يؤكد لنا في هذا الحوار الشيق، المهاجم الدولي السابق عبد الحميد مراكشي بأن المنتخب الوطني الجزائري بإمكانه تجاوز عقبة المنتخب المصري أمسية يوم السبت المقبل لعدة معطيات أبرزها التركيبة الحالية للمنتخب الحالي والعقلية الاحترافية التي أصبحت سمة راسخة لدى الرجال الواقفين خلفه. مراكشي تحدث بصراحته المعهودة عن الحرب الإعلامية الشرسة ضد الجزائريين من طرف الإعلام المصري حين أكد بأنها عادة ليست بغريبة عنهم معتبرا إياهم "شعبا مشهور بالهدرة"، مضيفا أن الجزائري يمتاز بمزاج حاد يجعله يتعامل مع هذه المعطيات بشكل مناسب. كيف هي أحوالك حميد ؟ الحمد لله أنا في صحة جيدة، وأموري تسير نحو الأحسن من يوم لآخر مع فريقي الجديد اتحاد تلمسان، حيث أعمل بكل جد وتفاني قصد تشريفي عقدي مع هذا النادي الذي منحني الفرصة لبعث مشواري من جديد. لقد كنت صاحب الفضل في تأهل فريقك أمام مرسى الحجاج لحساب منافسة الكأس ما تعليقك ؟ أن مهاجم ومن واجبي تسجيل الأهداف خلال المباريات والحمد لله وفقت في التسجيل خلال مباراة الكأس أول أمس واستطعنا مواصلة سلسلة نتائجنا الإيجابية بالتأهل إلى الدور المقبل من هذه المنافسة علما أننا نحتل ريادة الترتيب في بطولة الجهوي الأول لرابطة وهران وهدفنا تحقيق الصعود لبطولة ما بين الرابطات، وأنا دائما في خدمة الفريق ومستعد للعمل أكثر قصد تقديم الدعم الإضافي له هذا الموسم. بعيدا عن كل هذا، الشارع الرياضي الجزائري على موعد هام هذا السبت بمناسبة لقاء منتخبنا الوطني بنظيره المصري، كيف ترى هذه المواجهة ؟ هي مواجهة مصيرية بين فريقين ستحدد المتأهل لمونديال جنوب إفريقيا وهو ما يعني أن كل منتخب سيعمل المستحيل من أجل كسب تأشيرة التأهل، الأمر الذي سيجعل المباراة صعبة للغاية. ماهي حظوظ النخبة الوطنية في تحقيق حلم المونديال ؟ حظوظنا كبيرة في تحقيق ذلك، بالنظر إلى المستوى الحالي للمنتخب والتركيبة الحالية التي تشكله، إضافة إلى المستوى الكبير الذي ظهرنا به خلال التصفيات منذ بدايتها إلى موعد هذه المباراة، وأنا متفائل بل واثق من قدرة الجيل الحالي على تجاوز عقبة المصريين بكل سهولة لعدة معطيات لو سمحت لي بذكرها. تفضل.. لدينا تشكيلة جد ممتازة بعقلية احترافية تجعلها تلعب في أي مكان وزمان بدون أي مركب نقص، إضافة إلى امتلاكنا لمدرب داهية يملك من الخبرة ما يجعله يستطيع تحضير المنتخب بشكل جيد لهذا الموعد، ناهيك عن الظروف الحالية التي يسير بها المنتخب منذ عودة الرئيس محمد روراوة لسدة حكم الاتحادية الجزائرية. إذن أنت متفائل بتحقيق التأهل رغم أن المنتخب المصري بطل إفريقيا لمرتين متتاليتين ؟ تفاؤلي كبير بتحقيق التأهل وبنسبة كبيرة تحقيق الفوز بملعب القاهرة أمام المصريين بجماهيرهم العريضة، لأن الحديث عن الماضي والأمجاد لا يكفي لمسايرة الريتم الحالي لمنتخبنا الحالي المدعم بركائز شابة وتلعب في أعلى المستويات وفي أحسن البطولات العالمية، بينما منتخب مصر بكل صراحة بلغ الشيخوخة وستكون مواجهة الجزائر بمثابة النهاية المحتومة لهذا الجيل المصري. الإعلام المصري شن حملة شرسة على الجزائريين ورموز وطننا رغم أن الأمر يتعلق بمباراة في كرة القدم لا غير.. ما تعليقك ؟ يا أخي، المصريون ومنذ زمن طويل مشهورون بالهدرة والتباهي والتكبر وهذا سمة لازالت تشكل عقدة كبيرة لهم في مجاراة جيرانهم وحتى أشقائهم العرب وهذا ليس بجديد عليهم وأنا كجزائري قبل أن أكون لاعبا كنت أتوقع هذه الحملة الشرسة من طرفهم لكننا نقولها بكل علانية "الجزائري فحل، راجل وعندو النيف". لقد وصل بهم الأمر إلى حد حرق العلم الجزائري ؟ نحن نقول لهم افعلوا ماشئتم وعلم الجزائر غالي لدى أبنائه لأنه ضحّى من أجله مليون ونصف المليون شهيد ويعيش على بقاء رايته عاليا أكثر من 35 مليون جزائري في الوقت الراهن، ولذلك أقول لهم إن كنتم قد أقدمتم على حرق رايتنا الوطنية فإن ردنا عليكم سيكون فوق المستطيل الأخضر وسنحرق قلوبكم يوم 14 نوفمبر بسرق أغلى حلم لديكم حاليا وهذا من أجل أن يكون درسا كبيرا لكم في كرة القدم وكذلك في حياتكم اليومية مع الآخرين. مراكشي، هل سبق لك اللعب أمام مصر بملعب القاهرة ؟ بالفعل، فقد كانت المناسبة خلال تصفيات كأس إفريقيا حيث كنت ضمن المنتخب الوطني العسكري حيث دخلت بديلا للمهاجم علي موسى الذي أحييه بالمناسبة، وتمكنت من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 86 من المباراة أمام دهشة المصريين. وكيف كانت الأجواء المحيطة بالمباراة ؟ أجواء مكهربة حاول فيها المصريون التأثير علينا من خلال ملأ المدرجات بأكثر من 60 ألف عسكري وهذا من أجل ترهيبنا لكن تركيزنا كان في المباراة وهو ما مكننا من تحقيق الفوز. وكيف تتوقع الأجواء خلال مواجهتنا لمصر هذا السبت ؟ بطبيعة الحال فإن المصريين سيكونون مضطرين لفعل أي شيء من أجل التأثير على معنويات وتركيز لاعبينا منذ أن تطأ أقدامهم مصر سواء بالمطار أو في الفندق وحتى قبل بداية المباراة أو بعدها، لأن من عادتهم فعل مثل هذه الأشياء غير الرياضية خاصة عند مواجهتهم لمنتخبنا الوطني. وماهي النصيحة التي تقدمها لأشبال سعدان في هذا الشأن ؟ أظن أن اللاعبين الحاليين بقيادة المدرب القدير رابح سعدان الذي يبقى شخصية عزيزة عليّ، ليسوا بحاجة إلى النصيحة فهم رغم أنهم شباب إلا أنهم يمتازون بحنكة واحترافية كبيرتين تجعلهم بكل بساطة يتجاوزون استفزازات المصريين، فأنا أنصحهم فقط بأن يكونوا رجالا بأتم معنى الكلمة خلال هذه المباراة لأنهم سيواجهون 11 لاعبا فوق أرضية الميدان التي ستكون الفاصل الوحيد في تحديد هوية المترشح للمونديال والذي سيكون الجزائر بنسبة كبيرة. لكنهم يعولون على دعم أكثر من 80 ألف مصري خلال هذا اللقاء ؟ هم لديهم 80 ألف مناصر وفريقنا وراءه أكثر من 35 مليون جزائري، وهذا كسبيل للمقارنة يخص سؤالك حول الدعم الجزائري، وأنا أقول لك أن لاعبينا الحاليين متعودون على اللعب في أعلى المستويات وأمام أكثر من 100 ألف متفرج، والمقارنة كبيرة، فزياني ومطمور وعنتر يحيى يلعبون أسبوعيا ضمن البطولة الألمانية التي تشهد ضغطا كبيرا من خلال الحضور الجماهيري الكبير الذي يميزها، إضافة إلى بوڤرة في البطولة الإستكلندية وغزال ومغني في إيطاليا وغيلاس وبلحاج ويبدة في إنجلترا، وبالتالي لا مجال لتأثير الجمهور على لاعبينا في هذه المباراة. حميد بكل صراحة، لو كنت معنيا بهذه المباراة كيف يكون تعاملك مع استفزازات المصريين ؟ كل لاعب يتمنى أن يكون على موعد تاريخي كهذا، ولكن رغم ذلك فإن شعوري بالمسؤولية الملقاة على عاتقي يجعلني أضع كامل تركيزي في المباراة وخاصة في التسعين دقيقة ولا يجب أن أبالي بما يفعله الجميع خارج أرضية الميدان، وهو الشيئ المطلوب من لاعبينا الحاليين حيث عليهم التفكير فقط بأن تحقيقهم الفوز سيدخل الفرحة لبلد بأكمله عاش طيلة 24 عاما ينتظر تحقيق حلمه بالوصول إلى المونديال، وهنا يجب أن أوضح بعض الأمور... تفضل.. الجزائر بلد عظيم له تقاليد عريقة في كرة القدم قبل العديد من الدول الإفريقية ولهدا فإن غيابها عن المحافل الدولية لعدة سنوات أمر محزن للغاية حيث أصبحنا نفشل حتى في تحقيق حلم التأهل إلى كأس إفريقيا رغم أننا لدينا الإمكانيات اللازمة لتحقيق أكبر من ذلك، فبماذا تفوقنا الكامرون، نيجيريا والسنغال التي كانت تخشى مواجهة الجزائر، وبماذا يفوق الكامروني والنيجيري الجزائري حتى يلعب في الريال، أسي ميلان وبرشلونة، يجب ألا نستصغر أنفسنا ونرى الأمور من نظرة تفاؤل وقدرة على تحقيق أي شيء فعندما ترى مغني في إيطاليا وزياني في ألمانيا وبوڤرة بإمكانيات كبيرة يجب أن نرفع رؤوسنا ونأمل في تحقيق الأحسن، حيث يجب أن نتعلم جيدا من الفريق الحالي قصد بناء استراتيجية جديدة لكرة القدم الجزائرية. ماهي الطريقة التي تتوقع اعتمادها من قبل الشيخ سعدان في هذه المباراة ؟ أظن أن الشيخ القدير رابح سعدان يدرك جيدا أهمية المباراة ويدرك جيدا أن التكتل في الدفاع سيجعل عبء المباراة علينا أثقل، ولهذا أتوقع أن نلعب بطريقة هجومية حذرة لأننا نملك مهاجمين يحسنون التهديف وترجمة الفرص إلى أهداف، على غرار مطمور وغزال، أنا متفائل بتسجيل منتخبنا على الأقل لهدف خلال هذه المباراة وهو ما سيقضي على أحلام المصريين. ماذا يمثل يوم 14 نوفمبر في حياة حميد مراكشي ؟ هو يوم كبير بالنسبة لبلدنا الحبيب، متفائل بأن الجزائر ستعيش أسعد اللحظات عقب نهاية المباراة لأننا الأجدر بالتأهل إلى المونديال والأكيد أنني سأكون أول المهللين بالانتصار وإقامة الأفراح، وأقول كلمة للاعبي المنتخب في هذا المقام وأنا لدي تجربة فيما أقول، فعندما تسعد أمة بأكملها فهذا أمر نادر جدا وله طعم خاص لدى أي لاعب، لأن الإخفاق صعب جدا والشعب الجزائري بحاجة إلى المزيد من الأفراح بعد عشرية سوداء عانى منها كثيرا من ويلات الإرهاب الدموي. حميد، أشكرك على صراحتك الكبيرة ولك في الأخير ما تقول ؟ أولا، أشكركم جزيل الشكر على الاهتمام الكبير الذي أوليتموني إياه عبر جريدتكم المحترمة والتي أتمنى لها كل النجاح والتوفيق، فأنا بفضلكم لازلت أتواصل مع الجمهور الرياضي الجزائري المتعطش للانتصارات التي نتمنى ان تتواصل يوم السبت المقبل بملعب القاهرة، وذلك من أجل أن نفرج جميعا بعودة الكرة الجزائرية إلى مقامها الطبيعي مع الكبار مثلما كانت عليه في السابق.