لأننا كلنا من بني آدم وكلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ ، لكن العيب في أن يعرف الإنسان خطأه ويعترف به ولكن لا يتوب عليه ويتهاون، أو العيب الأكبر من ذلك هو عندما نجده لا يعترف بذنبه مع أنه يؤمن بأنه أخطأ لكنه يصر عليه، وبالتالي يكبر في قلبه تدريجيا حتى يصبح من الكبائر أو يدخله في أخطاء أكبر منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم « لا كبيرة مع استغفار، ولا صغيرة مع إصرار »، وأكثر من هذا كله وأعظم وأخطر هو عندما لا يعترف الإنسان بذنبه ولا يؤمن حتى بأنه ذنب ويظن بأنه على صواب وعلى حق، وهذه هي أقصى درجات الخطأ التي تمثل الضفة الثانية في عالم المعصية الذي ينقسم إلى قسمين أو ضفتين، والإسلام يتواجد بينهما كونه دين الوسطية، أما الضفة الأولى فهي ضفة الإنحطاط الأخلاقي والإيماني والفسوق وغيرها مما نعرفه جميعا حيث الحلال بيّن والحرام بيّن، وهذه الضفة ظاهرة ويعلم أصحابها بأنهم مخطئون ويعترفون بأخطائهم ولكنهم عاصون مثل الخماّر الذي تسأله عن الخمر فيقول بأنه حرام ومهلك وغير مفيد ويعترف بذلك، ولكن يتناوله ويعصي الله سبحانه وتعالى وهذا الإنسان يعتبر مهلكا لنفسه، أما الضفة الثانية فتعد أكثر خطورة من الأولى حيث لا يعترف أصحابها بأنهم مخطئون ويحسبون أن ذلك هو عين الصواب، مثل بعض الإخوة الذين يعانون التعصب والإنغلاق والغلّو في الدّين الذي نهانا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، بل وحذرنا منه لقوله « ..وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ ». وعلى عكس الضفة الأولى التي لا يهلك بها صاحبها إلا نفسه، فهذه الضفة من وقع فيها سيُهلك هو ومن معه بل وتهلك الأمة جمعاء. من بين الحالات التي تعبّر عن هذا الخطر، حالة هذا الأخ الذي راسلنا ليعبّر عن مأساته التي يعيشها في ظل ... السلام عليكم آخى فيصل، أنا لطفي من البليدة أبلغ من العمر 22 سنة وبعد تردد كبير قررت مراسلتك. لقد نشأت منذ الصغر على تربية حسنة وخلق حسن وكنت من أعز الأبناء عند والداي بعدما توفي أخي، كبرت على الإيمان وطاعة الله منذ صغري وكنت أتفادى رفقاء السوء وكنت دائما من الأوائل في الدراسة، وعندما دخلت الثانوية وكلي عزيمة على النجاح للأسف الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن، وهذا مباشرة بعدما تعرفت على زميلة وكانت معرفتنا لبعضنا محل صدفة، وكانت علاقتنا مجرد كلام عن الدراسة لأني كنت مركّزا على دراستي ومعرفتي لتلك الفتاة واقترابي منها جعلاها تخبرني بكل أسرارها، فقررت مساعدتها لأن والديها من النوع المتشدد وكانا يعاملانها مثل الأسيرة، فقررت الوقوف إلى جانبها وجعلتها تبتسم، ومع مرور الوقت أصبحت أحبها بكل صدق وكانت نيتي صادقة اتجاهها وبقينا مع بعضنا لمدة أكثر من سبع سنوات، وهناك قررت أن أتقدم إلى أهلها وكان ذلك ووافقوا وبعدها مباشرة تركت الدراسة وأصبحت منهمكا في العمل من أجل توفير مستلزمات الزواج ولم أبخل عليها ولو لثانية بحناني وحبي، ولكن مع مرور الوقت حدثت بيننا بعض المشاكل بسبب تهاونها في دينها فثار غضبي ولم أكلمها لمدة أسبوع، وعادت علاقتنا بعد ذلك وكلنا تفاهم وحب وود حتى جاء اليوم الذي لم أكن انتظره، كلمتها عن طريق الهاتف فطلبت مني أن أذهب إلى العرس رفقة أقاربها فرفضت الفكرة جملة وتفصيلا لاجتناب الإختلاط، وكم كانت العاصفة قوية تلك اللحظة عندما سمعت منها كلاما لم أكن أتصوره ولم أكن أتصور بأنها تخفي كل تلك الضغينة، ووصفتني بقديم الطباع والمتخلف فقررت عدم الإتصال بها ثانية. لكن منذ تلك اللحظة وقلبي يحن إليها ويتقطع لفراقها، وصرت أنظر إلى نفسي نظرة احتقار واستصغار بسبب ما سببته لي من مذلة. فكم هو صعب أن تسير كامل الطريق وكلك أمل وعند الوصول يخيب أملك وظنك في من أحببت. أنا أتألم في صمت يا أخي فيصل. وأعدك بأن أطلعك على كل جديد في القصة، أنا في انتظار الرد على أحر من الجمر وجزآك الله عنا كل خير. الرد : شكرا لك أخي العزيز على صراحتك وثقتك فينا، وأنا صراحة عندما قرأت الرسالة لم أفكر فيك أكثر مما فكرت في تلك الفتاة ، لأنها كما ذكرت في الرسالة كانت تعيش تحت ضغط عائلي وتعصب من طرف أهلها مما جعلها تبحث عمن يخفف عنها ذلك ويتزوجها وينسيها تعصب أهلها ومعاناتها معهم، لكن للأسف اصطدمت بمن هو مثلهم تماما، وهذا ما جعلها تفر منك وتظهر لك ضغينة أنت لا ترى سببا لها، لكن السبب موجود وتلك الضغينة لها مبرر ليس منك أنت وإنما مما رأته من أهلها، ولم تستطع التعبير عن مشاعرها أمامهم كون المتعصبين غير قابلين للحوار، فوجدتك أنت مثلهم فأفرغت فيك كل ما في جعبتها من غضب وألم وضغينة لأن التعصب يولد الضغينة، واعذرني إن قلت لك بأنك مثلهم وأعني والداها فهذا ظاهر في رسالتك وبأنك صرت متعصبا نوعا ما وسأحاول أن أبين لك بعض علامات التعصب من رسالتك، وأولها كون المتعصب له عقيدة وأفكار غير سليمة مما يجعله لا يتذوق طعم الإيمان، وبالتالي لا يمتنع عن فعل الحرام ويتكلم فقط باللسان، وهذا ما حدث معك بالضبط حين كنت حريصا على حسن دينها ولكنك تخرج معها لمدة سبع سنوات وهذا بحد ذاته تناقض هي لاحظته فيك تماما مثلما عاشته مع أهلها، والمتعصب كذلك تجده يمدح نفسه كثيرا ويزكيها ويحاول أن يغطي الشمس بالغربال، وهذا ما لاحظناه في بداية رسالتك حين قلت بأنك كنت متعلقا بها تبادلها الأسرار لمدة سبع سنوات من دون علم أهلها، ثم اتخذت لنفسك الأعذار وقلت بأن علاقتكما كانت مجرد كلام عن الدراسة، وبقيت تؤكد على ذلك ثم اعترفت عن خطأ بأنك كنت ملازما لدراستك ثم هبت الرياح بما لا تشتهيه السفن مباشرة بعد تعارفكما، وكذلك المتعصب كثيرا ما تجده يبحث عن أدنى الأسباب وأبسطها لكي يظهر حسن تدينه ويعتمد على معلومات وأحكام ضعيفة، وفي بعض الأحيان خطيرة من أجل إظهار نفسه ولو كانت تلك الأخيرة تتنافى وتتناقض مع ديننا الحنيف، وهذا ما لمسناه عند رفضك العزم عند أهلها بحجة عدم الإختلاط، فهذا في حد ذاته تعصب ونحن نعلم أن الولائم عندنا محتشمة وفي أغلب الأحيان يكون الرجال في جهة والنساء في جهة أخرى، خاصة إذا كانت عائلتها كما قلت متعصبة، وحجة رفضك للدعوة كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، حيث كان من واجبك الذهاب لوصل رحمك وتلبية الدعوة ورَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا » وبمجرد رفضك الدعوة لقد عصيت الله ورسوله لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ » أرجو أن تراجع نفسك أخي العزيز كما أننا جميعنا مطالبون بذلك، وتذكّر بأنك لو كنت على حق لما شعرت بالمذلة بعد ذلك كما قلت في رسالتك، لأن من يعمل عملا يرضي الله لا يشعر أبدا بالمذلة، وفي الأخير أنصحك أخي العزيز أن تراجع نفسك وتعلم بأن الدين يسر والدعوة تكون بالتي هي أحسن، وبأنه لا إكراه في الدين وأرجو أن يكون عملك وعملي وعمل كل القراء خالصا لوجه الله خادما للإسلام خاضعا لأوامره، خاليا من نواهيه خارجا عن دائرة التعصب والغلّو واعذر صراحتي والله أعلم. الأمة الوسطى بسم الله والصلاة والسلام على محمد الإمام جابلنا قرآن تمام صافي وافي ما فيه غلطة وحديث لوكان نسمعوه عمرنا ولا نشبعوه وحصراه لوكان نتبعوه ونطبقوه نقطة بنقطة نحاولوا نفهموا واش قال وننحوّلوا لقوال فعال ونجعلوه لينا مثال وما نلهاوش غير بالحطة الفايدة مش غير اللباس خاطر وحدوا ماوش قياس المعاملة بين الناس الي الناس فيها راها مفرطة واش مالفايدة لما تلبس لما يكون الفعل ناقص وياك يقولوا بلي الشمس بالغربال ما تتغطى والتربية والأخلاق ما يجتمعوش مع النفاق تعيى تتخبى لوراق وتتنكشف مهما تبطى حتى يعشّي المخلوق كيف الشجرة الي بلا عروق اتشوف أوراقها ملفوق بريح خفيفة تعشّي هابطة والي راه داير فالراس بلي هو خير مالناس ربي حكم والحديث قياس الناس كيما سنان المشطة ما كان فرق بين الخلق إلا فالتقوى والصدق الكل نغلطوا ومول الحق هو الي ستعرف بالغلطة أما الّي أصر أو زاد وبقى فهاذيك الغلطة شاد ربي يغفر للعباد والمصّر يبقى في ورطة كيما كان تورّط بليس كي شاف آدم وبدى يقيس آدم ستغفر أما النحيس بقات النار عليه مسلطة ديننا هو دين لفعال ماشي دين القيل والقال ما كان يمين ولا شمال وخير الناس الأمة الوسطى ماتكون متعصب مغلوق ما تكون منحط أو متلوق خوذ الوسط خير الطرق وخيرالفعل ما قل وبطى تأليف فيصل كرشوش