كشفت مصادر أمنية محلية؛ أن الإرهابي الذي سلم نفسه نهاية الأسبوع الماضي، لمصالح الدرك بولاية سعيدة، هو مساعد أمير كتيبة ''النصر''، أقوى كتائب الإرهاب بالجهة الغربية، منذ عهد ''الجيا''، ويكون قد كشف عن الوضع الداخلي للكتيبة التي تنشط تحت لواء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة عبد المالك درودكال ( أبو مصعب عبد الودود)، حيث يواجه أتباعها الحصار والمرض وصراعات داخلية، وتراجع التجنيد والدعم. أفادت مصادر قريبة من التحقيق ل'' النهار''؛ أن الإرهابي المدعو ''ب. محمود'' من مواليد 1959 بالعمورة، سلم نفسه لمصالح الدرك، أياما بعد القضاء على المدعو نذير أبو عدنان بمنطقة حاسي فدول بولاية الجلفة، ويكون قد كشف لمصالح الأمن، عن حقيقة الوضع الداخلي لهذه الكتيبة الإرهابية، بعد تفكيك العديد من شبكات الدعم و الإسناد بسعيدة، النشطة بالمناطق التابعة لبلديات مولاي العربي و الحساسنة، وصراعات داخلية على الزعامة و''الغنائم''. وكان محمود الساعد الأيمن لأمير الكتيبة ''ب.خالد'' المكنى أسامة أبو زهير، ويعتبر الإرهابي التائب حسب متتبعين للشأن الأمني، ''العلبة السوداء ''، نظرا لسنوات نشاطه الإرهابي ومركزه في التنظيم، حيث يكون قد قدم معلومات، باشرت بموجبها قوات الجيش عملية تمشيط واسعة. ويعد الإرهابي التائب من قدماء النشاط الإرهابي، ومن بين أبرز نشطاء الحزب المحل، والتحق بعد الإفراج عنه بصفوف الإرهاب عام 1995، ضمن كتيبة النصر النشطة على مستوى إقليم ولاية سعيدة، التي تنسب لها العديد من العمليات الإرهابية، خاصة على محور بن طريف، وادي فاليط، سيدي أمبارك، الصفصاف والمرجة إلى غاية البحيرة الحمراء بسيدي بوبكر، استهدفت المدنيين وأفراد الأمن، في العديد من العمليات الإرهابية التي كانت تعتمد أساسا على الحواجز المزيفة، كما تنسب إلى هذه الكتيبة، مجزرة حاسي العبد التي خلفت أكثر من 20شخصا. وتعكس توبة المساعد الأيمن لأمير كتيبة ''النصر''، قناعات قيادات التنظيم الإرهابي، بعدم مواصلة النشاط الإرهابي، خاصة بعد القضاء على العديد من القيادات النشطة، أبرزهم مفتي الكتيبة الإمام المدعو الطاوي قدور مما أدى إلى فراغ شرعي، وبعدها القضاء على نجله سعد خلال عملية عسكرية بمنطقة جرف لحمام بجبل سيدي مرزوق، غير بعيد عن البحيرة الحمراء ببلدية سيدي بوبكر، وأيضا القضاء على 3 قياديين في الكتيبة، من بينهم المدعو عبيد بمنطقة العوسج الحدودية، بين بلديتي الحساسنة والمعمورة، وهي عمليات عسكرية ساهمت بكثير في تراجع العمل الإرهابي بولاية سعيدة، التي كانت منطقة نشاط إرهابي بارز بولايات الغرب. ويعد تسليم ''محمود.ب'' نفسه لأجهزة الأمن، ضربة موجعة أخرى للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال الذي كان يراهن على منطقة الغرب، لتفعيل النشاط الإرهابي، بعد التضييق على معاقله الرئيسية بمنطقة الوسط، وسعى في هذا السياق؛ إلى تعيين أمير جهوي للغرب، وكان مرشحا لها بلال النذير أبو عدنان، الذي تم القضاء عليه في حاسي فدول بالجلفة، بعد ملاحقته من ثنية الحد بولاية تيسمسيلت. وتشن مصالح الأمن بولايات الغرب، حملة واسعة ضد الخلايا النائمة والقواعد الخلفية للإرهاب، آخرها تفكيك شبكة تضم 10 أشخاص بغليزان، سبق ل''النهار'' أن أشارت إليها، وذلك بناء على معلومات وفرها الإرهابي ''ب.ل''، البالغ من العمر38سنة، الذي تم إلقاء القبض عليه خلال الشهر الجاري، في كمين بالطريق الفاصل بين بلديتي سيدي أمحمد بن عودة والمطمر، وعثر بحوزته على بندقية صيد مع مجموعة من الذخيرة الحية، ومنظار عسكري، بالإضافة إلى قنبلة مسيلة للدموع.