طالبت "الجمعية الشرعية" في مصر المواطنين بعدم الاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان، مؤكدة أنه لا مبرر لإحياء سنة الاعتكاف هذا العام بسبب ظهور مرض انفلونزا الطيور والخنازير وإنتشار هذه الأمراض الفيروسية من خلال التزاحم والتواجد بشكل مكثف في مكان ضيق وأصدرت الجمعية، التى يتبعها 20 ألف مسجد على مستوى الجمهورية، بيانا رسميا مساء أول من أمس الخميس 3-9-2009، اعتبرت فيه أن "الاعتكاف لا يجب على الناس فرضاً، إلا أن يوجب المرء على نفسه الاعتكاف نذراً" وتابعت "بناء على إجماع حكم الشافعية والمالكية، فإن الاعتكاف سنّة مؤكدة في العشر الأخير من رمضان وغيره. ومن القواعد العامة في التشريع الإسلامي أن الواجبات مقدمة على السنن والمندوبات ومن الواجبات الحفاظ على صحة الإنسان واتخاذ الأسباب البشرية للوقاية من الأمراض مع الاعتقاد بأن الأسباب لا تؤثر إلا بإرادة الله عز وجل". واعتبر محمد مختار المهدي، رئيس "الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة المحمدية"، في حديث ل"العربية.نت"، أن "صيانة المسلم والحفاظ علي حياته مقدم علي سنة الاعتكاف"، مشيرا الي أن هيئة علماء الجمعية الشرعية تميل إلى الأخذ برأي جمهور العلماء فى انعقاد الاعتكاف بالنية، والمكث في المسجد ولو للحظة "ومن أراد الأخذ بالرأي الآخر فسيتحمل مسؤوليته عن نفسه وعن غيره في ظل الخطر الماثل في المجتمع" ودعا المختار لضرورة استغلال أيام وليالي رمضان المباركة في ذكر الله وقراءة القرآن، وتدبر معانيه وتخلية القلب من شواغل الحياة ليستقبل بركات رمضان من ناحيته، أشاد سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية بقرار الجمعية الشرعية، مؤكدا انه يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية من ضرورة الحفاظ على حياة الإنسان باعتبارها من المقاصد الشرعية الخمس التي دعا الإسلام للحفاظ عليها وقال عبدالجليل إن "الاعتكاف سُنّة، بينما الحفاظ على صحة الإنسان فريضة ولذلك فإني أدعو أي مريض، خاصة اذا كان مصاب بمرض معد، ألا يذهب للصلاة في المسجد ويؤديها في بيته، بما في ذلك "صلاة الجمعة" للحفاظ على حياته وسلامة الآخرين. ومن حكمة المولى عز وجل ان "صلاة الجمعة" لاتجب الا على الصحيح وحول تخصيص وزارة الأوقاف ل3 آلاف مسجد للاعتكاف في الثلث الأخير من رمضان، قال عبدالجليل "اننا اخترنا المساجد ذات المساحات الكبيرة فقط على مستوى الجمهورية لضمان التهوية الجيدة إضافة الى انه لن يعتكف داخلها الا عدد محدود من المواطنين".