قال إن تاريخ الثورة التحريرية في خطر كبير.. الرائد لخضر بورڤعة: علي هارون: «بعد سنتين من الآن لن تجدوا أي مجاهد يروي لكم حقيقة الثورة» حذّر المجاهد الرائد لخضر بورڤعة من تشويه تاريخ الثورة الجزائرية الذي قال إنه في خطر، متأسفا عن وجود أساتذة يدرسون التلاميذ يجهلون الكثير من الأمور، حيث وصفهم بالأساتذة الناكرين وذوي خلفيات سياسية وعقائدية. شكّل موضوع تنظيم أولى العمليات الفدائية من قبل جبهة التحرير الوطني بأرض المستعمر الفرنسي إبان الثورة التحريرية محور ندوة تاريخية نظمت، أمس، بمبادرة من جمعية «مشعل الشهيد» بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى. وأبرز رئيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، علي هارون، أن هذه العمليات التي باشرتها الجبهة، في 25 أوت 1958، أكدت قوة الثورة الجزائرية التي تمكنت من نقل ساحة المعارك إلى عقر دار العدو. موضّحا بأن تنظيم هذه العمليات الفدائية كان يرمي إلى فتح جناح آخر للثورة، من أجل إضعاف القدرة الفرنسية الاستعمارية ودفعها إلى الاقتناع بأن الجزائر ليست أرضا فرنسية. وبعد أن وصف هذه العمليات بالملحمة الوطنية التي تعكس نضال الجالية الجزائريةبفرنسا، تطرق إلى أهم مراحل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا والشخصيات التي ساهمت في تأسيسها. وبالمناسبة، ذكر بالمهام المنوطة بهذه الفيدرالية، مركزا على دورها في نشر إيديولوجية جبهة التحرير الوطني، إلى جانب التعريف بها لدى الأوساط الجزائرية المغتربة. وهي الجالية التي ساهمت بنسبة تفوق 80 ٪ من ميزانية الحكومة المؤقتة للدولة الجزائرية، حيث كان المناضل الواحد يدفع من 3 إلى 5 آلاف فرنك آنذاك، وقد بلغ عدد المناضلين 250 ألف مناضل. وانتقد علي هارون بشدة نشر بعض المجاهدين لتصريحات خاطئة عبر وسائل الإعلام قائلا: «عيب علينا نكذبو.. لكن على عامين ما يبقى حتى مجاهد يحكيلكم الحقيقة». ومن جهته، أدلى المجاهد لخضر بورڤعة بشهادته حول دور فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في تسريع استرجاع السيادة الوطنية. مبرزا أن الهدف من وراء إنشاء هذه الفيدرالية يتمثل في رفع الخناق الذي ضربته فرنسا على المجاهدين في الداخل وتنظيم الجالية بالمهجر. من جانبه،اعتبر المجاهد محمد بوسماحة تنظيم العمليات الفدائية بفرنسا بمثابة محطة مفصلية في تاريخ الثورة التحريرية، وذلك بالنظر إلى الصدى الإعلامي الذي حققته هذه العمليات في التعريف بالقضية الوطنية. للإشارة، فإن فيدرالية جبهة التحرير الوطني باشرت عملياتها الفدائية بفرنسا، في 25 أوت 1958، حيث بلغ عددها في تلك الليلة 80 عملية تفجيرية مست مراكز الشرطة ووحدات تخزين وتوزيع الوقود، وغيرها من المرافق الحساسة.