شكرا جزيلا على النصائح التي تنير دربنا، وتزيل الغمّ عن قلوبنا . أنا سيدة متزوجة وأم لثلاثة بنات، أكبرهن تبلغ من العمر 10 سنوات، وأصغرهن تبلغ من العمر سنة ونصف من العمر. زوجي عامل بسيط، ومدخوله ضعيف، تكاليف الحياة تزداد، ويزداد معها قلقي على مستقبل أسرتي، ولا أشعر بالإستقرار بسبب ذلك، وأخاف دائما أن يطرأ أمر يحتاج لمزيد من المصاريف، مع علمي أن الأمر بيد الله أولا وأخيرا . فأرجو أن تنصحيني بما يمكن أن يبث في نفسي الرضا بقسمة الله أم خولة / البليدة الرد اعلمي يقينا أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها . وأن الله تعالى قد خلقنا لعبادته، وتكفّل بأرزاقنا وأقوات كل المخلوقات . وقد وجد إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما، فسأله: يا هذا، رزقك هذا هل يأكله غيرك؟ فقال الرجل: لا. فقال: أجلك هذا، هل يستطيع أحد أن يزيد فيه أو ينقص منه؟ فقال الرجل: لا. فقال له إبراهيم بن أدهم: الكون هذا ملك لله، فهل يحدث فيه شيء، لا يريده الله؟ فقال الرجل: لا. فقال بن أدهم : ففيم الهم إذن؟ ! فيما يتعلّق بالرزق - قد كان السلف إذا احتاجوا للمال، أو السقيا أو الولد، استغفروا الله. وذلك لقوله تعالى في سورة نوح: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرار، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا) - كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قرأ سورة الواقعة كل يوم، لم يصب بفاقة ( أي الفقر) - وقد يحرم المرء الرزق بالذنب يصيبه، فاحرصوا على طاعة الله، واجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه - وقد يصاب الإنسان أحيانا بنقص في المال، أو في الصحة، ليختبر الله تعالى صبره ويمحّص إيمانه يقول تعالى: (ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين) (البقرة: 155). - كما أن الاقتصاد نصف المعيشة . - وبيّن القرآن الكريم أن على الإنسان أن يسعى في الأرض لينال ما قدّره الله له . قال عز وجل : ( فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله). - كما أن التوكل على الله، شرط أساسي لحسن الرزق ويسره، فلو أننا نتوكل على الله حق توكله لرزقنا كما يرزق الطير . فالتكفير السلبي لا يفيد وإنما نزيد أرزاقنا بكثرة الاستغفار وبحسن التدبير، والادّخار في مواردنا، وباللجوء إلى ربنا والحرص على ذكر الله عند طعامنا وكل أحوالنا. نسأل الله أن يغنيك بحلاله عن حرامه، وبفضله عمّن سواه. ردت نور