وصلت المناضلة الحقوقية الصحراوية أمينتو حيدر أمس، إلى مطار العيون بالصحراء الغربية قادمة من اسبانيا على متن طائرة طبية، بعد أن خاضت إضرابا عن الطعام تجاوز الشهر، جعلها محطّ أنظار الحقوقيين في العالم وخلّف تضامنا غير مسبوق معها وإعطاء نفس جديد للقضية التي أصبح لها وزنها العالمي، أين استجاب النظام المغربي لشروط الناشطة مجبرا غير مخيّر تحت وقع الضغوط الدولية الذي لمس التعدي المغربي الواضح على القوانين الأممية. أفرجت قضية المناضلة الصحراوية التي قرّرت أن تفدي نفسها في سبيل القضية الصحراوية إذا لم يعترف بحقها في ممارسة الحريات، منها حقها بامتلاك جواز سفر تمثل بها بلدها أحسن تمثيل، وهو ما تحقّق بعد أن وصلت أمينتو حيدر بسلام إلى منزلها بشرف وفق شروطها مما أعطها حقا صفة غاندي الصحراء الغربية، حيث استقبلت هذه البنت البارة بالزغاريد وبفرحة عارمة، لا تماثلها إلا فرحة انتصار إرادة وصمود هذه البطلة أمام همجية الاحتلال، أين صرحت أن عودتها للعيون المحتلة تعتبر انتصارا للقضية الصحراوية بعد 32 يوما من الإضراب عن الطعام بمطار لانثاروتيالذي بعد أبعدت إليه من قبل السلطات المغربية وصادرت جواز سفرها، وقالت حيدر »انه انتصار للقانون الدولي ولحقوق الإنسان والعدالة الدولية وكذا للقضية الصحراوية«. ووسط ترحيب دولي بانفراج القضية، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن سرورها لقرار السلطات المغربية السماح بعودة حيدر، الحاصلة على جائزة روبرت كيندي لحقوق الإنسان إلى وطنها ومسقط رأسها بشموخ، وأشادت بالإرادة غير متناهية للمناضلة، وجددت دعم أمريكا لمساعي الأممالمتحدة الرامية لحل وفق اللوائح الأممية،حيث قالت »إنني انضم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الدعوة إلى جولة خامسة من محادثات مانهاست برعاية الأممالمتحدة في أقرب موعد ممكن، معبرة عن دعمها القوي للمبعوث الاممي كريستوفر روس وجهوده الرامية لإيجاد حل للقضية«. واعتبرت رئاسة الجمهورية الصحراوية، في بيان لها أن عودة الناشطة الحقوقية الصحراوية، أمينتو حيدر إلى وطنها المحتل هي حق طبيعي ومشروع يعبر عن انتصار للشرعية الدولية ولحقوق الإنسان، وهنأت الرئاسة الصحراوية الناشطة على شجاعتها وصمودها وإصرارها على التشبث بالحق والقانون والمقاومة السلمية المشروعة، وتحملها في سبيل ذلك أصعب الظروف، رغم حالتها الصحية المتأثرة بسنوات الاعتقال والاختفاء القسري. يذكر أن أبعاد قضية إضراب المناضلة عن الطعام أدى إلى خلاف دبلوماسي بين مدريد والرباط، إلا أن باريس لعبت دورا حاسما في إنهائه، حيث أعلن قصر الاليزيه في بيان نشر أن الرئيس نيكولا ساركوزي طلب من المغرب السماح بالعودة للمناضلة وفق شروطها، وهو ما حدث فعلا بعد ضغوط دولية. وكانت أميناتو حيدر قد شرعت في إضراب عن الطعام يوم 16 نوفمبر المنصرم بلاثاروتي بإسبانيا للمطالبة بحقها في العودة إلى وطنها بالعيونالمحتلة، مكتفية بتناول الماء المحلي بالسكر، أين أصرت الناشطة والحقوقية الصحراوية على رفض كل المحاولات الإسبانية الرامية لتجريدها من هويتها بعد أن اشتركت هذه الأخيرة في جريمة الإبعاد القسري التي ارتكبتها المملكة المغربية ضدها، حيث رفضت عرض وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس القاضي بمنحها الجنسية الإسبانية، وجددت تمسكها بحقها في العودة لوطنها دون قيد أو شرط. وتفيد بعض المصادر أن التسوية لقضية المناضلة الصحراوية لم تكن سهلة، بل جاءت بعد ضغوطات دولية وأممية على المغرب، لاسيما أن القضية عرفت تضامن غير مسبوق وتسابق عبر مختلف عواصم العالم، خاصة باسبانيا، السويد، بلجيكا وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن الاتفاق جاء بعد جولات من المفاوضات جمعت بين مسؤولين سامين في اسبانية ونظرائهم من المغرب، بإشراف من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبرعاية هيئة الأممالمتحدة.