قرر المجلس الشعبي الوطني القيام بدراسة شاملة على شاكلة تحقيق يعدها الباحثون والمختصون في التربية من أجل التوصل إلى الأسباب الكامنة وراء سلسلة الإضرابات والاحتجاجات التي أصبحت تشنها النقابات في كل مناسبة، خاصة بعد الإضراب الأخير الذي دام 21 يوما، وتسبب في تضييع التلاميذ لأزيد من 14 درسا في مختلف الأطوار التعليمية، في الوقت الذي وجدت الوزارة نفسها مجبرة على اتخاذ إجراءات استعجالية لاستدراك كافة الحصص التدريسية الضائعة. وفي هذا الشأن، أوضح قيجي محمد، رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية أمس، في لقاء مع "النهار"، أن هيئته قد قررت الشروع في دراسة شاملة سيشرف عليها باحثون ومختصون في المجال لدراسة الأسباب الكامنة وراء عودة الإضرابات إلى القطاع خاصة بعد أعنف إضراب دام 21 يوما، مؤكدا في ذات السياق بأنه سيتم استدعاء المسؤول الأول عن القطاع أبو بكر بن بوزيد وكافة الشركاء الإجتماعيين الممثلين في نقابات التربية السبعة المعتمدة، وذلك بغية تقريب وجهات النظر للحفاظ على مصلحة الأساتذة والمربين وكذا مصلحة التلاميذ، خاصة أنهم مقبلون على اختبارات الفصل الثاني ومن ثمة انتهاء هذا الأخير ودخول الفصل الثالث قصير الفترة الدراسية، أين سيكون التلاميذ على موعد مع اختبارات نهاية السنة، وكذا الامتحانات الرسمية (شهادة نهاية المرحلة الابتدائية، شهادة المتوسط وشهادة البكالوريا). من جهة ثانية، أكد المسؤول الأول عن اللجنة، بأنه لأول مرة سيتم الشروع أيضا في تقييم الإصلاحات في المنظومة التربوية التي شرعت الدولة في تجسديها على أرض الواقع منذ 6 سنوات بمبادرة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى جانب التطرق إلى الأهداف المحققة في الميدان، علما أن أول حصيلة للإصلاحات كان قد عرضها الوزير بن بوزيد على رئيس الجمهورية خلال جلسة الإستماع التي انعقدت في رمضان الفارط، بحيث تمت الإشارة إلى أن برنامج الإصلاح قد مس إلى حد الساعة 185 برنامج شهد 134 منها تخفيفا في الأطوار التعليمية الثلاثة والتي عرفت تقليصا للحجم الساعي تراوح بين 3 ساعات في الطور الابتدائي وساعة واحدة في بعض فروع الطور الثانوي. بالمقابل شهدت الكتب أيضا مراجعة معمقة خصت 151 عنوان والتي تخضع لمراقبة لجان مختصة تم تنصيبها على مستوى المعهد الوطني للبحث في مجال التربية. وأضاف محمد قيجي، أن اللجنة ستقوم أيضا بخرجات ميدانية، بزيارة مدارس ابتدائية، متوسطات، ثانويات وجامعات وكذا مرفق من المرافق التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ومن ثمة التقرب من نقابات التربية والإستماع إلى انشغالاتهم ورفعها إلى السلطات الوصية.