قنبلة تقليدية الصنع بمنطقة صبرا، حوالي 7 كلم عن مقر بلدية بئر العاتر، 90 كلم جنوب عاصمة الولاية تبسة، وحسب مصادر ''النهار'' المطلعة؛ فإن الضحية تفاجأ بالانفجار العنيف عندما كان يسير بمركبته النفعية من نوع ''بيجو 404'' على مستوى المسلك الريفي الرابط بين منطقتي صبرا والرملية، وأضافت ذات المصادر التي أوردت الخبر، أن الضحية ''ن .ر''59 سنة كان في طريقه إلى منطقة الرملية، بغرض تفقد أغنامه التي تتواجد بذات المنطقة، ونظرا لصعوبة السير في المسلك الذي غزته الأوحال نتيجة الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة بحر ونهاية الأسبوع الفارط، فضل الشهيد الذي يعيل أسرة تتكون من 10 أبناء وأمهم، الخروج قليلا عن المسلك، حتى يتمكن من السير بعيدا عن الأوحال الكبيرة، إلا أن عجلات مركبته وقعت مباشرة على مكان القنبلة التي انفجرت وتسببت في اندثار السيارة واتلافها كلية ووفاته بعين المكان، وكشفت معلومات تحصلت عليها ''النهار''، عن أن ذات المسلك وذات المنطقة، هي نفسها التي كان يستعملها أقارب الموال الذي تم اختطافه منذ شهر أوت رفقة ابنه من طرف مجموعة إرهابية بمنطقة الرملية، وهما الشهيدان اللذان تم التنفيذ في حقهما حكم الإعدام يوم عيد الفطر، من طرف الإرهابيين حسب نص الرسالة القصيرة التي تلقتها عائلتهما، مرسلة من جوال الابن المختطف، ويستنتج من القضيتين أن الإرهابيين فضلوا وضع القنبلة في المكان عينه، بغية استهداف أقارب وأفراد عائلة المخطوفين وليس الموال الشهيد الذي جاء مروره عن طريق الصدفة. وقد اقترب عدد من المواطنين الذي كانوا قرب مكان الانفجار الذي وقع حوالي الساعة الرابعة مساء، والذي سمع دويه على بعد مسافة طويلة، ولم يتمكنوا من لمس أي شيء، لا سيما مع حالة الدمار الكبيرة التي لحقت بالمركبة وقاموا بالاتصال بمصالح الدرك الوطني التي تنقلت فور إخطارها رفقة مصالح الحماية المدنية التي قامت هي الأخرى بنقل الجثة المتضررة وأجزائها إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الاستشفائية التيجاني هدام، المتواجدة على مستوى مدينة بئر العاتر، وقامت اثر ذلك مصالح الأمن المشتركة، بشن حملة تمشيط للمنطقة وما جاورها، قصد اقتفاء أثر فلول الجماعات الإرهابية التي باتت تترصد الفرص من حين إلى آخر بالجهة الجنوبية للولاية، نظرا لعديد الظروف التي ساعدتها، رغم حالة التشرذم الحاصل لها، نتيجة الحصار الكبير الذي تفرضه الأسلاك الأمنية، مثل قرب المنطقة من الحدود مع الجمهورية التونسية ومع ولاية الوادي التي تفصلها مساحات شاسعة من الرمال وكذا التضاريس الوعرة والقمم المرتفعة بالجبل الأبيض وأم الكماكم، لتنفيذ بعض الأعمال الإجرامية ضد السكان.