تتوفر أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب على معلومات تفيد بنزوح العديد من الإرهابيين منهم مرشحون لتنفيذ اعتداءات انتحارية الى بعض ولايات الشرق الجزائري التي لا تعرف نشاطا إرهابيا لافتا. * * وعلم أن تعليمات تم توجيهها الى مختلف مصالح الأمن لتكثيف العمل الإستعلاماتي ورصد التحركات المشبوهة لإرهابيين يحتمل أنهم زحفوا الى ولايتي بسكرةوالمسيلة على خلفية أنها مناطق آمنة نسبيا، وأكدت مصادر "الشروق" أن هؤلاء تم تجنيدهم لتنفيذ اعتداءات انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة لتحقيق الصدى الإعلامي. * ويلفت متتبعون للشأن الأمني الانتباه الى الخريطة الجديدة للنشاط الإرهابي استنادا الى الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي تركزت خاصة بولايات الشرق، أبرزها مجزرة البرج التي طرحت العديد من التساؤلات على خلفية أنها وقعت في منطقة لم تشهد نشاطا إرهابيا حتى في عهد "الجيا" وتعد الأعنف من حيث الحصيلة منذ عدة شهور. * واستبعد متتبع للشأن الأمني، أن تكون قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة المدعو "عبد المالك درودكال" (أبو مصعب عبد الودود) قد غيرت استراتجيتها وانتقلت مجددا الى الحواجز المزيفة والكمائن باستهداف أفراد الأمن، وأدرج العمليات الأخيرة ضمن إعادة ترتيب البيت بجمع السلاح وكذلك استدراج مصالح الامن التي ستتجه الى عمليات عسكرية في منطقة الإعتداء، وهو ما سيسمح للإرهابيين بالتنقل بحرية كما وقع ببجاية، خاصة في ظل وجود مخطط "تحويلات" في صفوف التنظيم الإرهابي حسب معلومات تتوفر عليها مصالح الأمن من تائبين وإرهابيين موقوفين، حيث تم إيفاد العديد من الإرهابيين المصنفين ضمن أخطر العناصر المبحوث عنهم والمرشحين لتنفيذ اعتداءات انتحارية من المعاقل الرئيسية بالوسط باتجاه المناطق الشرقية الآمنة نسبيا لعدم لفت انتباه مصالح الأمن، وعلم أنه تم تحويل إرهابيين الى بسكرةجنوب شرق العاصمة والمسيلة التي تعتبر ممرا من الجلفة عبر السلسلة الجبلية جبل بوكحيل باتجاه الشمال والشرق، حيث تمكنت مصالح الأمن من تفكيك شبكة دعم بولاية بسكرة وقبلها بولاية المسيلة تضم عناصر من البدو الرحل كانوا يضمنون الإيواء والمعلومات للإرهابيين. * "الجماعة السلفية" اليوم تراهن، برأي مراقبين، على إمرة الشرق بزعامة "أحمد جبري" المدعو "أبو خيثمة" الذي يعد ايضا عضوا في مجلس الأعيان ويعتبر صاحب قرار وعضو مؤثر في قرارات قيادة التنظيم الإرهابي. كما يعد من نشطاء "الجيا" وكان أميرا لولايات الشرق، تحت إمرة "عنتر زوابري"، لكن اللافت، أن قيادة التنظيم الإرهابي تراهن ايضا على المجندين الأجانب خاصة الليبيين لتنفيذ عمليات انتحارية حيث يسعى التنظيم الإرهابي الى تجنيد عدد من هؤلاء، أكدت مصادر تشتغل على الملف الأمني رصد محاولات لتوفير المواد المتفجرة. وما يعزز هذا الطرح، أن المدعو "أبو يحيى الليبي" يصنف اليوم ضمن "الزعيم الروحي" لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقال خبير أمني إن "أبو يحيى الليبي" هو بمثابة "بن لادن" في منطقة المغرب العربي خاصة بعد شريط الفيديو الأخير التي أشارت إليه "الشروق" بالتفصيل في عدد سابق ، وتزامن مع بحث قيادة درودكال عن مرجعية لنشاطها في ظل الحملة الواسعة للعلماء الذين طعنوا في شرعية الاعتداءات الإرهابية والإنتحارية، ولتنفيذ "خطة الطريق" التي حددها "الليبي" في هذا الشريط بتصعيد أعمال العنف في الجزائر للتأكيد على أن جماعة درودكال هي تنظيم إقليمي وسيتم الرهان على الأجانب من المغاربة المجندين في صفوفها بعد "النداء" الذي أطلقه أبو يحيى الليبي للالتحاق بالتنظيم الإرهابي.