قامت مصالح الأمن بتسليح البدو الرحل المنتشرين بولاية المسيلة، في إطار الدفاع الذاتي لحماية ممتلكاتهم ومواشيهم، في ظل تسجيل تفاقم الإعتداءات عليهم من طرف لصوص المواشي، في ظل استقرار هؤلاء في المناطق النائية والجبلية، كما أقدمت السلطات الأمنية على تسليح هؤلاء لمواجهة التهديدات الإرهابية، على خلفية أن المنطقة تعتبر ممر عبور نشطاء التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال. كشف الرائد نوري بن مهدي قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة أول أمس، أن مصالح الأمن قامت بجرد جميع أفراد البدو الرحل المتمركزين بتراب الولاية، وتم إحصاؤهم جميعا لتحديد هوياتهم، وقال أن 90 بالمائة من البدو الرحل، تم تسليحهم في إطار الدفاع الذاتي لمواجهة الإعتداءات المتكررة من طرف لصوص المواشي، الذين أصبحوا يستهدفون البدو الرحل للسطو على ممتلكاتهم وأيضا مواجهة "اعتداءات أخرى". وتابع القول:"إن هؤلاء يستقرون مع مواشيهم في مناطق تخضع للرقابة، كما تقوم مصالح الدرك بمتابعة تحركاتهم وتنقلاتهم ورصد أية تحركات مشبوهة، من خلال تفعيل العمل الإستعلاماتي "، وكانت "النهار" قد سألت قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة عن الإجراءات التي تكون قد اتخذتها مصالحه لمراقبة البدو الرحل بالمنطقة، على خلفية تفكيك شبكات دعم وإسناد الجماعات الإرهابية تضم عناصر من البدو الرحل كانوا يوفرون المعلومات عن تحركات أفراد الأمن والإيواء للإرهابيين، واعترف الموقوفون أثناء التحقيق أنهم اضطروا إلى ذلك "تحت ضغط الجماعات الإرهابية " التي تتحرك في منطقة تواجدهم، وهي غالبا مناطق رعوية في أماكن معزولة وجبلية. وكانت تحقيقات أمنية سابقة في قضايا سرقة المواشي، قد كشفت عن لجوء الشبكات الإجرامية إلى تسميم كلاب الحراسة، لتسهيل السطو على رؤوس الغنم والماعز. وحرص الرائد بن مهدي على القول أن:"هؤلاء البدو الرحل أصبحوا متعاونين مع مصالح الأمن، ويوفرون معلومات عن التحركات المشبوهة "، وتقوم مصالح الدرك بتكثيف الدوريات لأماكن تمركز البدو الرحل مع مداهمات لها، إضافة إلى متابعة تنقلاتهم من منطقة إلى أخرى. وفي موضوع متصل؛ أشار قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة، أن المسدسات الآلية من نوع بيريطا التي حجزتها مصالحه العام الماضي " هي حقيقية وليست تقليدية الصنع "، كما أن أغلب بنادق الصيد المسترجعة حقيقية "وعدد الأسلحة تقليدية الصنع محدود"، وقال الرائد بن مهدي أن التحقيقات لم تتوصل بعد إلى تحديد مصدرها الحقيقي"، لكنها أصلية ودخلت الولاية عن طريق شبكات التهريب". وتشير تقارير أمنية إلى أن المسدسات الآلية تهرب من إيطاليا نحو مصر ومنها إلى ليبيا، لتدخل الجزائر عبر الحدود الشرقية، وتصنع هذه المسدسات في ورشات ومصانع موازية بإيطاليا، تكون غير مرقمة ولا تخضع للرقم التسلسلي ويقتنيها المهربون بحوالي 2.5 مليون سنتيم، لتصل في سوق المسيلة إلى 8 و 10 مليون سنتيم. وكثفت مصالح الدرك من نشاطها في مكافحة تهريب الأسلحة النارية لوجود مخاوف من التنسيق بين المهربين والجماعات الإرهابية التي عادت للنشاط بالمسيلة بشكل لافت في الأشهر الأخيرة، وذلك باختراق شبكات المتاجرة بالسلاح. وكانت مصالح المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة، قد عالجت عام 2009، 25 قضية تتعلق بالمتاجرة وحيازة أسلحة و متفجرات، أسفرت عن توقيف 48 شخصا، وتم في هذه العمليات استرجاع 27 بندقية صيد و 4 مسدسات آلية، إضافة إلى 5 نظارات ميدان، وكمية من المواد التي تدخل في صنع الماد المتفجرة، منها أكثر من 1 كغ من البارود الأسود.