توفي، اليوم السبت، الشيخ والعلامة معمري مسعود بن علي و إمام مسجد الشيخ العدواني، اقدم مسجد بُني في الولاية، عن عمر يناهز 92 سنة. الشيخ من مواليد 1 جوان 1927م ببلدة الزقم، حفظ القران الكريم على يد شيوخ من البلدة الشهيد معمري عبد الرحمان ، معامير محمد الساسي، برباري مسعود وأحمودة عثمان . كما تعلّم سي مسعود علوم القرآن على يد الشيخ الشهيد كلكامي إبراهيم . وأثناء الثورة كان الشيخ مكلّف بجمع الأموال وغيرها من التبرّعات تحت قيادة أخيه الشهيد معمري عبد الرحمان. تولى إمامة المصلين منذ سبتمبر 1946م وعمره لا يتجاوز حينها 19 سنة. وبعد حوادث رمضان 1957م واستشهاد الشيخين معمري عبد الرحمان و كلكامي إبراهيم، و في تلك الأجواء المشحونة بالحزن تقدّم الشيخ إلى إمامة المصلين بمسجد العدواني إماما و خطيبا بصفة متطوّع. بعدها انخرط في السلك الديني بصفة رسميّة كإمام بالعدواني سنة 1963م. بالإضافة إلى عمله اليومي كإمام ، تفرغ الشيخ إلى تعليم القرآن للصغار و الكبار لكلا الجنسين. بالإضافة إلى تقديمه حلقات الدروس بمسجد العدواني التي استمر فيها حتى اقعده المرض عنها قبل عامين. تتلمذ على يده أكبر الشيوخ على غرار الشيخ يوسف ابراهمي، بالعقون إبراهيم، محضي الطيب، اشتكح عبد الرحمان، بدر الدين عبد الرحمان و غيرهم. يعتبر الشيخ مرجعا دينيا يُلجأ إليه في الفتوى وعقود الزواج والجنائر وإصلاح ذات البين. كما يعتبر أيضا مرجعا تاريخيا موثوقا لكل الأحداث والوقائع التي جرت خلال القرن الماضي بالمنطقة. من مناقب الشيخ أنه عند مرضه الشديد امتنع عن الفتوى تورّعا حتى لا يخطيء بالفتوى. وستكون الجنازة اليوم بعد صلاة العصر لتوديع المجاهد والعلامة و المصلح الذين بصم تاريخا لن يمحى في خدمة القرآن الكريم والبلاد والعباد .