أعرب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون عن "انشغاله" بمصير المناضلة الصحراوية لحقوق الإنسان اميناتو حيدر التي تشن إضرابا عن الطعام منذ ثلاثة أسابيع. و قد شرعت المناضلة الصحراوية التي تبلغ 42 سنة في إضراب عن الطعام يوم 16 نوفمبر المنصرم بلاثاروتي (إسبانيا) للمطالبة بحقها في العودة إلى وطنها بالعيونالمحتلة. ومنعتها السلطات المغربية من هذا الحق و لكن السيدة حيدر عبرت عن رغبتها في مواصلة مسعاها إلى غاية النهاية على الرغم من الضغوطات التي مارستها عليها إسبانيا. و أمام هذا الوضع دعا الأمين العام للأمم المتحدةإسبانيا و المغرب إلى التفكير في كل إجراء من شانه "تسهيل حل هذا المشكل و وضع حد للمأزق الحالي". و أكد الناطق باسم السيد بان كي مون السيد مارتان نيسيركي أن منظمة الأممالمتحدة "تدرس الوسائل التي يمكنها أن تساعد بها على حل وضعية السيدة حيدر". و رفضت المناضلة الصحراوية التي شرعت أمس الاثنين في ثالث أسبوع لإضرابها عن الطعام غير المحدود "أي علاج طبي" و نددت بالضغوطات التي تمارسها عليها إسبانيا لحملها على توقيف مسعاها بدل الضغط على المغرب لكي تتمكن من العودة إلى الصحراء الغربية. و في بيان قرأه أمس الاثنين فيرناندو بيراهيتا عضو في أرضية دعم اميناتو حيدر بمطار لاثاروتي أوضحت المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان أن قرارها اتخذته عقب التصرف الذي قام به مساء يوم الأحد قاضي تحقيق كان مرفوقا بطبيب شرعي كلف بإجراء خبرة طبية لتحديد وضعيتها الصحية. و تلح الحكومة الإسبانية على أن توقف المناضلة الصحراوية إضرابها عن الطعام حتى و أن تطلب الأمر اللجوء إلى قرار محكمة لضمان "بقاء حيدر على قيد الحياة وسلامتها الجسدية بما في ذلك إدخالها المستشفى". و أكدت السيدة حيدر أن الطريقة "العنيفة" التي دخل بها القاضي إلى غرفتها بمطار لاثاروتي "أرهبتها" و أشبهت تصرفه بتصرف "الشرطة المغربية عندما أشعل الضوء و أخرج كل الأشخاص الذين كانوا معي". و اكدت المناضلة الصحراوية ان تصرف القاضي "دفعني الى اتخاذ قرار عدم قبول اي عناية طبية عمومية او خاصة" مضيفة انها "هددت" لارغامها على وقف اضرابها عن الطعام بالقوة "و هذا يعد انتهاكا لحقوقي لان ذلك يتنافى مع القانون و حقوق الانسان". واكدت السيدة حيدر للصحافة بالرغم من تدهور حالتها الصحية عزمها على مواصلة اضرابها عن الطعام "الى غاية ايجاد حل لتمكيني من العودة الى بيتي بالعيونالمحتلة" قائلة "في حالة وفاتي الحكومة الاسبانية هي التي ستتحمل النتائج القانونية و المعنوية". و كان المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين السيد انطونيو غوتيراس قد دعا يوم الجمعة الفارط كلا من المغرب و إسبانيا إلى تسهيل عملية اعادة أميناتو حيدر إلى مدينة العيونالمحتلة. و أوضحت المفوضية السامية للاجئين في بيان لها أنه "بالنظر الى التدهور السريع للحالة الصحية للسيدة أميناتو حيدر التي تشن اضرابا عن الطعام في مطار لانثاروتي منذ ال16 نوفمبر فان المفوض السامي يوجه نداء بمقتضى المساعي الحميدة للمفوضية السامية للاجئين و لدواعي انسانية محضة الى حكومتي البلدين المعنيين مباشرة ألا وهما اسبانيا و المغرب من أجل التفكير في أي إجراء من شأنه تسهيل اعادتها الى وطنها و اخراجها من المأزق الحالي". و في تصريح له دعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جان بينغ السلطات المغربية الى السماح للمناضلة الصحراوية السيدة اميناتو حيدر بالعودة الى وطنها الصحراء الغربية. و جاء في نص التصريح أن "رئيس المفوضية ينضم إلى الأطراف الفاعلة الدولية الأخرى لمطالبة السلطات المغربية بالسماح للسيدة اميناتو حيدر بالعودة الى الصحراء الغربية". و أضاف نفس المصدر ان " رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي يواصل رصد التطورات الاخيرة في الصحراء الغربية عن كثب و خاصة ما تعلق منها بوضعية حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية و كذا الحالة الخاصة لطرد أميناتو حيدر المناضلة الصحراوية لحقوق الانسان".