سنفوز على المنتخب المصري.. سنسجل هدفين في مرمى الفراعنة بإذن الله.. سندعوا لهم في مكة والمدينة.. وسنشاهد المباراة مهما كلفنا الأمر.. هذه ليست تكهنات لمدربين دوليين أو لاعبين سابقين أو لرياضيين.. وإنما هي تصريحات لحجاجنا الميامين الذين التقيناهم أمس، بمطار هواري بومدين الدولي.. لم نكن نتوقع أن يدلي حجاجنا الميامين بتلك التصريحات بخصوص منتخبنا الوطني ومشاركته في المباراة التصفوية التي ستجمعه بنظيره المصري يوم السبت المقبل، حين التقيناهم بالمطار رفقة عائلاتهم كانوا ينتظرون موعد إقلاع الطائرة للتوجه إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج.. وفي تلك اللحظات أبينا إلا التقرب منهم والحديث معهم لمعرفة تكهناتهم عن نتيجة المباراة التي ستجمع فريقنا الوطني بنظيره المصري.. فكان لنا ذلك بالفعل. كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر زوالا، حين وصلنا إلى مطار هواري بومدين الدولي، فوجدنا القاعة تعج بحجاجنا الذين قدموا من مختلف الولايات، فكانوا مرفوقين بعائلاتهم وأحفادهم الذين أبوا إلا مرافقتهم والجلوس إلى جانبهم لبضع لحظات خاطفة قبل إقلاعهم من الجزائر نحو البقاع المقدسة.. وهناك اقتربنا من أول حاج والمدعو محمد الصالح من ولاية باتنة، والذي أكد لنا بأنه يحج للمرة الأولى في حياته، ولما سألناه عن منتخبنا الوطني وعن تكهناته بالفوز، راح يحدثنا بعفوية كبيرة حين صرح قائلا ''رابحين إنشاء الله 2 / 1، وراح ندير المستحيل باش نشوف الماتش لأن المباراة تخص بلادي ووطني والحج بيني وبين ربي''.. تركنا الحاج الصالح وتوجهنا بعدها للحاجة قندور فاطمة التي كانت تجلس رفقة بقية الحاجات، ولما اقتربنا منها وقبل أن نكشف لها عن هويتنا راحت تحدثنا بأنه قد قدمت من بلدية الشراڤة بالعاصمة وأنها المرة الأولى التي تحج فيها، ولما سألناها عن المنتخب الوطني قالت بصريح العبارة:'' إن شاء الله نربحو 4 مقابل 0 و راح نقول لكل الحجاج باش يدعو لفرقينا في البقاع المقدسة''... نشوف الماتش و ربي كبير.. و في تلك اللحظات و نحن نتجول في أنحاء القاعة لفت انتباهنا زوج كان يبدو عليهما أنهما في العقد الثالث، و اللذان كانا يحملان حقائبهما..فتوجهنا حينها للزوج المدعو ''ب ب'' الذي و مباشرة بعدما سألناه عن منتخبنا الوطني راح يصرح بعفوية تامة:'' شعري وقف حين علمت بأن رحلتنا نحو البقاع المقدسة ستكون يوم ال9 نوفمبر..لكن و رغم ذلك سأشاهد المباراة و إن شاء الله الفوز حليفنا و نربحو هدفين مقابل هدف واحد''..لتضيف زوجته المدعوة ''م ب'': '' سنفوز بحول الله و سندعو لمنتخبنا بالبقاع المقدسة''...غيرنا وجهتنا لننتقل بعدها للتقرب من حاجة أخرى البالغة من العمر 64 سنة، و التي أوضحت لنا بأنه تحج للمرة الثانية على التوالي و هذه المرة ستنتقل رفقة ابنها إلى البقاع المقدسة، و بخصوص تكهناتها بالنتيجة التي سيحققها منتخبنا الوطني، أضافت قائلة:'' أخاف كثيرا من مشاهدة أية مباراة خاصة إذا تعلق الأمر بمنتخبنا الوطني و ذلك خوفا من الخسارة..و إن شاء الله نربحو ب3 أهداف مقابل هدف واحد فقط''..و أما الحاج شيهاب خميسي الذي كان محاطا بزوجته و ابنته اللتان رفضتا مفارقته، و لما اقتربنا به أكد لنا بأن الجزائر ستفوز بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد و سندعو لمنتخبنا بالبقاع المقدسة. غير أن الذي أثر في نفوسنا فعلا و نحن متواجدين بمطار هواري بومدين الدولي، حين اقتربنا من أحدى الحاجات صدفة، التي صرحت لنا بأنها تسكن بأحد ديار العجزة الكائنة بولاية عين تيموشنت، و أنها المرة الأولى التي تحج فيها، و قبل أن نتوجه إليها بالسؤال، اغرورقت عيناها بالدموع و راحت تبكي بحرقة لما رأت بقية الحجاج مرفوقين بأبنائهم و عائلاتهم و هي وجدت نفسها وحيدة من دون لا أهل و لا أقارب خاصة في هذا الظرف بالذات، كون أبنائها رموا بها في دور العجزة غير مكترثين بها، و رغم ذلك راحت تجيبنا عن سؤالنا بالقول: ''سنربح بهدفين مقابل هدف واحد و بلادنا في القلب''... الحاجة زينب من العاصمة: وليدي وصاني باش تكون الدعوة الأولى للخضر هي لحظات جد محزنة حين ترى أن أشخاصا في سن آبائنا و أمهاتنا مرميون في دور العجزة..تركنا تلك الحاجة رفقة زميلاتها لنتوجه بعدها لحاجة أخرى كانت تجلس لوحدها..اقتربنا منها و جلسنا بالقرب منها ورحنا نتبادل معها أطراف الحديث عن المنتخب الوطني، حين صرحت قائلة:'' ابني وصاني قبل ما نروح بلي الدعوة الأولى تكون للمنتخب الوطني باش يربح على الفراعنة و إن شاء الله نربحو بهدفين مقابل هدف واحد'' و عن الفريق الذي تناصره، أكدت لنا بأنها من مناصري فرق شباب بلوزداد و من محبي اللاعبين القدامى أمثال كالام و بطروني، غير أنه إذا تعلق الأمر بالمنتخب الوطني فأنا المناصرة رقم واحد.