أكد أنه التقاه وقبله واندهش لرؤيته، وقال له بأنه تلقى التعازي عنه وحضر جنازته ولم يجب الفقيد بأي تعليق ماعداأنه بلغ محيط بيته وبيت العائلة الكبيرة القديم ثم اختفى من جديد، مما أثار الرعب لدى السكان الذين تصور بعضهم أنه شبح أوعودة الروح من جديد. حاولنا الاتصال بمصلحة الحالة المدنية لإثبات شهادة الوفاة إلا أن المعنيين طلبوا منا تحديد تاريخ الميلادفاضطررنا إلى زيارة البيت والتحدث إلى أخ الفقيد وأخته إلا أنهما رفضا تماما الخروج إلينا، رغم استعمال الوساطة، وعلمناحسب معلومات واردة أن سبب المنع يكون مرتبطا بأسرار دولة تتعلق بالأخ الفقيد الذي تؤكد كل المعلومات والاتصالات احتمالبقائه حيا، في حين تبقى عملية الدفن وحضور الضباط وعدم رؤية الجثمان ألغازا بحاجة إلى فكها. للتذكير، فإن الزوجة عادتإلى بيت عائلتها بوادي زناتي بڤالمة والقضية للمتابعة...