''عليها نحيا وعلى السكن نموت''؛ هي الشعارات التي وجّهها سكان ديار الشمس للمسؤولين في انتفاضتهم الثانية أمس -بعدما أخلفت السلطات المحلية وعودها بإعادة إسكانهم في أجل أقصاه 22 من الشهر الجاري حيث دخل السكان في مواجهات عنيفة مع رجال الشرطة، ما زاد الوضع تأزما. وشهدت الإشتباكات منحا خطيرا بعد مرور سيارة درك وطني حاولت تجاوز المتاريس والحجارة التي سُدّت بها الطريق، الأمر الذي جعل هؤلاء يضربونهم بالحجارة، ليرد عليهم عناصر الدرك بإطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء، وكانت انتفاضة سكان حي ديار الشمس بأعالي المدنية، قد اندلعت صباح أمس لتدوم إلى غاية ساعات متأخرة من نفس اليوم، دون وقوع ضحايا في صفوف المحتجين أو رجال الشرطة أو خسائر مادية. وشهدت المشادات أعمال شغب وتخريب طالت مبنى'' ايباد''، وغلق للطريق المؤدية إلى الحي، في الوقت الذي اكتفى عناصر الشرطة بحماية بنك التنمية المحلية والمنشآت المحيطة به، ورفع المحتجون شعارات عهد الحزب المحظور بصيغة اجتماعية، تعكس مطالبهم المتمثلة في إعادة إسكانهم ''عليها نحيا وعلى السكنى نموت وفي سبيلها نجاهد''، وقام المتظاهرون برشق الشرطة والسيارات التي حاولت اختراق المتاريس والعجلات المشتعلة بالحجارة و ''المولوتوف'' ، بعدما تحصنوا بالهضبة الجبلية الموجودة بالحي، حيث كانت بحوزة أغلب المتظاهرين سيوفا، أسلحة بيضاء وقارورات خمر فارغة قاموا برشق رجال الشرطة بها، وفي حديث لعدد من السكان مع ''النهار''، طالبوا برأس ''المير'' الذي لم يرغب في التنحي من منصبه بالإضافة إلى تدخله غير المباشر في قائمة السكنات التي تم إعدادها، وأكد السكان أن عددا كبيرا من غير المعنيين من الأحياء المجاورة أدرجت أسماؤهم، مما أجج موجة الإحتجاج وخروج سكان ديار الشمس إلى الشارع. ''أحمّل ولاية الجزائر مسؤولية عودة احتجاجات سكان ديار الشمس'' قال، دحو ولد قابلية، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية المكلف بالجماعات المحلية، أن دائرته الوزارية غير مسؤولة عن عودة الاحتجاجات وأعمال الشغب بحي ''ديار الشمس''، بسبب عدم استفادتهم من سكنات إلى غاية اليوم، وحمّل المسؤولية الكاملة في ذلك.. على عاتق ولاية الجزائر التي يتواجد على مستواها ملف المطالبين بسكنات، وأضاف، أمس، في اتصال مع ''النهار''، ليس لدي أي معلومة بخصوص قضية إعادة لإسكان سكان ديار الشمس لأنني حولت الملف محل الطرح على مستوى ولاية الجزائر وطالبتها بإيجاد حل للمشكلة هذه''.