أخذ الإضراب الذي يشهده قطاع التربية الوطنية أبعادا خطيرة، نهاية الأسبوع، بسبب خروج التلاميذ إلى الشوارع في مسيرات عفوية عاشتها بعض الولايات مثل وهران وسعيدة، شارك فيها مئات التلاميذ عبروا عن غضبهم وتخوفاتهم من استمرار الانسداد الذي يمنعهم من متابعة دروسهم بشكل عادي. والملفت للانتباه في خروج التلاميذ إلى الشوارع، هو تلك المناشير التي كانت متداولة بين تلاميذ ولاية وهران، والتي انتشرت عبر كل ثانويات الولاية، مضمونها دعوة التلاميذ للخروج إلى الشوارع واستنكار الأوضاع التي يتخبطون فيها، يحمل ختم النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السنابست” وتوقيع منسقها الوطني، مزيان مريان، وهو ما حصل في واقع الأمر، إذ تدفقت أعداد كبيرة من كل الثانويات في مسيرات تضم تلاميذ من مختلف الأقسام إلى الشوارع وجابت معظم المسالك وأدت إلى عرقلة حركة المرور، لتنتهي بتنظيم تجمع حاشد أمام مقر مديرية التربية، طالب خلاله المعتصمون بتخفيف البرنامج الدراسي، بسبب التطورات التي عرفها سير الموسم الدراسي، مقترحين في جلسات العمل التي جمعتهم بمدير التربية وممثلي أولياء التلاميذ بإلغاء الفصل الثالث كلية. وكرد فعل منها، سارعت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني إلى التبرؤ من المناشير المحرضة للتلاميذ عن طريق بيان رسمي، متهمة أطرافا مجهولة بتزوير ختم النقابة وتوقيع رئيسها لتحقيق مآرب خارجة عن قناعات النقابة وأهدافها. كما قدم السيد مزيان مريان شكوى رسمية عن الواقعة أمام وكيل الجمهورية المختص ضد مجهول، وأخرى أمام مصالح الشرطة من أجل فتح تحقيق في الواقعة. وتشتم مصادر نقابية من حادثة المناشير التحريضية التي تم تداولها بين التلاميذ في وهران، محاولات الهدف منها تكسير الإضراب الذي تشنه نقابات القطاع عن طريق إدخال التلاميذ في الموضوع لتشكيل ضغط على الأساتذة ينتهي بهم إلى توقيف احتجاجهم الوطني واستئناف التدريس، في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات الحالية إمكانية اتساع رقعة الاحتجاجات في الأيام المقبلة، إذا لم تجد السلطات المركزية الحلول المناسبة لامتصاص غضب المضربين، إذ أن نقابة السنابست، التي جمدت إضرابها بعد إعلان وزارة التربية عن الزيادات الأخيرة في الأجور، أعطت تعليمات لفروعها لعقد مجالسها الولائية نهار اليوم، على أن يتم عقد المكتب الوطني مباشرة بعد ذلك من أجل اتخاذ القرار الملائم بناء على رغبة الأساتذة في القواعد. كما كشفت مصادر عليمة عن التحاق بعض النقابات بالإضراب مثل نقابة مستخدمي المصالح الإقتصادية تنديدا بتهميشهم في الزيادات وحرمانهم من بعض المنح. وتتوقع مصادر مطلعة انعكاسات سلبية عن الإضراب الذي يشل أغلب المؤسسات التابعة للقطاع، خاصة فيما يتعلق بنتائج التلاميذ في نهاية الموسم، في حال تفادي شبح السنة البيضاء، مُعزية هذا التوقع إلى الفترة الكبيرة جدا التي توقفت فيها الدروس خلال الموسم الدراسي الحالي، والتوتر والتخوف الكبيرين اللذين تسللا إلى أغلب المتمدرسين.